عروبة الإخباري – تعهد مدير منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي عقده الاثنين (30 من نوفبر/ تشرين الثاني)، القيام بكل الخطوات المطلوبة لكشف مصدر الفيروس الذي تسبب بوباء كوفيد-19، رافضا اتهام الوكالة الأممية بالتساهل للغاية مع الصين.
وقال تيدروس ادهانوم غبريسوس “نريد معرفة مصدر الفيروس لأن ذلك سيساعدنا على تفادي جائحة أخرى”، متعهدا بالقيام “بكل ما هو ممكن” لذلك. وتأمل المنظمة بإرسال فريق علمي سريعا الى منطقة ووهان في الصين، حيث ظهر الفيروس. وهو ما لم ينجح فيه منذ ظهور الوباء نهاية العام الماضي وإلى غاية اللحظة فريق دولي مؤلف من عشرة علماء معروفين في مجال خبراتهم، كشف عن مصدر الفيروس وكيفية انتقاله الى الإنسان.
وكانت المنظمة قد أعربت الأسبوع الماضي عن أملها في “نشر الفريق على الأرض في أقرب فرصة” وهو الذي يجري بانتظام مؤتمرات افتراضية مع خبراء صينيين ولكن حتى الآن لم يتم تحديد أي موعد لذلك.
وتابع تيدروس في مؤتمره الصحفي: “موقف منظمة الصحة كان في غاية الوضوح. سنبدأ الدراسة من ووهان وسنستند الى النتائج التي نحصل عليها لتحديد ما إذا كانت هناك خيوط أخرى لدرسها”. وشدد على “أننا لن نتوقف حتى نكشف حقيقة مصدر الفيروس لكننا سنستند الى العلم”.
وردّا على الانتقادات الشديدة التي واجهتها المنظمة، قال رئيس منظمة الصحة العالمية إن معرفة مصدر الوباء “مسألة تقنية” وندّد بـ”تسييسها”.
يذكر أن المنظمة وتيدروس ادهانوم غبريسوس تعرضا لانتقادات شديد بداية انتشار الوباء، خاصة من قبل الإدارة الأمريكية والرئيس المنتهية ولايته دونالد تراب. وهناك من اعتبر ادهانوم غبريسوس “رجلَ” الصين في المنظمة العالمية.
ويعتقد العلماء ان الخفافيش وراء تفشي فيروس كورونا المستجد لكن لا يزال الحيوان الوسيط الذي ساهم في انتقال الوباء الى الإنسان غير معروف.
ورقة مسربة
موازاة لذلك، كشفت شبكة (سي إن إن) الأمريكية عن وثائق وصفتها بالمسربة، جاء فيها أن الصين أساءت التعامل مع المراحل الأولى لتفشي فيروس كورونا.
وذكرت الشبكة أن السلطات الصينية أعلنت في 10 شباط/ فبراير عن تسجيل 2478 حالة مؤكدة جديدة للإصابة بالفيروس، مشيرة إلى أن الوثائق الرسمية المتداولة داخليا تظهر أن هذا كان مجرد جزء من الصورة.
في تقرير يحمل عبارة “وثيقة داخلية، يرجى الحفاظ على السرية”، أدرجت السلطات الصحية المحلية في مقاطعة هوبي، حيث تم اكتشاف الفيروس لأول مرة، إجمالي 5918 حالة تم اكتشافها حديثا في العاشر من شباط/ فبراير، أي أكثر من ضعف العدد الرسمي المؤكد، بحسب الشبكة الأمريكية.
ويأتي العدد الذي لم يتم الكشف عنه سابقا ضمن سلسلة من المعلومات التي تم الكشف عنها في 117 صفحة من الوثائق المسربة من مركز مقاطعة هوبى لمكافحة الأمراض والوقاية منها، التي تمت مشاركتها مع “سي إن إن” وتحققت منها.
وأصرت الحكومة الصينية على رفض الاتهامات التي وجهتها لها الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى بتعمد إخفاء معلومات تتعلق بالفيروس.
وتكشف الوثائق، التي تغطي فترة بين تشرين أول/ أكتوبر ونيسان/ أبريل الماضيين، ما يبدو أنه نظام رعاية صحية غير مرن مقيد بالبيروقراطية من المستويات العليا إلى السفلى والإجراءات الصارمة التي لم تكن مجهزة للتعامل مع الأزمة الناشئة.
وتتعلق إحدى نقاط البيانات الأكثر إثارة للدهشة بالبطء الذي تم به تشخيص مرضى كوفيد- 19 المحليين.
ويشير تقرير في تلك الوثائق يعود إلى أوائل آذار/ مارس إلى أن متوسط الوقت بين ظهور الأعراض للتشخيص المؤكد كان بمعدل 23,3 يوما.
وتواصلت “سي إن إن” مع وزارة الشؤون الخارجية الصينية، ولجنة الصحة الوطنية، وكذلك لجنة الصحة في هوبي، التي تشرف على مركز السيطرة على الأمراض في المقاطعة، للحصول على تعليق على النتائج التي تم الكشف عنها في الوثائق، لكنها لم تتلق أي رد.
وقال يانتشونغ هوانغ، خبير الصحة العامة في مؤسسة (مجلس العلاقات الخارجية) الأمريكية المستقلة: “كان من الواضح أنهم ارتكبوا أخطاء، وليست الأخطاء التي تحدث عندما تتعامل مع فيروس جديد فحسب، بل أخطاء بيروقراطية وذات دوافع سياسية كذلك، في كيفية تعاملهم معه”.