عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
واجه بنك الاسكان تحديات قوية… أوضاع ورثها من إدارة سابقة وتحديات ما قبل الكورونا من أوضاع اقتصادية متباطئة وانعكاسات أزمة الكورونا التي سارعت في مواجهتها بنوك اردنية عديدة ضمن سياق أزمة اقتصادية عالمية سببتها هذه الجائحة…
لكن من أين جاءت صلابة الأداء وشدة المراس والقدرة على التكيف واستمرار العمل التراكمي الإنجازي، وعدم وقف أي مبادرات ايجابية يمكن أن تحقق المزيد والتخفف من أية قيود أو كلف أو انفاق زائد رتبته ظروف مختلفة..
الإسكان عاود انطلاقته التي كان يمكن أن تكون ملموسة بشكل كبير لولا حلول الجائحة وما سببته، ومع ذلك واصل البنك الأداء والتعرض بثبات، وكانت التراجعات ملموسة في نسبتها العالية التي وصلت 46% من الأرباح والتي بلغت أكثر من 38 مليون دينار…
البنك نهج سياسات متحفظة بشكل علمي بعيد عن اي مغامرة أو انفعال ووضع أسس جديدة وطبقها استطاعت أن تخرجه من أي احتمالات يمكن ان تنفذ إلى حرصه…
ولذا أخذ قرارا باقتطاع 88,5 مليون دينار كمخصصات خسائر ائتمانية متوقعة خلال التسعة اشهر الأولى من عام 2020 وهذا ما أثر على صافي الربح وجعل الرقم 38,1 مليون متواضعا قياسا إلى ما كان يدرّه البنك من أرباح وكان ذلك في حد ذاته نجاحا في زيادة نسبة تغطية المخصصات للديون غير العاملة لتصل إلى مستوى 100% ..
فالبنك يؤمن في هذه المرحلة أن آخر العلاج الكي وأنه لابد من استئصال أية عوامل يمكن ان تهز مسيرته فكانت السياسات المتحفظة لبناء الاحتياطات الإضافية للخسائر الائتمانية المحتملة وبقناعات داخلية تعزز توجهات البنك المركزي التقليدية…
سياسات البنك الجديدة مكنت المجموعة في الفترة الماضية 9 أشهر من هذا العام من تحقيق نمو في إجمالي الدخل التشغيلي حيث ارتفعت نسبة النمو رغم الظروف القاسية إلى 0,4% ليصل الدخل التشغيلي إلى 273 مليون دينار، ورغم أيضا انخفاض أسعار الفوائد عالميا و أيضا انخفاض الإيرادات غير المرتبطة بالفوائد نتاج الإجراءات المأخوذة في المواجهة للوباء والمتمثلة بإيقاف الاستيفاء المؤقت لبعض الرسوم والعمولات في أسواق المجموعة الرئيسية المتأثرة بالوباء…
الأداء الفعال نتاج الجهود الحثيثة والمتواصلة بكفاءة في إدارة المركز المالي بفعالية افضت الى المحافظة على جودة الأصول ومتانتها والي ارتفاع إجمالي التسهيلات المصرفية بنسبة 1.6 % لتصل في ترجمتها الى 4.7 مليار دينار في 30/9/2020 .
وقد جاء تصريح رئيس مجلس الإدارة السيد عبد الإله الخطيب الذي خبر الحياتين السياسية والاقتصادية وجاء الى بنك الاسكان ليعمل بصمت في تمكين البنك من معاودة الانطلاقة بقوة الانتظام في التنافس اللائق به وسط ثقة المساهمين عربا واردنيين من الذين خبروا خبرات رئيس مجلس الإدارة واطمئنوا لادائه الناجح والمتكرر في شركات كبرى ومواقع مختلفة.
رئيس المجلس في الخبر المرسل لي جاء في قوله ان المجموعة المقصود (بنك الإسكان التجارة والتمويل) تمكنت من تحقيق نتائج مالية تشغيلية متميزة خلال الفترة من قبل تفشي وباء الكورونا وذلك على الرغم من الظروف والتحديات الصعبة التي يواجهها الاقتصاد… الخطيب الذي قدم تشخيصا دقيقا ذهب إلى اقرار أن البنك واصل اداء قويا وتمكن من تحقيق نمو مستدام في إجمالي الدخل في ظل واقع اقتصادي أكثر صعوبة وبنية تشغيلية عالمية غير مسبوقة تأثرت بعمق بجائحة كورونا مثبتا اي البنك قدرته الكبيرة على التكيف والتعامل معها بكل اقتدار وكفاءة وبنفسه الرسمي الموروث.
ثمّن الخطيب اداء البنك المركزي والاجراءات الحكومية واقر بصوابها و قدرتها على تخفيف اثار الجائحة ودعا الى تظافر الجهود الوطنية لتمكين الاقتصاد الأردني من عبور الفتره الحرجه بنجاح.
واذا جاز لي ان اجتهد فإن شعار الخطيب في سياق الولولة والرعب والتخوف من الجائحة اقتصاديا يمكن أن يخدمه شعار “كبرها بتكبر وصغرها بتصغر” في موازاة الشعار السياسي الذي رفعه ذات الدبلوماسي والسياسي العريق الدكتور فايز الطراونة مع اختلاف السياق والظروف واتساع الرقعة في التأثير…
لكن يبقى أن جهود رئيس مجلس الإدارة التي ظل حريصا على عدم اعلانها او حملها في وسائل الإعلام اتت اكلها في الوقاية أولا وفي إعادة موضعة أداء البنك ليكون باتجاه البوصلة والأهداف المتوخاه…
ولما كان الانسجام مميزا بين مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية فإن الرئيس التنفيذي السيد عمار الصفدي الذي تنوعت خبرته قبل التحدي في السباحة في تيارات بنك الاسكان لينال ميدالية مواصلة العمل ويقول إن البنك واصل سياساته الملتزمة بالحفاظ على سلامة اصوله وجودتها ومتانة مركزه المالي و هذا التعبير ليس عاديا في مثل هذه الظروف اذ لا يقال هكذا على عوائده وانما هو مكلف في الترجمة أمام ما تواجهه البنوك من تحديات والإسكان منها خصوصا…
الصفدي جعل في اعتباره الاساسي الكفاءة التشغيلية واحكام السيطرة على التكاليف فالاقتصاد في النفقة نصف العيش اما النصف الاخر فمعلوم…
واستشهد الصفدي بمحافظة البنك على متانة قاعدته الرأسمالية التي بلغت في إجمالي حقوق الملكية 1.1 مليار دينار كما بلغت نسبة كفاية رأس المال 16.9 % و نسبة السيولة 121% و كل هذه النسب أعلى من الحد الأدنى للمتطلبات من البنك المركزي وبالتالي فإن الاسكان وعلاماته مقروءة…