حيدر علييف: الجيش الأذربيجاني حرر مناطق سكنية من العدو.. واستعاد العدالة التاريخية في ساحة القتال

عروبة الإخباري – وجه رئيس اذربيجان الهام علييف خطابا للشعب الأذري تاليا نصه:

خطاب فخامة/ إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان الى الشعب
(مدينة باكو، 26 أكتوبر عام 2020)

المواطنين الأعزاء،

إنه مضى شهر شبه كامل من بداية حرب قره باغ الثانية التي يعتبرها شعبنا حربا وطنية. نحرر أراضي الوطن من المحتلين. لقد حرر الجيش الأذربيجاني المجيد خلال هذه الفترة العديد من المناطق السكنية من العدو. نستعيد العدالة التاريخية في ساحة القتال، لأن قره باغ الجبلية هي أرض أذربيجانية أم وتاريخية. لقد عاش الشعب الأذربيجاني في هذه الأراضي على إمتداد العصور وبنى فيها وأبدع فيها. نعرف تاريخ قره باغ جيدا وتم القيام بأعمال ضخمة لنقل هذا التاريخ للمجتمع الدولي الذي كان عديم الرؤية والصورة بدرجة ما عن أذربيجان في مطلع التسعينيات.
غير أن منظمات الشتات الارمني الناشطة في الكثير من الدول، تمكنت من صياغة الصورة المحرفة في العالم ولدى الرأي العام في العالم عبر ترويج المعلومات المضللة حول تاريخ المنطقة وتاريخ النزاع على حد سواء. ولهذا السبب بالذات، فرضت علينا العقوبات التي يسري مفعولها اليوم وأراضينا تشهد الإحتلال.
في المرحلة الأولى من إستقلالنا، فرض الكنغرس الأمريكي على أذربيجان العقوبات بذريعة كأن أذربيجان تعتدي على أرمينيا وهذه العقوبات ما زالت قائمة، تخيلوا. الدبلوماسية الأذربيجانية آنذاك، ما إستطاعت أن تقدم أية حجة ضد الكذبة الأرمنية. وكنتيجة الأنشطة المتتابعة في السنوات الأخيرة، لقد أبلغنا المجتمع الدولي بتاريخ قره باغ وتاريخ الصراع بما فيه الكفاية. كل هذه الأعمال والأفعال، تساعدنا اليوم، طالما تسود في العالم بالفعل وجهة نظر أكثر موضوعية ورؤية أكثر موضوعية بشأن هذا الأمر. قد أحرزنا ذلك إلا بفضل جهودنا الدؤوبة.
أنا محق تماما عندما أقول أننا نستعيد العدالة التاريخية. لقد إستطعت أن أبرهن للعالم وفي بث مباشر أثناء مؤتمر ميونخ للأمن على أن قره باغ هي أرضنا التاريخية. لقد أعطيت المعلومات عن معاهدة كوركتشاي للسلام في بداية العصر العشرين، حيث كانت المعلومات عن هذه المعاهدة غائبة تماما عند العالم والرأي العام الواسع. للأسف، المعلومات عن هذه المعاهدة، لا تروج بشكل واسع ولو في أذربيجان.
لقد وقع حاكم قره باغ وشوشا إبراهيم خليل خان من جهة وجنرال روسيا القيصرية من جهة أخرى علىمعاهدة كوركتشاي للسلام التي يتوفر نصها في شبكة الإنترنت وبإمكان أي أحد أن يطلع عليه. وتحدوني الثقة بأن الجمهور الدولي الواسع الذي يتابع بإهتمام التطورات في ميدان المعركة، سوف يدخل بعد كلامي على المواقع الإلكترونية ويكتشف أن تلك المعاهدة لا تتضمن شيء عن السكان الأرمن قط، طالما ما كانوا متواجدين هناك وقتئذ. وبعد معاهدات كوركتشاي وجولوستان وتركمانتشاي، تم نقل الأرمن الى أراضي آباءنا وأجدادنا الذي حمل طابعا هادفا، حيث إستوطنوا في قره باغ التي تعد إحدى البقع لبلادنا سحرا وشكلوا لهم كل الظروف. وكان المستهدف واضحا وهو تغيير التركيبة الدينية وترحيل المسلمين من أراضي آباءهم وأجدادهم وتشريدهم وتكوين الواقعية الجديدة على أراضي الإمبراطورية الجديدة. وكل ذلك كان هدفا وللأسف، نالوا هدفهم هذا. وعلى اثر ذلك، جرى نقل السكان الأرمن بصورة جماعية من الدول المجاورة وتوطينهم في أراضي آباء الأذربيحانيين وأجدادهم وهي إقليم قره باغ الجبلية. مع مضي الزمن، أظهروا الأرمن طبيعتهم الخاصة بهم حينما بدأوا بالإستيلاء على كافة أراضينا بالتدريج. ومع الثورة البلشفية في أوائل القرن العشرين، ثار الخطر الجسيم المتلخص في أن السلطات البلشفية، سوف تمنح قره باغ الجبلية لأرمينيا. وتتوفر محاضر المكتب القوقازي عن شهر يوليو عام 1921. ويكفي النظر في محاضر المكتب القوقازي وهكذا الخطر كان قائما.
لكني أعتبر أنهم فشلوا في ذلك من جراء جهود ناريمان ناريمانوف والشخصيات الأخرى الذين قيموا الواقعية صائبا. وتنص محاضر المكتب القوقازي على إبقاء قره باغ الجبلية في حدود أذربيجان. لقد عكف ما يسمى العلماء الأرمن والأوساط التي ترعى الأرمن على إثبات نقل قره باغ الجبلية من أرمينيا الى أذربيجان من قبل ستالين. الكذبة! إفتحوا محاضر المكتب القوقازي وأنظروا فيها، حيث تنص على إبقاء قره باغ الجبلية في حدود أذربيجان، مما يدلل مجددا على تبعيتها لنا. مع الأسف، تبعت ذلك إقامة ولاية قره باغ الجبلية ذات الحكم الذاتي ومُنح لهذا الإقليم وضع خاص. إلا أنه يتعين علي أن أقول أنها كانت ولاية وليست جمهورية، يعني تمتعت بآلية الإدارة الذاتية أقل مستوى. الآن يكفي النظر في التاريخ، لكي يرى كل فرد أن الأرمن الذين قطنوا في هذا الإقليم، كانوا يحظون بالحقوق والإمكانات الهائلة.
ذاعت في غضون العهد السوفييتي قبل الصراع ببضع أعوام، الميول الإنفصالية بشكل واسع، مهما ما قام أي أساس لها إطلاقا. وتشكل المكتب الذي كان بمثابة هيئة حاكمة في ولاية قره باغ الجبلية من 9 أعضاء، 8 منهم كانوا الأرمن وعضو فقط كان أذربيجانيا الذي شغل منصب سكرتير أول لدى الحزب الشيوعي في محافظة شوشا. بينما كان سكرتير أول لقره باغ الجبلية و ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان من الأرمن. ماذا أرادوا؟ كم إستثمرت أذربيجان في هذه المنطقة!؟ تم مد السكك الحديدية في السبعينيات وإنشاء خزان مياه سارسانق في السبعينيات وخزان مياه سوقوفوشان التي أعدت إسمها لها الآن بعدما أسمواها بماداغيز. كل ذلك أصبح ممكنا بفضل الإستثمارات من موازنة جمهورية أذربيجان. لكنهم جحدوا الجميل وإستغلوا الوضع وإستغلوا وجود القيادة المناهضة لأذربيجان في موسكو وأطلت الميول الإنفصالية برأسها. ماذا فعلوا قبل ذلك؟ كانوا يقومون بالأعمال التحضيرية التي إستهدفت بشكل رئيسي حيدر علييف. لأنهم كانوا يعون جيدا أن وجود حيدر علييف وإمتلاكه لنفوذ واسع في القيادة السوفييتية، يقلب مخططاتهم. فلهذا السبب، كانوا من ارمينيا والأماكن الأخرى وللاسف من أذربيجان الخونة القوميون يرسلون بصورة جماعية كتابات مغفلة الى موسكو.
تعمدوا حملة التشهير للقضاء على عامل حيدر علييف. وما إن فات الأسبوعان من إستقالة حيدر علييف من جميع المناصب حتى أطل الإنفصاليون الأرمن برؤوسهم ورفعوا المسألة عن فصل قره باغ الجبلية عن أذربيجان وضمها لارمينيا ومنذ تلك الفترة بدأت ويلات شعبنا. ولاحقا شكلوا في قره باغ الجبلية اللجنة الإدارية الخاصة غير القانونية وعينوا شخصا مواليا للارمن للغاية رئيسا لها وبالتالي، مهدوا فعليا لإنفصال قره باغ عن أذربيجان. لسوء الحظ، كانت القيادة الأذربيجانية في ذاك الوقت، تتفرج على كافة هذه التطورات الخطيرة فحسب. ما قدرت على رفع صوتها، ما تجرأت وأحنت رأسها ونفذت كل ما يأتي من موسكو من الأوامر. لأن من الذين قادوا أذربيجان آنذاك كانوا عديمي الدم الأذربيجاني ولو غرام. وما كانوا يملكون مثقال ذرة من الروح الوطنية وما تحدثوا باللغة الأذربيجانية صحيحا إطلاقا ولو إعتبروهم أذربيجانيين وكانوا ناسا عالميين. وهذا تاريخ قره باغ الجبلية وبعد ذلك إنطلقت العمليات العسكرية واسعة النطاق ضد أذربيجان التي اسفرت عن إحتلال أراضينا. فقدان شوشا ولاتشين في شهر مايو من عام 1992، وقوع كالباجار تحت الإحتلال في شهر أبريل عام 1993، شكل رابطا جغرافيا بين قره باغ الجبلية وأرمينيا الذي ما كان موجودا. وما كانت ولاية قره باغ الجبلية ذات الحكم الذاتي تملك حدودا مشتركة مع جمهورية ارمينيا.
وكانت هذه الأحداث المأساوية تخلق واقعا جديدا. وثم تولى الوسطاء الدوليون هذه القضية. وتم صياغة مجموعة مينسك في عام 1992 وعملها أمام الأعين. وبعد مرور بعض الوقت، ركزت الدول المشاركة في رئاسة مجموعة مينسك فعليا كافة السلطات في أيديهم وإحتكرت بالفعل هذه القضية. وفي الواقع، أصيبت مجموعة مينسك كمجموعة بالشلل. لكن هل أسفر ذلك عن نتيجة؟ لم. لم يسفر لنا. أسفر لارمينيا التي تطلعت لهذه النتيجة بالذات ومفادها أن تستمر المفاوضات على وجه الدوام ويخدعوننا دائما والقضية تتجمد وأراضينا تظل تحت الإحتلال الى الأبد. إذن، ما هي طبيعة عمل مجموعة مينسك؟ هل تمكنت من الضغط على المحتل؟ كلا! هل قصدت ضغطا؟ كلا! أنا رفعت أمامهم أمرا عدة مرات: إذا أردتم رؤية حل القضية، لتفرضوا العقوبات على ارمينيا. الأمر في يدكم. أنتم أعضاء دائمون في مجلس الأمن الدولي، تقدرون على معالجة أي قضية. خاصة، يقول رسميو هذه البلاد أن مواقفهم في هذه القضية تتطابق. وهذا مثير للإهتمام. كيف يحدث أن مصالحهم تتضارب تماما في كل القضايا الأخرى وهي الأسلحة النووية والتطورات في الشرق الأوسط والأوضاع في آسيا وأوروبا. في أية قضية أخرى تتطابق مصالحهم؟ لا توجد. في قضية قره باغ الجبلية فقط. لماذا؟ الجميع يفهم. هذا الوضع المجمد أرضى بالطبع الجميع عدانا من بين هذه الدول وبالدرجة الأولى ارمينيا. تمارس ارمينيا الإستيطان غير المشروع في هذه الأراضي. من قال شيءً؟ لم يقل! ذلك يعد جريمة بل وجريمة دولية ويناقض إتفاقيات جنيف. هل قال لهم أحد لماذا تمارس الإستيطان غير القانوني؟ وتستعرض ذلك. تجلب الارمن من الدول العربية وتوطنهم بما في ذلك في شوشا. لم يقل أحد شيءً. ما يعني هذا؟ يعني، إستمر وأجلب وأجلب عددا تشاءه وقم بارمنة هذه الأراضي وإمسح التراث الثقافي الأذربيجاني. الرسالة كانت هكذا. ام أ لا تملك هذه الدول إمكانات تظهر المعتدي مكانه؟ لم يريدوا. هذا الواقع، كان يرضيهم.
فلهذا السبب، لا يمكن إعطاء التقييم الآخر لنشاط مجموعة مينسك. وبدا الأمر كما لو أنهم كانوا يجروننا الى التصالح مع هذا الوضع الذي يظهر قيام الواقعيات الجديدة التي تستلزم منا أخذها في حسباننا. غير أننا قد خلقنا واقعا جديدا على الإطلاق. وعلى الجميع أن يتعامل الآن مع الواقع الجديد. لكننا ماذا نرى؟ حينما بدأنا تحرير أراضينا من المحتلين، أنظروا ماذا يحدث. ما حجم الضغوطات التي تتعرض لها أذربيجان من كافة الجهات. بدأوا بالإهتمام. إذن ماذا حدث؟ على مدار 28 عاما، كنتم تطيلون وبدا كأنكم تحلون هذه القضية. الزيارات والإجتماعات هناك والمفاوضات هنا. لقد طفحنا من هذه المحادثات. كم يمكن إجراء المفاوضات مع هذا العدو؟ والعدو تتملكه مشاعر الوقاحة والتمرد والتكبر ويقولون لنا أن القضية ليس لها حل عسكري بل وسلمي. من يقول لا يوجد حل عسكري؟ إذن، أ ليس الآن حل عسكري؟ ماذا نقوم به؟ ننفذ بمفردنا قرارات مجلس الأمن الدولي، على الرغم من أن ذلك هو مهمة مجلس الأمن الدولي بالذات. نقوم بذلك بمفردنا. لقد خلقنا واقعا جديدا. خذوا في حسبانكم. لكننا ماذا نرى؟ إجتماع هنا، إجتماع هناك والتوصل لوقف إطلاق النار ومن خرق وقف إطلاق النار. فلذا، يرمي كل نشاطهم الآن الى إنقاذ ارمينيا، إنقاذ المعتدي الذي إرتكب مجزرة خوجالي وقصف مدينة كنجة بصواريخ بالستية من أراضي ارمينيا. هذا هو النشاط.
أما نظام الهدنة، فدخلت حيز النفاذ مرة أولى في 10 أكتوبر. وكان موقفي أنها ينبغي أن تحمل طابعا إنسانيا ووافقنا عليها، لكي يتم تبادل جثث الموتى والرهائن والأسرى. غير أنه لم يمر يوم حتى إنتهكت ارمينيا هذه الهدنة بشكل صارخ وبشكل غادر عبر قصفها لمدينة كنجة في الوقت اليلي. ثم أعلِن عن الهدنة الجديدة في 17 أكتوبر. ومن جديد، بعد مضي دقيقتين خرقتها ارمينيا. اليوم في الساعة الثامنة صباحا، تقدم العرض الجديد. لكني في الساعة التاسعة، أنا إهتممت بمراعاة الهدنة. وفور إنقضاء الدقائق، إنتهكت ارمينيا مجددا الهدنة عن طريق إطلاق النار على محافظة تارتار مرة تالية. إلا أنني أعطيت التوجيهات للجيش حول ضبط النفس وعدم الإنجرار وراء الإستفزاز. الشعب يعرف موقفي. هذه القضية يجب أن تجد حلها، إما من خلال طريقة عسكرية، إما عبر وسائل سلمية. لقد طرحت عرضا مفاده أنكم إذا أردتم حلا سلميا، فسنوقف. لكنه يقتضي إبلاغنا فورا بأن ارمينيا تنسحب من أراضينا ويُعرض جدول زمني يحدد ويفرض عليهم عدد الايام التي سينسحبون خلالها من هذه المحافظة أو الأخرى. لم يُعرض الجدول حتى هذه اللحظة. هل قدمت ارمينيا هذا الجدول؟ لم تقدمه. وفي هذة الحالة، لن نكون راضين إن تواصلت الهدنة وبقيت القضية مجمدة من جديد. هذا هو الأول.
ثانيا، تتوفر لدينا المعلومات الدقيقة أن ارمينيا، قد جثت أمامنا في ساحة القتال وتريد فقط إستغلال الهدنة لإعادة تعبئة قواتها مرة أخرى وإعادة التسلح مجددا وممارسة سياسة الإحتلال الجديدة ضدنا. هكذا المعلومات تتوفر وللأسف يشهد الشهر الأخير إرسال الأعداد الضخمة من الأسلحة المختلفة الى ارمينيا. نملك كشفها بأكمله. تم نشر بعضهم في صحافتنا. الكشف الكامل يتوفر. متى وأي طائرة أين هبطت وما حملت وكيف تم تفريغها والي أين تم إرسال حمولتها. حسنا، لماذا من يريد وقف إطلاق النار، يرسل الأسلحة الى ارمينيا؟ لأن ارمينيا جثت على ركبتيها وضربناها فعلا على رأسها حتى لا تستيقظ. رئيس وزراء أرمينيا الذي كان يرقص في سهل “جيدير” في حالة سكر ويتصرف كقائد عظيم، الآن سقط تحت اقدام الجميع ويطلب منهم المساعدة والغوث ويذل نفسه ويذل شعبه. حسنا، لا تعطوا سلاحا وننهي. لا تعطوا. من يعطينا؟ ولا أحد. لا تعطوا. لا تعطوا سلاحا لو أردتم الإنهاء. سيأتون بعد يومين متوسلين. من جهة، يطلبون وقف إطلاق النار ومن جهة ثانية يرسلون لهم الاسلحة. ما هذا؟ هل نظل صامتين حيال ذلك؟
لا بد أن يعرف الشعب الأذربيجاني كل شيء. انا بصفتي رئيسا طوال 17 عاما، كنت دائما أقول الحقيقة للشعب الأذربيجاني، دائما. أقوم بإبلاغ الشعب بإنتظام عن كافة القضايا. واليوم كذلك أعطي المعلومات، لعلها غير مكتملة. لأنه ثمة القواعد الدبلوماسية المحددة. لكنني أفصح عن كل مسموح سواء للشعب الأذربيجاني أو العالم أجمع. قولوا لارمينيا أن تنسحب من أراضينا وتنصرف على الفور، إذا أردتم إنقاذها. ليعلن ذلك المهرج الذي رقص في شوشا، في سهل “جيدير” في حالة سكر أنه ينسحب. يظل موقفنا غير متغير وندافع عن الحق والعدالة.
أود أيضا أن أتطرق الى مسألة واحدة. القاعدة القانونية لحل الصراع واسعة بما فيه الكفاية. لقد وسعنا هذه القاعدة. اليوم تتواجد قرارات مجلس الأمن الدولي، بل والوثائق الأخرى التي إعتمدتها الجمعية العامة وحركة عدم الإنحياز ومنظمة التعاون الإسلامي والبرلمان الأوروبي. وتتضمن الوثيقة الموقع عليها بالأحرف الأولى مع الإتحاد الأوروبي بندا خاصا بشأن سيادة بلادنا وحرمة حدودنا ووحدة أراض. يعني، هذه قاعدة قانونية تسمح لنا بأن نلقن العدو اليوم درسا في ميدان المعركة ونطاردهم ونخرجهم من أراضينا. لكن أنظروا، ماذا يحدث مؤخرا. تعقد الدول المشاركة في رئاسة مجموعة مينسك جلسة مجلس الأمن الدولي. لقد قامت بعقدها مرة. يبدو أن الوثيقة التي صدرت عنها لم ترضها. وهذه المرة، قبل عدة أيام، رأينا وسمعنا عن ظهور الوثيقة الجديدة. وبدأنا بتحرك للتو ولم نسمح بقبول هذه الوثيقة، مهما كانت الضغوطات التي تعرضت لها الأعضاء الأخرى لدى مجلس الأمن الدولي من قبل الدول المشاركة الثلاث. ما كان هدف ذلك؟ هدفه واضح للغاية الا وهو بقاء القرارات الصادرة في عام 1993 والتي تطالب بإنسحاب القوات المسلحة الارمنية من أراضينا، بقاءها في الظل، كي تبقى تلك القرارات في الوراء وتفقد مفعولها أو أهمتيها. كان هذا هو الهدف. ما مدى عدالته؟ ورأينا مجددا محاولة إبراز الدعم للمحتل. لكن ماذا حصل في نهاية المطاف؟ لم يمر. كيف لم يمر؟ لم تسمح دول عدم الإنحياز بذلك متصرفة برجولة وعرضت دعما لنا وشكرا لها مهما تعرضت لضغوطات، ربما لتهديدات. غير أنها وقفت وراءنا مثل الرجال مثلما نقف وراءها. ويدل ذلك على أنه لن يمر. أخي العزيز، رئيس الجمهورية التركية قد أعلن مرارا أن العالم أكثر من خمسة. وهو محق تماما. أنظر، هذا التصويت قد أظهر ذلك. إتحدوا وطرحوا من جديد وثيقة تتوافق مع مصالح ارمينيا، لكنها لم تمر. لأن العدالة قائمة. ولا تزال قائمة بغض النظر عن مدى إنتهاكها لهذه العدالة وبغض النظر عن مدى إنتهاكها لهذا الحق. العدالة والقانون الدولي في صالحنا. لذا، فسنستمر في طريقنا. إذا أردتم وقف إطلاق النار، فليطلبوا من الدولة المحتلة الإنصراف والإنسحاب من أراضينا وإلا سنذهب الى النهاية، الى النهاية. وسنواصل مطاردة العدو حتى فيما بعد كما نطرده الآن، كما يهرب منا وسيواصل الهروب. لأننا على حق ونحن أقوياء.
لقد قلت خلال السنوات القليلة الماضية أن العالم لم يعد كما كان من قبل. يأتي عامل القوة في المقدمة ولسنا من الذين فعلوا هكذا.أنظروا، هل تكترث الدول العظمى الآن بالقانون الدولي؟ لا. هل تتجاهل مجلس الأمن الدولي؟ نعم. تفعل ما تشاء، كلهافي مكانهها، إحداها تتدخل هناك وإحداها تتدخل هنا وإحداها تقسم أرض ما. لا يوجد أثر للقانون الدولي. فلماذا ندافع عنه؟ ومع ذلك، نحن ندافع عنه، ولا نتخذ أي خطوة تتجاوز القانون الدولي. لا ندخل أراضي أرمينيا، بل ونستعيد أراضينا المعترف بها من قبل المجتمع الدولي. إذا فشل الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي والرؤساء المشاركون في مجموعة مينسك في تحقيق ذلك، فعليهم التنحي جانباً وعدم التدخل. ولا نطلب المساعدة من أي شخص خلافا على أرمينيا. لا تدعهم يعرقلون ويعبثون بصبر الشعب الأذربيجاني. غدا تضع هذه الحرب أوزارها، سنحقق ما نتطلع له. وإذن، ماذا عن علاقتنا؟ هل سينسى الشعب الأذربيجاني هذا الظلم؟ لن ينسى. دعهم يفكرون في ذلك. لم تعد أذربيجان دولة يمكن تنحية مصالحها جانبا. لا. سيأتي يوم سيأتون فيه بطلباتهم واقتراحاتهم ومقترحاتهمحول التعاون. إذن، كيف سينظرون إلينا؟ لقد حشدوا اليوم كل إمكاناتهم ضدنا. لقد كنت أتحمل ذلك شهرا، شهرا. لم أقله وطفحنا منه. هذا هو الاول.
ثانيًا ، يجب أن يكون الوسيط محايدًا. إذا لم يكن محايدا فليسحب ترشيحه. إذا لم يكن الوسيط محايدًا ، فلا يمكنه أن يكون وسيطًا. الآن تحتاج الدول الوسيطة إلى التفكير في وظيفة جديدة ، فماذا ستفعل؟ الآن لا يمكنهم الحديث عن تحرير خمس مناطق، أين خمس مناطق، لدينا 4 منها بالفعل. هذه القضية لم تعد قائمة، إنتهت. إستعدنا بأنفسنا فضوليوزنجيلان وجبرائيل وقوبادلي. إستعدنا الأجزاء الكبيرة من هذه المناطق. وإستعدنا جزء من محافظة حدروت السابقة وخوجافيند الحالية. لذا دعهم يفكرون.
ولسنا ضد المفاوضات. تقرر نتيجة المحادثات التي جرت في الولايات المتحدة يوم الأمس أن يجتمع وزيرا خارجية أذربيجان وأرمينيا في جنيف خلال أيام قليلة. ولا أعترض، فليجتمعا. لقد إنعقدت خلال 28 عاما منصرما الاجتماعات بلا معنى وأحدها زائد، أحدها ناقص، لا فرق. لا أريد أن أقول إنني أنظر على هذا الإجتماع كأنه عديم المعنى. لا. نريد أن يحمل معنى. لكن هذا المعنى يجب أن يسرع في تسوية النزاع. رعاة أرمينيا، أقول لكم: إذا كنتم تريدون إنقاذ هذه الدولة المزيفة، فقولوا لها أن تنسحب. تستطيع أن تنسحب بكلمتكمالواحدة، بكلمتكمالواحدة. إذا لم تحصل أرمينيا على الدعم المالي والاقتصادي والعسكري والسياسي، فهل تستطيع أن تقف على قدميها؟ لا. الآن سأقدم بعض المعلومات للشعب الأذربيجاني حول كمية المعدات التي دمرناها. يمكن لأي شخص الحساب والدخولعلىشبكة الإنترنت وإلقاء النظر في قيمة المعدات وطرح الأسئلة . من أين هذه النقودلدى بلد فقير؟ من أين تأتي هذه الأموال في بلد يتخبط فيالمشاكل؟ كم دمرنا من المعدات وما زالوا يوردونها. لا بأس، دعهم يوردون، هذا شأنهم.
هذا هوموقفنا في هذه المرحلة ونستعد لحل هذه القضية بالوسائل العسكرية-السياسية. لكن دعها تحل. قالوا وقف إطلاق النار، ليسالمشكلة، فليقم. لقد انتهكته أرمينيا، نسجل كل إنتهاكها، كل. لقد أصدرت أمرًا ليسجلوه ويرسلوه فورا إلى ممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والدول الأخرى المعنية بوقف إطلاق النار لمعرفة مدى انتهاك الأرمن للهدنة. نملك كل المعلومات. يجب أن يحقق الحل العسكري-السياسي مسألة إستعادة وحدة أراضي أذربيجان فقط.
أما بالنسبة لمستقبل الأرمن الذين تم نقلهم الى أراضي أجدادنا قبل 200 عام ، فقلت إنهم مواطنون أيضًا. يجب إنقاذ حياتهم من هذه العصبة العسكرية. إذا لم يتمكنوا من إنقاذ حياتهم، فسنساعدهم. أ لم تقل الحكومة الأرمنية الجديدة المتمثلة في باشينيان أن الأشخاص الذين حكموا أرمينيا هم المجرمون؟ كنت اقول ذلك ايضا. كانا – رئيسان سابقان – كلاهما زعيمين للعصبة العسكرية في قره باغ، ثم حكما أرمينيا. وتم فتح قضية جنائية بحق كليهما. إنهما مجرمان، شربا دماء الأرمن الذين يعيشون في قره باغ. من أين حصلا على هذا القدر الكبير من الثروات والممتلكات؟ من أين؟ لقد حصلا عليها إمتصاصا لدماء الشعب الأرمني. أكرر، الأرمن الذين يعيشون في قره باغ الجبلية مواطنون لنا. كما أن الشعب الأذربيجاني متسامح. هؤلاء الناس ليسوا مذنبين. من مذنب لا بد أن يجيب، وقلت إن دماء الشعب الأذربيجاني لا ولن تبقى على الأرض. وشهدت هذه المعارك التي تدور شهرا القضاء على المجرمين الذين إرتكبوامذبحة خوجالي. لقد انتصر العدل. لذلك أريد أن أؤكد موقفي مرة أخرى، وسنعود بالتأكيد إلى هذه الأراضي بالوسائل العسكرية-السياسية. قد تنتهي المرحلة العسكرية اليوم. سنحل القضية سياسيا. يعود الأذربيجانيون إلى شوشا، ويعودون إلى خانكندي وكذلك يعودون إلى جميع الأماكن الأخرى التي كنا نعيش فيها. يتم تهيئة الظروف للسكان الأرمن.ويجب أن نتكيف ببطء للتعايش، هم ونحن. هذه هي الطريقة التي أرى بها القضية ومقاربتي تقوم على الأخلاق ومعايير القانون الدولي على حد سواء. أرمينيا تريد أن تطردنا من هناك وثم تقوم بالتطهير العرقي وأن تؤرمن آثارنا وتستقدم الأرمن من الخارج. يا باشينيان كنت تبغي أن تمد طريقا الى جبرائيل يا ؟ ماذا حدث؟ أين هذا الطريق؟ وكنت تود أن تبني مبنى برلمان في شوشا؟ ماذا حدث له؟ ذهب إلى الجحيم.
أريد أن أقول مرة أخرى إنه لا توجد قوة يمكنها أن تحولنا عن طريقنا. لقد خلقت النجاحات التي تحققت في ساحة المعركة واقعا جديدا على طاولة المفاوضات.
الآن أريد أن أقدم بعض المعلومات لشعبي الغالي. أقدم قائمة بعض المعدات الأرمينية المدمرة والمغنومة منذ 27 سبتمبر حتى الآن. تم تدمير 252 دبابة وغنم 53 دبابة. بالمجمل، حرمت أرمينيا من 305 دبابة. لكن لا تزال هناك دبابات. انظرواالى عدد الدبابات الذي كان لديهم. وجرى القضاء على 50 مركبة مشاة قتالية وغنم 29 مركبة – ما مجموعه 79 وحدة. دمرت 251 مدفعًا من الأعيرة المختلفةوغنم 24 مدفعا، ما مجموعه 275. وتم تدمير 61 راجمة ألغام وغنم 45 راجمة، ما مجموعه 106. ودمرت 53 وسيلة مضادة للدبابات و82 راجمة الصواريخ “غراد” وراجمتا الصواريخ “أوراغان” وقاذفة اللهب “توس” و4 منظومات دفاع جوي ذاتية الحركة “تور” ونحو 40 منظومةدفاع جوي “أوسا” و4 منظومات دفاع جوي ذاتية الحركة “كوب” ومنظومة دفاع جوي ذاتية الحركة “كروق”ومنظومتا دفاع جوي “أس-125”. نظام دفاع جوي “أس-300” هوأحد أغلى الأنظمة في العالم. وجرى تدمير 6 منصات إطلاق “أس-300″ومحطة كشف ومحدد موقع. سعرها معروف. يمكن لأي شخص أن يحسبه. ودمر نظاما الصواريخ التكتيكية التشغيلية “ألبروس” ومنصة صاروخ بالستي “توشكا أو” وكذلك231 شاحنةو20 منها محملة بالذخائر. غنمت 173 شاحنة عسكرية. لقد حرمنا العدو من إجمالي 404 شاحنة.
الآن أطرح سؤالاً آخر. أطرح هذا السؤال في كل مرة وسأطرحه حتى يأتي جوابه. من أين تأتي هذهالأموال، من أين؟ دع المراقبين والوسطاء والسياسين والموالين للأرمن يقولون من أين تأتي؟ لدينا المال ، كل شيء شفاف. يعرف الشعب الأذربيجاني مقدار الأموال التي لدينا ، والعالم يعرف ، والجميع يعرف. نشتري الأسلحة بأموالنا الخاصة. نحن لا نعتمد على أحد. من أين حصل عليها هذا البلد المغمور بالديون والمفلس؟ يبلغ الدين الخارجي لأرمينيا حوالي 8 مليارات دولار وإحتياطي النقد الأجنبي 1.5 مليار دولار. بعد كل شيء، هذا ليس مالًا حرا، إنه احتياطيات بنكية. لا يمكنإستخدامها. إذا إستخدموها ، فإن عملتهم السوداء، سوف تنهار. من أعطاك هذا القدر الكبير من الأسلحة؟ لماذا لا يسأل أحد؟ خلال هذا الشهر، أجري مقابلات كل يوم تقريبًا. سئلت ماذا تفعل طائرات ف-16 التركية عندكم؟ تعبت من الرد. إفتحوا ، لديكم قمر صناعي، ألا ترى ما تفعل؟إذهبوا وأنظرواما تفعل ف-16، هي في الجو وعلى الأرض؟ يعلم الجميع أنها على الأرض. وطارت الى أذربيجان للتدريبات وبقيت عند اندلاع الحرب. يبقيها إخواننا الأتراك لتقديم الدعم المعنوي لنا. وإذا وقع هناك عدوان من الخارج، فسوف يرون هذه طائرات ف-16. حسنًا، لم تبق سوى 5-6 طائرات في المطار. يسألون عنها في كل مرة. حسنًا، أجيب على هذه الأسئلة. لكن إسألوا كل من أرمينيا ومن أعطاهم السلاح. أطرحوا هذه الأسئلة، لماذا تعطي السلاح؟ هل تم تسديده؟ هل يعرف مواطنو الدول المنتجة لتلك الأسلحة كم منها تم تدميرها خلالالشهر الواحد؟ لا يطرح حتى صحفي واحد هذا السؤال. أليس مثيرًا للاهتمام؟ لا بأس. قد تعودنا على أنه طوال هذه السنوات، كانت هناك الإفتراءات والأكاذيب والأضاليل حول أذربيجان تعيث. الآن يرى كل من الصحافة الأجنبية والشعب الأذربيجاني أنني أجيب على كل هذه الأسئلة وكما ينبغي. أنا لا أسفّ الى مستواهم. أبدا. أجيبهم كما ينبغي ويسكتون. لأنهم لا يستطيعون الإجابة. أقول إذهب وأنظر في المرآة هل أنت آتيت لتتهمنا؟ لا ييطرح سؤالا. وكأنه مدع عام يتهمنا. من أنت؟أكن إحتراما كبيرا للصحفيين. فلهذا السبب يستغلون هذا العامل. أتحدث إليهم بهكذا الطريقة اللطيفة. لكنهم يعرفون أنه يمكنني الحديث معهم بأي شكل من الأشكال. هذا هو الواقع. وهذا الواقع ضدنا. لكننا غيرنا الواقع. تظهر هذه القوائم الجديدة مرة أخرى أننا غيرنا الواقع.
الآن سأنقل لإعنايةالشعب الأذربيجاني بفرح وفخر كبيرين القوائم التي ينتظرها بفارغ الصبر.
أنقل لشعبي العزيز قائمة المناطق السكنية التي تم تحريرها بالأمس.

محافظة زانجيلان: قرى بيرينجي عليبيلي وإكينجي عليبيلي وراباند ويينيكند.

محافظة جبرائيل:قرى قوفشودلو وسوفولو وداغ مشانلي وكردلار وهوفوسلو ، شلابيلار.

محافظةقوبادلي:المناطق السكنية في بادار وإفينديلار ويوسف بيلي وتشايتوماس وخانليقوسارياتاقومولابورهان ومدينة قوبادلي!
بالأمس سبق لي أن نقلت هذه الأخبار السارة إلى الشعب الأذربيجاني. مرة أخرى، أود أن أنقل هذه الأخبار السارة إلى كل الشعب الأذربيجاني. إنه لشرف عظيم لي أن أنقل الأخبار السارة إلى أهل محافظات زانجيلان وجبرائيل وقوبادلي والسكان الذين عاشوا في هذه القرى. صحيح، لم يبق شيء من تلك القرى. لا بأس، سوف نعيد بناءها. سيتمكن كل من الشعب الأذربيجاني والدولة من القيام بذلك. فلتكن أرضنا حرة. ليرتفع علمنا في كل الأراضي المحررة. نحن نحرر هذه الأراضي على حساب دماء وأرواح جنودنا وضباطنا. لقد أكدنا أنفسنا وأكدنا أنسفنا للعالم سواء في ساحة المعركة أوعلى صعيد سياسي. لقد أكدنا أن الشعب الأذربيجانيشعب فخور وشعب شجاع وشعب لا يقهر. لا يوجد أي ضغط يمكن أن يؤثر علينا. ولا يوجد أي تهديد يمكن أن يحولنا عن طريقنا. لأننا على الطريق الصحيح ومتحدون مثل القبضة. هذه الوحدةخالدة وستستمر إلى الأبد!
أيها المواطنون الأعزاء ، لقد وعدتكم في الأيام الأولى من الحرب أننا سنطرد العدو من أراضينا وسنطرده حتى النهاية. قره باغ لنا! قره باغ هي أذربيجان!