انسحاب المترشحان مع كتلة الاصلاح النائب السابق منصورسيف الدين مراد والنائب الاسبق الدكتور عوده قواس من السباق الى القبة البرلمانية أثار العديد من التساؤلات ، خاصة أنها جاءت على بعد أيام قليلة من موعد الاقتراع بتاريخ العاشر من شهر تشرين ثاني القادم ، إضافة الى أن بيان كل من “المنسحبين” كان “حمال أوجه” لانه لم يعطي الاجابة الشافية التي تبررالانسحاب من الكتلة، وبالتالي لم يتشكل لدى المتلقي للبيانين قناعة بأن الانسحاب جاء دون أسباب “خفية” لا يعلمها الا الله والمترشحين وحدهما ، وكان من أبرز الاسئلة التي طرحت هو هل جاء الانسحاب لضرب عناصر القوة لدى كتلة الاصلاح المحسوبة على التيار الاسلامي “حزب جبهة العمل الاسلامي “؟ ولمصلحة من تم هذا الانسحاب؟
الدكتور عودة قواس والذي قال: بعد ان تحدثت مع القائمة التي وثقت فيّ انسحبت، مشيرا الى ان ترشحه للانتخابات “والحرب التي شنت علينا”، والارهاق الذي عانى منه مؤخرا كان السبب في عودة “الدسك” له، وبالتالي أثرت على امكانية استمراره في الترشح.
والواقع أن من يعرف أو يتابع الدكتور عوده قواس الذي يعتبر من الشخصيات الوطنية المخضرمة في الوسط السياسي الأردني وقاد حربا شرسة في الانتخابت الماضية من أجل الوصول الى القبة البرلمانية بالرغم من الحرب الضروس التي شنت عليه ، لا يمكنه أن يقتنع بما ورد في بيانه من تبرير، خاصة أن لعوده قواس خصومات شديدة مع اعضاء في الجمعية الارثوذكسية على خلفية تسريب أراضي من الاملاك العربية المسيحية في فلسطين الى جمعيات صهيونية من ناحية ،ومن ناحية أخرى الصراع الذي كان وما زال يدور في النادي الارثوذكسي “عمان ” بين قواس وأصحاب رأس المال الذين يرغبون بالهيمنة على النادي ، وهو ما دفع هؤلاء الى دعم قيس زيادين الذي ترشح مع قائمة “معا “بقوة في الانتخابات الماضية وهم يدعمونه في الانتخابات الحالية ،ومن هنا فأن انسحاب الدكتور قواس استقبله أنصار النائب قيس زيادين بالسعادة الغامرة حيث سيعزز هذا الانسحاب من فرص نجاح زيادين والتي كانت مهددة بسبب الاداء الضعيف لزيادين ،وايضا بسبب الضعف العام لاداء النواب خاصة في مجال مواجهة الحكومات التي أرهقت كاهل المواطن بقراراتها .
والحال عند النائب السابق منصور مراد لا يختلف فالبيان الصادرعنه والذي برر فيه إنسحابه من سباق الانتخابات مع كتلة الاصلاح ” بتعرّضه لضغط من عشائر الشركس والشيشان، الذين طالبوه بمنح الشباب فرصة الوصول إلى قبة البرلمان وتمثيلهم”،لم يقنع أحدا من المراقبين خاصة أن ما ذكره النائب مراد عن إعطاء فرصة للشباب كما طالبه عشائر الشركس والشيشان توحي أن هناك شابا ما تمهد له الطريق من أجل الوصول للقبة البرلمانية ! وايضا لم يقتنع من تابعوا او يتابعون اداء النائب مراد طيلة السنوات الماضية والذي كان وحتى قبل أيام قليلة مقاتلا شرسا من أجل العودة الى القبة البرلمانية بالاسباب التي طرحها للانسحاب من الترشح وهو المعروف عنه انه من اشرس المدافعين عن حقوق المواطن والحريات العامة وفتح العديد من ملفات الفساد ،إضافة الى موقفه من قضية فلسطين، وبالتالي فأن إنسحابه والذي جأء مفاجئا ثارت حوله العديد من التساؤلات ..!
وتبقى الاسئلة المطروحة هي لماذا تمت الانسحابات في هذا الوقت القاتل أي بعد إقفال باب الترشح ؟ وهل مصادفة خروج المرشح عن المقعد المسيحي الدكتور عوده قواس والمرشح عن المقعد الشركسي منصور مراد من سباق الترشح معا وبهذه الاسباب الضعيفة، التي لم يقتنع بها أحد من داخل الكتلة أوداعميها ؟ وهل غمز مراد من ناحية إعطاء فرصة للشباب تنطبق على كتل ودوائر اخرى من ان المجلس القادم مطلوب ان يتمثل به غالبية من الشباب ؟ واي نوع من الشباب هم الذين تمهد لهم الطرق للوصول للقبة البرلمانية ؟ وهل الانسحاب له أسباب أخرى مثل تعرضهما اي “قواس ومراد” لضغوط لم يكشفا عنها ؟ وهل الانسحاب يهدف الى اضعاف “كتلة الاصلاح ” ولحساب من ؟ وبمعنى أوضح هل هنك نية لإضعاف تمثيل حزب جبهة العمل الاسلامي في البرلمان القادم؟ اسئلة ستبقى مفتوحة الى أن يخرج ذات يوم كل من النائبين مراد او قواس عن صمتهما ،أو أن تكشف نتائج انتخابات الدائرة الثالثة بعمان لمصلحة من صبت هذه الانسحابات وبالتالي نستطيع كشف الحقيقة ..!