عروبة الإخباري – قالت وزيرة سودانية، ليل الإثنين-الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن الخرطوم حوَّلت إلى واشنطن التعويضات المالية المستحقة لضحايا تفجيرات المدمرة “يو إس كول” والسفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا.
صحيفة “السياسي” السودانية (خاصة) نقلت تصريحاً مقتضباً لوزيرة المالية هبة محمد، قالت فيه إنه “تم تحويل مبلغ تعويضات ضحايا المدمرة كول وتفجيرات سفارتي نيروبي ودار السلام إلى الحكومة الأمريكية”، فيما ذكرت صحيفة “الجماهير” (خاصة)، أن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، وجَّه بتحويل مبلغ التعويضات إلى الحكومة الأمريكية.
كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، غرد على “تويتر”، في وقت سابق من الإثنين، قائلاً: “أخبار عظيمة.. وافقت حكومة السودان الجديدة، التي تحرز تقدماً عظيماً، على دفع 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم”. وأضاف ترامب: “عندما يُودع المبلغ، سأرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.
وهذه التسوية جزء من مطالبات أسر ضحايا تفجيرات السفارتين عام 1998، والمدمرة “يو إس كول” قرب شواطئ اليمن، في 2000، والتي تتهم واشنطن نظام الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير (1989: 2019)، بالضلوع فيها.
تدرج واشنطن، منذ 1993، السودان على هذه القائمة، لاستضافته آنذاك الزعيم الراحل لتنظيم “القاعدة”، أسامة بن لادن.
إلى ذلك أعرب حمدوك ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبدالفتاح البرهان، عن “الشكر” و”التقدير” لترامب، بعد أن وعد برفع اسم السودان من القائمة.
تتزامن هذه التطورات مع توقُّع مسؤولين إسرائيليين أن يعلن ترامب “خلال أيام” عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، بحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الإثنين، التي لم تكشف عن هوية هؤلاء المسؤولين.
البرهان كان قال في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، إن مباحثات أجراها مع مسؤولين أمريكيين، في الإمارات حينها، تناولت قضايا، بينها “السلام العربي مع إسرائيل”.
تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية ذكرت آنذاك، أن الخرطوم وافقت على تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، في حال شطب اسم السودان من قائمة “الإرهاب”، وحصوله على مساعدات أمريكية بمليارات الدولارات.
قوى سياسية سودانية أعلنت رفضها القاطع للتطبيع مع إسرائيل، في خضم حديث عن تطبيع سوداني محتمل بعد الإمارات والبحرين، اللتين انضمتا إلى الأردن ومصر، المرتبطتين باتفاقيتي سلام مع تل أبيب منذ عامي 1994 و1979.
مسؤول أمريكي أوضح لـ”رويترز”، أن الاتفاق مع السودان قد يؤذن ببداية تحركات من السودان نحو إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، في أعقاب خطوات مماثلة بالأسابيع الأخيرة من الإمارات والبحرين بوساطة من الولايات المتحدة. وأضاف المصدر أن العمل لا يزال جارياً فيما يتعلق بالتفاصيل.
من شأن التقارب بين إسرائيل ودولة عربية أخرى أن يمنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرصة للترويج لإنجاز دبلوماسي جديد بينما يسعى لإعادة انتخابه في الثالث من نوفمبر “/تشرين الثاني.
تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب يعود إلى عهد حاكمه المخلوع عمر البشير، وهو ما يجعل من الصعب على حكومته الانتقالية الحصول على إعفاء عاجل من الديون أو على تمويل أجنبي.
ويرى كثيرون في السودان، أن هذا الأمر لم يعد مستحقاً بعد عزل البشير، العام الماضي، ويتعاون السودان منذ فترة طويلة مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.
تمثلت نقطة الخلاف الرئيسية بالمحادثات بين الولايات المتحدة والسودان في إصرار السودان على عدم ربط أي إعلان لرفع الخرطوم من القائمة صراحة بالتطبيع مع إسرائيل. ولا تزال الخلافات قائمة بين المسؤولين السياسيين والعسكريين السودانيين فيما يتعلق بمدى تحسين العلاقات مع إسرائيل ووتيرة المضي في ذلك.
ووقَّعت أبوظبي والمنامة، في واشنطن، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، اتفاقيتين لتطبيع علاقاتهما مع تل أبيب، وهو ما قوبل برفض شعبي عربي واسع واتهامات بخيانة القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ عربية.