عروبة الإخباري – يواصل فريق الاغاثة الاماراتي المتواجد في الاردن تقديم المساعدات الاغاثية للاجئين السوريين في المخيمات وخارجها حيث ساهمت حملة “قلوبنا مع اهل الشام” التي اطلقت بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، خلال ديسمبر الماضي في تقديم المساعدات الى نحو 53 الف أسرة لاجئة حتى الآن.
واكدت تقارير فريق الاغاثة الاماراتي المتواجد في الاردن انه مع استمرار تقديم المساعدات للاجئين في المخيم الاماراتي الاردني ومخيم الزعتري فإن المساعدات شملت أيضا اللاجئين السوريين في المخيمات العشوائية والذين يتوزعون في بعض المناطق خارج المخيمات.
واكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الامين العام لهيئة الهلال الاحمر خلال زيارته المخيم الاماراتي الاردني والمستشفى الميداني الاماراتي مع الوفد الاعلامي المرافق، أن دولة الامارات العربية المتحدة حكومة وشعباً تقاسم الشعب السوري معاناته وتشعر بما يشعرون به، وقال ان مساندة اللاجئين السوريين في محنتهم الحالية تعتبر امانة في اعناقنا لأننا شعب واحد يجمعنا دين واحد وثقافة ولغة واحدة وبالتالي فان واجبنا ان نعمل بكل ما نستطيع للتخفيف من هذه المعاناة حتى تنتهي هذه الأزمة.
وقال ان حملة قلوبنا مع اهل الشام التي جاءت بتوجيهات سامية من صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، ساهمت في دعم جهود الاغاثة الاماراتية في مخيمات اللاجئين السوريين في الاردن مشيرا الى ان الحملة نجحت في إيصال الرسالة الانسانية لدولة الامارات تجاه اللاجئين السوريين وسرعة تقديم الاغاثة لهم في ظل الظروف الجوية القاسية التي يعيشون فيها.
وتفقد امين عام الهلال الاحمر خلال جولته مع الوفد المرافق احوال اللاجئين السوريين في المخيم الاماراتي الاردني في منطقة مريجيب الفهود واستمع الى شرح حول الخدمات التي يقدمها المخيم للاجئين والمرافق التي تم توفيرها والمساعدات التي تقدم لهم وفق أعلى المستويات.
توسعات المخيم الإماراتي
ومن جانبه قال هادي الكعبي مدير فريق الاغاثة التابع للهلال الاحمر ومدير المخيم الاماراتي انه سيتم خلال الاسبوعين المقبلين تنفيذ اعمال التوسعة للمخيم الذي يبلغ عدد سكانه حاليا نحو 4000 لاجئ بمساحة 25 الف متر مربع حيث تتضمن التوسعة زيادة المساحة الى الضعف لتصبح 50 الف متر مربع واستضافة لاجئين جدد ليصبح العدد الكلي نحو 10 آلاف لاجئ، وأشار الى ان اعمال التوسعة للمخيم سيتم الانتهاء منها بعد نحو 75 يوما حيث يجري العمل على اختيار الشركة المنفذة للتوسعة.
وقال الكعبي ان المخيم الاماراتي يعتبر ثاني أكبر مخيم في المملكة الاردنية الهاشمية بعد الزعتري مشيرا الى ان المخيم ساهم في لم الشمل للعديد من العائلات من المخيمات الاخرى ومنها مخيم الزعتري، كما يستضيف المخيم العائلات التي لديها حالات انسانية مثل ارامل وايتام ومعاقين.
وأشار الى انه تم الانتهاء من انشاء مركز تدريب مهني للرجال يشمل الحدادة والنجارة مخصص للشباب من عمر 14 الى 24 سنة وسيتم انشاء مبنى تدريب للنساء يشمل اعمال الخياطة والتطريز والاعمال الحرفية والاشغال اليدوية.
وأوضح ان المخيم الذي يبعد عن عمّان 74 كيلو مترا يشتمل على 110 كرافانات ويضم 7 حارات ويضم مسجدا وعيادة واماكن استراحة للرجال واخرى للنساء اضافة الى سوق محلي ومدرسة ومركز لتحفيظ القرآن وسوبر ماركت.
وقال ان المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ مشاريع مستقبلية تشمل انشاء حديقة مصغرة للعائلات وتطوير ملعبين لكرة القدم وانشاء صالة رياضية كما تم التعاقد مع شركة لمعالجة مياه الصرف الصحي في المخيم والاستفادة منها في ري المزروعات.
وأشار الى ان المخيم الذي يقدم المسكن والملبس والعلاج يقدم مساعدات مالية شهرية للأسر داخل المخيم بنظام المكافآت من خلال توفير فرص تشغيلية للرجال لشغل اوقاتهم واستثمارها في العمل اضافة الى الاستفادة من خبراتها وتطويرها. وأكد ان المخيم الذي انشئ منذ 8 شهور لم يشهد وقوع اي مشكلة مشيرا الى انه يسمح للاجئين بالخروج من المخيم لزيارة اقاربهم من خلال تصاريح بالتعاون مع الأمن الاردني.
مدرسة لجميع المراحل التعليمية
وقال مدير المخيم الاماراتي الاردني انه يوجد في المخيم مدرسة تضم أكثر من 1000 طالب وطالبة تشمل المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الثانوية وتقدم منهاج وزارة التربية الاردنية حيث تلتحق الاناث في المدرسة في الفترة الصباحية والذكور في الفترة المسائية.
وأكد ان المخيم يقدم الدعم النفسي للنساء والاطفال جراء الظروف الصعبة التي عايشوها بسبب الحرب في سوريا حيث تساهم عدد من المنظمات الانسانية في تقديم هذا الدعم ومنها منظمة ارض البشر والتي تعمل على اعادة دمج الاطفال وتأهيلهم نفسيا خاصة الذين يعانون من صدمات نفسية.
وقال ان المخيم يصدر بطاقات الكترونية لكل فرد من اللاجئين تحتوي على معلوماته الشخصية ويتم من خلالها صرف المساعدات من وجبات طعام واغطية وملابس وادوية وغيرها.
وأشار الكعبي الى ان المخيم يقدم من خلال العيادة الطبية خدمات العلاج للاجئين وفي حال وجود حالات حرجة يتم تحويلها الى احد المستشفيات المتخصصة خارج المخيم.
كما انه يتم توفير 3 وجبات غذائية جاهزة يوميا للاجئين كل حسب عدد افراد الاسرة ووفقا للحالة الصحية حيث تخصص وجبات للمسنين ومرضى السكر والضغط بالاضافة الى وجبات خاصة للاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
صورة حقيقية
قالت سارة شهيل المديرة التنفيذية لمركز ايواء الاطفال والنساء في الامارات خلال زيارتها المخيم الاماراتي الاردني مع الوفد الاعلامي: ان ما رأيناه اليوم من قصص انسانية يعتبر مأساة حقيقية لكننا نثق بأن هؤلاء اللاجئين طالما هم في ايد أمينة من خلال جهود الامارات والمملكة الاردنية الهاشمية في تأمين احتياجاتهم وتخفيف معاناتهم فاننا نشعر بالأمل والتفاؤل بأن هذه المأساة لا بد ان تنتهي ويعودوا الى اوطانهم.
وأضافت شهيل: ان ما رأيناه في المخيم الاماراتي الاردني والمستشفى الميداني الاماراتي يظهر الصورة الحقيقية لما تقدمه الامارات للاجئين السوريين من خلال الهلال الاحمر الاماراتي حيث ساهمت هذه الجهود في انتشال الطفولة من الواقع اللئيم واعادة لهم الأمل.
وأشارت شهيل الى ان زيارتها لهذه المخيمات تأتي تنفيذا للحملة الانسانية التي اطلقتها الامارات لمساندة اللاجئين السوريين في محنتهم والوقوف على احتياجاتهم. وشملت الزيارة تجول الوفد أيضا في مخيم الزعتري للاطلاع على احوال اللاجيئن السوريين هناك وتفقد احتياجاتهم.
خليفة المولود رقم 501 في المستشفى الإماراتي الأردني
شهد المستشفى الإماراتي الأردني الميداني أمس الاول خلال تواجد وفد الهلال الأحمر الإماراتي والوفد الاعلامي ولادة الطفل رقم 501 والذي سماه والداه خليفة، تيمنا بصاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وتعبيراً عن مدى الحب والامتنان الذي يكنّه الأشقاء السوريون للإمارات ولقائدها.
وقال الدكتور محمد عتيق الفلاحي: إن المستشفى الإماراتي الميداني بشارة خير وأمل لكل لاجئ سوري وأعتقد أن ولادة الأطفال في مثل هذه المستشفيات الإماراتية الأردنية تعطي مؤشر خير وأمل للاستمرار والعطاء والوقوف مع السوريين، ونحن مستبشرون خيرا بأن تمت تسمية المولود الجديد باسم من أغلى الأسماء على قلوب جميع الإماراتيين وهو اسم خليفة.
وأضاف: نسأل الله أن يبارك لنا في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأنا أرى فرحة الأهالي والوفود كانت كبيرة بولادة المولود الجديد خليفة، ونحن اليوم نعيش أجواء حملة شكراً خليفة، وحملة قلوبنا مع أهل الشام التي أطلقت بتوجيهات من صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله وهذا المولود هو رقم 501 في هذا المستشفى.
ومن جانبها قالت والدة المولود خليفة، إن هذا المولود جاء بعد انتظار طويل وهو الابن الوحيد لديهم، حيث لم ينعم عليهم الله بالأطفال قبله، ولذلك لم يجدوا اسما أعز ولا أغلى من اسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، لتسمية مولودهم.
وأوضح سيف الكعبي أن المستشفى الذي تم افتتاحه في الثامن والعشرين من أغسطس عام ٢٠١٢ لتقديم العلاج المجاني للاجئين السوريين استقبل منذ افتتاحه 175 ألف مراجع، وأشار الى ان الفترة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في أعداد المراجعين حيث ارتفع العدد خلال الشهر الماضي إلى ١٠ آلاف و٥٠٠ مراجع، وهو ما يمثل نسبة ضعف عدد المراجعين الذين كانوا يحصلون على الخدمات الطبية من المستشفى عندما تولى مسؤولية إدارتها نهاية مايو ٢٠١٢، وذلك بسبب تطور الخدمة التي يقدمها المستشفى واكتسابها ثقة المتعاملين معه وتغطيته لرقعة جغرافية واسعة من محافظة المفرق ومخيم الزعتري للاجئين السوريين إضافة إلى لاجئي المخيم الإماراتي.
وقال ان المستشفى يقدم خدماته العلاجية الطبية لأصحاب الأمراض المزمنة في أماكن تواجدهم من بينهم نحو ٣ آلاف مريض من كبار السن، ويقدم المستشفى خدمات الرعاية الصحية الأولية إضافة إلى حملات التطعيم والرعاية الصحية الخارجية التي يقوم بها المستشفى في محافظة المفرق الأردنية التي يوجد بها المخيم، ويضم المستشفى أقسام الباطنية والنساء والولادة والأطفال، بالإضافة إلى علاج الأسنان كما تم تزويد المستشفى بالمختبرات والأشعة وغيرها.
وأضاف الكعبي أن المستشفى يعمل على مدار ٢٤ ساعة يوميا ويستقبل قسم الطوارئ المرضى في أي وقت ويتم إجراء العمليات الصغرى وعمليات الولادة وأوضح أن إجمالي عدد حالات الولادة التي تمت في المستشفى بلغ ٥٠٠ حالة حتى الآن، من خلال طاقم العمل بالمستشفى الذي يبلغ ٧٠ فرداً بين طبيب ومعاونين، من بينهم سوريون وأردنيون وآخرون.
وقال إنه يجرى العمل حاليا على تطوير وتوسعة المستشفى عن طريق تحويل بقية الخيام الموجودة إلى كرافانات عالية المستوى، نافيا وجود أي أمراض أو أوبئة متفشية بين سكان المخيم الذي تشرف عليه الإمارات.
وقال الكعبي إن خدمات المستشفى تمتد حاليا لتشمل كافة المرضى الذين يترددون على المستشفى سواء كانوا من اللاجئين أو غيرهم.