عروبة الإخباري –
يحتفل العالم في الخامس من أيلول سنوياً باليوم الدولي للعمل الخيري، لكن الاحتفال بهذه المناسبة العام الحالي مختلف، فهو يأتي في ظرف ساد العالم أجمع وكانت تكلفته الأعلى على نطاق الدول، ذلك أن جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” دفعت الدول وحكوماتها لإقرار الإغلاق الكامل أحياناً والحجر الجزئي، وكل ذلك نجم عنه صعوبات على مستوى الاقتصاد حفاظاً عن صحة المجتمعات.
هذه الحالة العامة كانت فرصة حقيقية أمام القطاع الخاص ليمد يد العون للحكومات والمجتمعات التي يشكّل جزءاً منها، لتبرز أهمية استراتيجياته للعمل الخيري على اختلاف تسميته في الشركات، عدا عن أنها كانت دافعاً حقيقياً لابتكار العديد من المبادرات للعمل الخيري التي تناسبت مع ما خلفته الجائحة من آثار اقتصادية.
في الأردن، لعب القطاع الخاص دوراً بارزاً في الوقوف إلى جانب العمل الرسمي والحكومة لإنجاح جهودها في الحدّ من انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث سارعت لتبني المبادرات الحكومية خاصة في بدايات الأزمة، كما قامت العديد من شركات القطاع الخاص بإطلاق مبادرات تتلائم وواقع الحال.
نحن في أورانج الأردن التي تعد أحد رواد القطاع الخاص عموماً وأبرز شركات الاتصالات المحلية على وجه الخصوص، قمنا بالعديد من المبادرات الجماعية والفردية على حد سواء، وذلك إيماناً منا بأهمية العمل المجتمعي وإدراكاً لضرورة دعم المجتمع المحلي بشتى الطرق والوسائل، فما كان منا إلا أن واصلنا تنفيذ مبادراتنا القائمة في إطار الظرفية الآنية التي تفرض العمل عن بُعد وأطلقنا مبادرات جديدة تمس احتياجات الناس على اختلافها وتنوع رغباتهم.
إن العمل المجتمعي الذي نفذته الشركة خلال عام واستحوذت جائحة “كورونا” على نصفه، كان له صبغة مميزة ومسارات متعددة، فقد اختارت أورانج الأردن تقديم الدعم وفق متطلبات الوضع الراهن، مراعية عوامل النوعية ووقت تقديمه، فقدّمت ما مجموعه 1,300,000 دينار لدعم الحكومة والأردنيين في هذه الأزمة، وقد شمل ذلك التبرع بمليون دينار لصندوق همّة وطن، ومبلغ 100 ألف دولار لوزارة الصحة، ثم بما قيمته 120 ألف يورو من ضمنها مجموعة معدّات طبية للوزارة بالتعاون مع مؤسسة أورانج، ومنح 4500 خط خلوي مجاناً للممرضات والممرضين العاملين في مستشفيات العزل بما قيمته 130 ألف دينار، فضلاً عن تبرعها بمبلغ 20 ألف دينار لدعم مبادرة “يوميتهم علينا” لعمّال المياومة وعائلاتهم المتضررين.
أما المسار الثاني، فكان الدعم المستدام والممكّن، لتمثل المقولة الشهيرة “لا تعطِني سمكة، بل علّمني الصيد”، فبالإضافة لدعم الحملات وتشجيع ثقافة التطوّع عملت الشركة على صقل الأدوات اللازمة لتحقيق الأهداف التنموية، جسدت من خلاله استراتيجيتها للمسؤولية الاجتماعية التي تترجم التزامها بتمكين الشباب والمرأة والأشخاص ذوي الإعاقة في ثلاثة مجالات رئيسية وهي الشمول الرقمي والتعليم الرقمي وريادة الأعمال، لفتح آفاق جديدة لتحسين وضعهم المعيشي.
كما استمرت الشركة في سلسلة مواسم برنامجها الموجّه لتسريع نمو الأعمال الريادية والناشئة BIG، حيث ستقوم باختيار منتسبي موسمه الثامن قريباً إضافة إلى اختيارها طلبة الفوج الثاني من أكاديميتها للبرمجة، فضلاً عن تعزيزها للدور الفاعل لمراكز أورانج المجتمعية الرقمية للمرأة والشباب البالغ عددها 14 في أنحاء المملكة لتدريبهم على أهم المهارات الرقمية سواءً للحصول على فرص وظيفية أو إنشاء المشاريع.
وفي جانب مسارها التغيري الثالث، الذي يقوم على مفهوم التشاركية والمسؤولية التكاملية، تستمر أورانج الأردن بالعمل مع الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية “جهد”، المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تكية أم علي، مركز الحسين للسرطان، الجامعات والمؤسسات التعليمية وغيرها من الشركاء على تنفيذ مبادرات سنوية تسهم في مجالات الدعم المادي، التعليم والتمكين.
إن مفهوم المسؤولية الاجتماعية واسع جداً وله نكهة خاصة وآلية معينة بالنسبة لقطاع الاتصالات، ونحن في أورانج الأردن تقع على عاتقنا مسؤولية المساهمة في تسريع وتيرة التحول الرقمي وبناء اقتصاد مبني على المعرفة، من خلال إتاحة التكنولوجيا المتطورة والاستفادة منها، فقد كنا ولا زلنا أحد الروافد الأصيلة للاقتصاد الوطني، ومساهماً فاعلاً في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وهذا الأمر يتطلب التركيز أكثر فيما يحتاجه المجتمع المحلي من مبادرات ومساعدات وأعمال خيرية تعود عليه بالنفع، وتكون ترجمة لقناعاتنا ودورنا الاجتماعي الحيوي.