يوم غد تحد كبير أمامنا جميعا في هذا البلد الصغير مساحة وتعداد سكان لكنه وفي ظل جائحة لم تستثن بلدا كبيرا كان أم صغيرا، يؤدي الاردن أداء يفوق قدراته وامكانياته ولا يفوق ارادته واصراره بتوجيهات ملكية سامية ومتابعات من كافة الجهات الحكومية بكل تخصصاتها، والامنية بكافة أركانها من جيش وأمن عام ومخابرات ودرك ودفاع مدني، وأهلية من قطاع خاص ومنظمات مجتمع مدني وافراد… أقول يوم غد وأعني بداية العام الدراسي الجديد وهو تحد كبير في ظل ضرورات الموازنة بين متطلبات مواجهة وباء كورونا الصحية، وبين ضرورات التعليم ومتطلباته وأهميته لمستقبل أبنائنا، والخطأ غير مقبول بل مرفوض في سبيل انجاح العام الدراسي، لأن مستقبل الاجيال يتطلب ذلك.
الخطأ مرفوض خاصة وأننا في الاردن خضنا تجربة نهاية العام الدراسي الماضي كانت قياسا بالوقت وعنصر مفاجأة الوباء جيدة، رغم عدم الاستعداد وعدم توفر متطلبات التعلم عن بعد في كثير من المحافظات والالوية النائية تحديدا.. أما اليوم فالمفروض أننا أكثر تجربة وأكثر استعدادا وأكثر قدرة على المضي قدما في انجاح العام الدراسي.
وزارة التربية مستعدة وبسيناريوهات متعددة – كما أعلنت مرارا وتكرارا حول كيفية دوام المدارس – ولديها بدل البرنامج أربعة، كما أنها طورت منصة « درسك « الوطنية للتعليم الالكتروني، وأجرت تحديثات على المحتوى التعليمي، كما أعدت خطة للوصول للطلبة الذين لم يتمكنوا العام الماضي من الاستفادة من تلك المنصة لعدم توفر الانترنت في مناطقهم أو لعدم توفر حواسيب تمكنهم من متابعة دروسهم عبرها.
الاهالي تجاوزا مرحلة الشك والقلق في موعد بدء العام الدراسي وانتظامه، وسيرسلون أبناءهم غدا ان شاء الله لمقاعد الدراسة المباشرة.
الجهات الامنية والصحية وغيرها مستعدة هي أيضا من اجل ضمان عام دراسي ناجح صحيا وتعليميا…. ولكن.. الحذر مطلوب والحرص واجب من الجميع والبدائل يجب أن تكون متوفرة.. فـ» كورونا « مستمر في العالم وفي أفضل التقديرات وآخرها وفقا « لمنظمة الصحة العالمية « مستمر لعامين قادمين، وربما أكثر من ذلك بكثير بحسب تقديرات أقل تفائلا، لذلك لا بد ان تستمر عجلة الحياة ولا تتوقف، ولا بد من التعامل الواقعي مع الوباء لاننا لا نقدر على توقيف عجلة الحياة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية لسنتين قادمتين، ويكفي أنّ حظر الشهور الثلاثة التي مر بها العالم ارجعت اقتصاداته لاربع سنوات للخلف بحسب دراسات عالمية.
من هنا لا بد ان يكون لدينا خيار جاهز في كل وقت ولا بد من دمج التعليم الالكتروني بالمباشر ليصبح جزءا من النظام التعليمي – كما وجّه جلالة الملك يوم امس لضرورة ذلك ، وتوفير البنية التحتية اللازمة للتعليم الالكتروني، ليس فقط كحالة آنية فرضتها جائحة كورونا، ولكن كخيار مستقبلي نحو ادخال التكنولوجيا في مختلف قطاعاتنا التعليمية والصحية والاقتصادية والاعلامية وجميع المعاملات الحكومية،وهذا ما سبقتنا اليه كثير من دول العالم، وقد آن الأوان لان نلحق بالركب، علّ الجائحة تساعدنا بتحويل التحديات الى فرص.