يتكون التخطيط الاستراتيجي في صياغة القرار من ثلاث ركائز ضابطة وثلاث روافع ناظمة، اما الركائز الضابطة والتي يتشكل منها بيت القرار، فهي منزلة المصادر ومخزن المعلومة، ومنزلة التحليل والاستخلاص، ومنزلة التنفيذ والعمليات، وجمعيها تقع في الحديقة الخلفية لصياغة القرار، واما الروافع الناظمة فتتكون من بيت القانون وبيت التتفيذ وبيت الاحتكام، وهي جميعها تقع على سطح متخذ القرار، وما بين الركائز الضابطة والروافع الناظمة، يندرج مقدار نجاعة اتخاذ القرار وحجم تاثيره وميزان اثره وهذا ما يكون مرتبطا بظروفه المحيطة و دوائره الموضوعية على اعتبارها تشكل النصف الاخر من معادلة القرار، هذا اضافة لدقة التنفيذ.
حيث لا تقف معادلة القرار وظروف اتخاذه، على المعادلة الذاتية فحسب، بل تحسب ايضا في الاتجاه الاخر الممتم لهذه المعادلة والذي تقوم علية البيئة المحيطة، فان الظرف الموضوعي الذي تشكل البيئة المحيطة احد اهم عناوينه قد يؤثر في بعض معادلات اتخاذ القرار على مجمله ويقوم هذا الظرف بإعادة تشكيل او صياغة بيت القرار الذاتي مهما كانت موازينه، فمن يلبس ملابس بحر في قاعة الفندق شكله لن يكون ملائما، ومن يلبس بدلة على الشاطئ سيكون هندامه غير مناسب، فالبيئة وحدها قادرة ان تغير من صحة ما تقول او من ملاءمة ما تفعل.
من هنا تندرج الاشكالية في صياغة القرار في الحكم على الامور دون العودة للبيئة المحيطة وظروفها الناشئة، ومن هنا تبرز ايضا الاشكالية عندما ترسل المعلومة من منزلة الرصد الى منزلة التحليل لاسيما اذا ما اخذت نمطية دون تحقق موضوعي يقرا الأهواء ويتفهم المناخات المحيطة التي كانت تسود في حينها.
فمن المهم ان نجمع المعلومة ومن مصادر متنوعة لتحقيق معادلة الزوايا المتعددة في الاحاطة، لكن ما هو اهم هو الوقوف على البيئة المحيطة لتحقيق الدقة المطلوبة لمعادلة مخزن المعلومات قبل الانتقال بها الى الى بيت التحليل ومن ثم الى بيت التنفيذ، فان النظم الحديثة في احقاق الصحة لبيت القرار تعدم على الاسئلة الخمسة النمطية وتضيف اليها الظروف المحيطة، وهو العامل الذي يمكن اضافته للعمل على تحسين نجاعة بيت القرار ومقراراته وذلك بإحقاق علامة جديدة، والا فان بيت القرار سيبنى على ركائز ليست موضوعية وقد تكون غير صحيحة وبالتالي غير مفيدة.
الإنسان وهو يغادر العصر الرابع من تقنية المعلومات والصناعة المعرفية الى منزلة العصر الاحتوائي والجيل الخامس والمعرف بالذكاء الاصطناعي بالعلوم الاحتوائية في العلم السبراني، فان بيت القرار سيكون افضل وانجع اذا ما تم اتخاذ العلوم المعرفية هذه، لتكون جزءا من منزلة القرار في الحديقة الخلفية كما هي، في معادلة القرار على مستوى سطح التنفيذ، على ان تشمل هذه المنظومة المعرفية في معادلة صناعة القرار على الصعيد الامني وعلى المستوى التنموي في ذات السياق، وتشتمل ايضا على مساحة اوسع تتوسع فيها مساحة العمل في بيت اتخاذ القرار بحيث لا تقتصر فقط على تجديد خلاياه بل وبتوسيعها ايضا.