عروبة الإخباري – اضاءت فعالية فنية تشكيلية، البسمة على شفاه عدد من الاطفال المصابين بمتلازمة داون والتوحد، يوم أمس السبت، في فضاء مفتوح على الوان الطبيعة الخلابة اقيمت بمزرعة جنة جود بلواء ناعور، لتتفجر ذواتهم البريئة عن اشراقات من صنوف الابداع في الرسم حاكت جوانيتهم المضمخة بالنقاء والحب والحبور والامل.
وفي الفعالية التي نظمتها جمعية لونها بالأمل بدعم من مجموعة إيراد شركة اكوالينا، شارك عدد من الفنانين التشكيليين المعروفين بصحبة هذه الفئة من الاطفال لتذوق هذا النوع من الفنون البصرية المحملة بمختلف جماليات الالوان التي تعبر عن مكنونات ومشاعر الانسان، وتدريبهم على الرسم لإطلاق طاقاتهم الداخلية في التعبير عن انفسهم.
وقالت رئيسة الجمعية الفنانة التشكيلية غدير حدادين إن الجمعية تعمل على دعم مواهب الاطفال وابداعاتهم لاسيما هذه الفئة من الاطفال من خلال تعليمهم فنون الرسم وطرق استخدام الالوان وتوظيفها في اعمالهم، مشيرة الى ان هذه الفعالية تأتي ضمن برنامج الجمعية الذي يحمل عنوان «الطريق الملوكي للفنون التشكيلية»، ويستهدف الاطفال الذين يعانون من متلازمة داون والتوحد بحيث تتيح لهم الفرصة للالتقاء بفنانين تشكيليين معروفين والتعلم منهم مبادئ الرسم.
ولفتت حدادين الى ان هذه الفعالية راعت شروط التباعد الجسدي وتعليمات وزارة الصحة، مشيرة الى محدودية عدد الاطفال المشاركين من هذه الفئة والفنانين التشكيليين بحيث ان المجموع الكلي لم يتجاوز 15 شخصا.
وبينت أن الاعمال التي رسمها التشكيليون ستقدم للجمعية لبيعها بحيث يعود ريعها لدعم دورات الرسم التي ستقدمها الجمعية لهذه الفئة من الاطفال ضمن برنامجها المتواصل.
واكد الفنان التشكيلي والصحفي الزميل حسين نشوان أن الفعالية ستسهم في تطوير قدراتهم ومداركهم وتعمل على ادماجهم بالمجتمع بشكل مباشر، وتعليمهم مهارات تسهم في تعبيرهم عن انفسهم بشكل فني وإبداعي.
وقالت التشكيلية مها المحيسن إنها بمشاركتها زملاءها التشكيليين في هذه الفعالية مع هذه الفئة من الاطفال تشعر انها تقدم دورا كبيرا توظف من خلاله جماليات الفنون البصرية وثقافتها عبر الرسم الذي يراكم على جماليات البراءة التي تشع من هؤلاء الاطفال والابداعات التي يقدمونها في هذا المجال.
وأوضحت أن هذه الفعالية من خلال تدريب هؤلاء الاطفال على اساسيات الرسم تسهم في بناء شخصياتهم والتعبير عن مكنوناتهم الداخلية من خلال اللون والخط لا سيما ان الالوان تعد عناصر جاذبة للأطفال وميولهم.
وقالت التشكيلية سمر حدادين إن مشاركتها في هذه الفعالية تختلف عن اي من الملتقيات الفنية الاخرى التي شاركت فيها سابقا، لافتة الى ان هذه الفئة من الاطفال تقوم بأعمال الرسم من ذاتها دون توجيه.
ونوهت بتفاعل هؤلاء الاطفال بشكل لافت مع التشكيليين المشاركين كما يتفاعلون مع موضوعات رسوماتهم علاوة على ان البيئة المحيطة من مناظر طبيعية أخاذة تساعد على تفاعل المشاعر الداخلية للأطفال والتشكيليين المشاركين معها.
بدورهم عبر الاطفال المشاركون عن سعادتهم بالمشاركة في هذه الفعالية واعتزازهم وفرحتهم بالأعمال التي شاركوا في رسمها.
كما شارك في الفعالية التي اشتملت كذلك على فقرة موسيقية وجلسة ثقافية؛ التشكيليون عبدالرؤوف شمعون ومحمد عوض وعبدالله التميمي ونعمت الناصر وخلود ابو حجلة وفاديا عابودي ومحمود اسعد.