بقلم م.موسى عوني الساكت
في المدن العريقة تجد كل شيء.. تجد الأسواق الفخمة التي لا يطيقها إلا الأثرياء، كما تجد الأسواق الشعبية، ثم أنك تجد أيضا عربات الطعام.
لماذا لا يُباع المنسف في عربات؟ عربة تبيع المنسف، وأخرى المكمورة، والرشوف، والمسخن، وكعاكيل، والفلافل، وغيرها كثير.. حالة ثقافية اجتماعية تعبر عن نفسها بلسان اهل المدينة نفسها.
ماذا لو فتحت امانة عمان الكبرى الباب لعربات الاكل الشعبي بالانتشار في الأحياء الأردنية؟ لماذا لا تعمل على تنظيمها كما تفعل تماما مع المحال التجارية، فيصبح لهذه العربات قوانين، لها شروطها وأنظمتها الخاصة. عربة واحدة سلعة واحدة!
نحن لسنا مع النهوض بمهنة عربات الأكل الشعبي المتخصصة بهدف تشغيل آلاف الشباب في عمان ومحافظات المملكة وحسب، هي أكثر من ذلك، حالة وطنية لا أدري كيف غَفِلت عنها الحكومات منذ عقود طويلة، كما انها ميزة سياحية يجد فيها السائح نكهة الاردن بتفاصيله.
كما سبق وقلت، يجب أن ننظر إلى عربات الأكل الشعبي على أنها حالة ثقافية اجتماعية، تساهم فيما تساهم في مطاردة البطالة، كحل يقدر عليه أصحاب الأحوال الاقتصادية المتدنية لتقوم فيهم وبأسرهم.
ولكن حتى يتحقق هذا، يجب الحرص على ان مثل هذه الفكرة لا يجب ان يخطفها الأثرياء أو الشركات أو المتنفذون، خاصة وأن لدينا تجربة مريرة، لأنها إن صارت إلى ذلك لن تنهض، وستتحول إلى فكرة مقلدة بائسة.