عروبة الإخباري – قال الكاتب والمحلل السياسي سلطان الحطاب ان الملك من خلال تصريحاته أراد ان يعيد ضخ الحيوية في جسد الامة وأن يدق ناقوس الخطر وهو يتحدث عن “الصدام الكبير” إذا ما ضمّت إسرائيل مناطق في الضفة الغربية الى سيادتها.
وتحدث الحطاب خلال مقابلة له على قناة اليرموك حول تصريحات جلالة الملك عبدالله في مقابلة مع مجلة “دير شبيغل” الألمانية، وقوله إنه إذا ما ضمّت إسرائيل أجزاءً من الضفة الغربية فسيؤدي ذلك إلى صِدام كبير مع الأردن، مضيفا جلالته “لا أريد أن أطلق التهديدات أو أن أهيئ جواً للخلاف والمشاحنات ولكننا ندرس جميع الخيارات إذا جرى الضم”.
واضاف الحطاب أن الاردن قام بكل ما يترتب عليه دوليا بقبول قرارات الشرعية الدولية وغيرها من المجالات التي تضمن إقامة السلام العادل المشرف الذي يضمن للفلسطينيين حق تقرير مصيرهم بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. لكن اليمين الاسرائيلي انقلب على كل الاتفاقيات وعلى قرارات الشرعية الدولية وأدار الظهر لها وانقلب على اوسلو واتفاقية وادي عربية وارتكبت الكثير من الحماقات حين اقدمت على اكثر من جريمة .
وأشار الى ان هذا التحذير الذي أطلقه الملك لم يكن الأول فقد أطلق قبل عدة أشهر لاءاته الثلاث المتعلقة بالتوطين والقدس والوصاية الهاشمية والوطن البديل والرد على صفقة القرن التي أطلقها الرئيس الامريكي بجعل القدس عاصمة اسرائيل.
وحول ما تطرق له الملك وحديثه عن الصدام قال الحطاب ان الصدام شكل من اشكال الصراع كشأن المقاومة ، فالصراع يأخذ أشكالا مختلفة سياسة دبلوماسية ومقاطعة وهكذا والاردن لديه كل الخيارات في دفع العدوانية الجديدة التي تهدد امنه الوطني .
وبين ان الاردن استنزف كل الامكانيات التي يمكن ان تمنعه من مواصلة مخططاته ،والاردن عانى كثيرا من التزامه والملك عندما تحدث عن الصدام فإنه يعنيه بمعناه المسلح لأنه يريد ان يضع في وجه الغول الاسرائيلي شيئا يمنعه من المواصلة والتوقف عن عدوانها المستمر على المسجد الاقصى والاماكن المقدسة وهي العهدة الهاشمية.
فإمكانيات الاردن محدودة مقارنة باسرائيل المدججة بالسلاح ولكن حين يبدأ الدفاع عن الكرامة الوطنية والتراب الوطني فإن الحسابات تختلف فنحن لا نذهب باتجاه العدوان لكن اسرائيل تزحف باتجاهه،
فالملك اوصل للمجتمع الدولي وللاتحاد الاوروبي تحذيراته من خلال مبادرات سياسية مختلفة وهذه التحذيرات يجب ان تصل الامة العربية ولانظمتها لايقاظها ووضعها في صورة الاحداث. لان الاردن ما زال يشكل حاجز المناعة والصد للموجة والغزوة الصهيونية عن العالم العربي.
واضاف ان على الشارع العربي ان يحاسب انظمته التي نسيت ان لها عدو يحتل القدس وادارت البوصلة بتواطؤ للبحث عن عدو اخر متناسية واجبها تجاه فلسطين.
وبين ان اسرائيل استعملت وادي عربة كورقة قدمتها للعالم لاثبات انها تريد السلام ولكنهم ليسو بحاجة لها ولا يريدونها ويعتبرن انفسهم في حل منها، ولكن لا يريدون ان يبدأوا بإلغائها،رغم افعالهم التي تمزق الاتفاقيات,فاليمين الاسرائيلي لا يتوقف عن عدوانيته ويترجم في يوم وكل خطوة وكل قرار ارهابه تجاه الفلسطينيين .
11