تحتل الصحافة ووسائل الإعلام كافة أهمية عظمى في المبادئ والقواعد الديمقراطية لعوامل عديدة منها :
أولا : كونها تشكل آلية هامة في حق الإنسان بالتعبير السلمي المكفول بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وبالعهود والمواثيق الدولية.
ثانيا : تمثل سلطة رقابة شعبية على أداء السلطتين التنفيذية والتشريعية .
ثالثا : تشكل جسرا للتواصل ونقل الافكار بين المواطن وسلطات إتخاذ القرار .
رابعا : أداة للتواصل بين الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني من جهة وبين المواطنين من جهة أخرى .
خامسا : المساهمة في حشد رأي عام حول قضايا عامة تمس حياة وحقوق المجتمع .
سادسا : رصد تطبيق سيادة القانون والشفافية في إتخاذ القرارات وتسليط الضوء عليها.
سابعا : المساهمة بتوعية المجتمع عبر فتح المجالات الواسعة للمواطن وللمفكر وللكاتب وللصحفي وللإعلامي بالتعبير عن أرائهم وأفكارهم بالقضايا العامة التي تؤثر على حياتهم ومصالحهم إضافة إلى التمكين بتوجيه النقد للسياسات والقرارات والقوانين والانظمة التي لا تخدم مصالح الغالبية العظمى من الشعب .
ثامنا : المساهمة بالرقابة على مدى إحترام الفصل بين السلطات التفيذية والتشريعية والقضائية للحيلولة دون تغول سلطة على أخرى .
التاسعة : المساهمة بتعزيز وحدة الجبهة الداخلية المستندة إلى مبدأ المواطنة ونبذ كل ما من شأنه تغذية أو ترسيخ الهويات الفرعية .
ما تقدم يعد أداة لقياس مدى إحترام أي نظام لحرية الصحافة والإعلام وبالتالي لمدى تقدمها أو تراجعها عن النهج الديمقراطي .
لهذه العوامل وغيرها أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعتماد يوم 3/ 5/ من كل عام يوما عالميا لحرية الصحافة للتاكيد على اهمية حرية الصحافة وحماية الصحفيين والاعلاميين ورصد الانتهاكات والاخطار التي يتعرض لها الاعلاميين والصحفيين وتوثيق الجرائم التي تمارس بحقهم وما تقوم به سلطات الإحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني عامة والصحفيين خاصة إلا نموذج خطير لما يحيق بالصحفيين والإعلاميين مما ينعكس على حرية الصحافة والإعلام .
ومما ينعث على القلق وإذ يحتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة والإعلام ان هذا الشعار بل الهدف الدولي النبيل شهد تراجعا ملموسا بالدول الديمقراطية وأشباه الديمقراطية والشمولية على حد سواء تحت ذريعة محاربة ألإرهاب وغيرها من العناوين الواهية .
آن الأوان للمجتمع الدولي وخاصة تلك الدول التي كانت تعتبر نموذجا باحترام حقوق الإنسان العمل على : ● إتخاذ كافة التدابير للتراجع عن كافة الاجراءات القانونية والإدارية التي طرأت على منظومة التشريعات الناظمة لحرية الصحافة والاعلام بمؤسساتها والتي شكلت ليس تراجعا فحسب بل إنتهاكا صارخا لحق التعبير والذي تمثل الصحافة ووسائل الاعلام سنامها .
● الإنتقال من رفع الشعار الى ترجمة معان حرية الصحافة والإعلام وحرية الحق بالنشر إلى واقع عملي عبر الدعوة والمتابعة لتضمين الدساتير حقا غير قابل للتعديل يكفل ويضمن حماية وحرية الصحفي والاعلامي وحقه بالنشر والتعبير السلمة دون خوف من العقاب .
● تبني وعلى مستوى العالم متابعة إزالة القيود المفروضة على تأسيس وإطلاق المؤسسات الصحفية وباقي الوسائل الإعلامية انما وجدت .
● ممارسة الضغوط على سلطات الإحتلال الإسرائيلي لإرغامها على الكف عن إرتكاب جرائمها من قتل واعتقال ومضايقات بحق الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين تحت طائلة المساءلة.
ضمان حرية الصحافة والإعلام. …تحد لكل نظام ديمقراطي …أو للأنظمة السائرة نحو تعزيز الديمقراطية. …
حرية الصحافة. … أساس ومرآة. .. للديمقراطية…..؟ د فوزي علي السمهوري
9
المقالة السابقة