عروبة الإخباري – نشر موقع سبكتروم نيوز، البوابة الإلكترونية المتخصصة في أخبار وتقارير بحوث التوحد، مُقابلة مطولة مع الدكتورة وفاء المعمرية، وهي طبيبة عمانية درست الطب في كندا، وتخصصت في طب الأطفال النمائي للأطفال المصابين بالتوحد.
وعادت المعمرية إلى مسقط رأسها في السلطنة عام 2010 ومنذ ذلك الحين تعكف الباحثة العمانية على زيادة الوعي بشأن مرض التوحد والتأخر في النمو، كما عملت على تقديم خدمات للأطفال الذين يعانون من هذه الظروف. وابتكرت المعمرية مواد توعوية للفحص والتشخيص لمرض التوحد باللهجة المحلية الدارجة. وأسهمت جهودها في النهاية إلى إطلاق برنامج فحص وطني للتوحد، والذي يتطلب تقييم جميع الأطفال المولودين في البلاد في سن 18 شهرًا. وشرعت المعمرية في تحديد مدى انتشار مرض التوحد في السلطنة، وذكرت هي وفريقها أن معدل انتشار المرض بلغ 0.2%، وهو ما يمثل زيادة قدرها 15 ضعفًا عن التقدير السابق البالغ 0.01% ، الذي نشر في عام 2011. وتحدثت المعمرية مع سبيكتروم حول معنى هذه الزيادة ولماذا يعد البرنامج بالغ الأهمية للأطفال العمانيين، في الحوار التالي المنشور باللغة الإنجليزية على الموقع المتخصص.
كيف يعمل برنامج الفحص الجديد للتوحد في عُمان؟
قررت السلطنة في عام 2017 إلزامية تطبيق الفحص، حيث يتم إعطاء اللقاح الإجباري للنكاف والحصبة الألمانية عادة في سن 18 شهرًا، لذلك عندما يأتي الأطفال لتلقي لقاحهم يذهبون أيضًا إلى فحص التوحد. ويقوم طبيب مدرب أو ممرض كبير بإجراء استبيان الفحص، حيث يجلس مع أهل الطفل لتعريفهم بكيفية تعبئة الاستبيان، وهناك ثلاثة مراكز رئيسية في السلطنة يتم فيها فحص الأطفال، وبعد التشخيص، يتلقى الأطفال خدمات العلاج والتوجيه في المنطقة التي يعيشون فيه.
ما الذي دفعك للاهتمام بمرض التوحد في السلطنة؟
أعتقد أن طب الأطفال النمائي تخصص نادر في العديد من أنحاء العالم، لكن الآن زادت الأرقام بمشكلات الأطفال في هذا الجانب، وينعكس ذلك في انتشار بعض الأمراض، والتي قد تكون لأسباب عديدة. وفي عام 2011، كانت معظم أدوات التقييم والفحص والتشخيص باللغة الإنجليزية، ولذا كانت اللغة حاجزا. ولكن مع زيادة الوعي والاهتمام الإعلامي، تغيرت الأمور في كل مكان، وهو ما منحني الفرصة لكي أعزز من أداء مراكز التشخيص والخدمات في السلطنة، والحد من انتشار المرض.
ما هي المشاكل العملية التي كان عليكم وضع الحلول لها؟
في الواقع، استغرق الأمر الكثير من الوقت، وكانت دراستي في الأصل تجريبية باللغة العربية، وكان ذلك الأمر غير دقيق، واللغة العربية قد تتغير معانيها من بلد لآخر، لكني أجريت العديد من الدراسات التجريبية على مدار سنوات عديدة للتوصل إلى النسخة العربية الأكثر ملاءمة، حتى تكونت لدي فكرة من التجربة اليابانية التي تستخدم الصور كأداة للفرز، لمساعدة الأشخاص على فهم الأسئلة بشكل أفضل. وهذا هو السبب في أن نسختنا لا تحتوي فقط على الأسئلة العادية، لكن أيضًا على الصور. وأسهم برنامج الفحص في زيادة عدد الأطفال الذين تم تشخيصهم دون سن 3 سنوات، لذلك هناك اختلاف من حيث التدخل المبكر، ومقدار الخدمات.
من خلال دراستك.. يبدو أن معدل انتشار التوحد الآن أعلى في الأطفال الأصغر سناً مقارنة بالأطفال الأكبر، ما تفسير ذلك التباين؟
عندما بدأتُ البرنامج لأول مرة، اعتاد الأطفال الأكبر سناً على إجراء المزيد من التشخيصات بناء على سجلات المدارس والمراكز الصحية ومثل هذه المعطيات، لكن البرنامج الوطني الذي يجري تطبيقه الآن، يحقق التقدم لأنه يعتمد على الفحص في سن مبكرة، في عمر أقل من سنتين. ولهذا تم اكتشاف المرض بين الأطفال دون سن 5 سنوات بصورة أكبر من الأطفال الأكبر سناً.
ما هي الخطوات المقبلة لتطوير وتعميق بحثكِ؟
هناك العديد من الآثار المترتبة على التخطيط الجديد لاستراتيجية التوحد وتوزيع الخدمات. وتظهر الدراسة الجديدة رقمًا مختلفًا مقارنةً بالرقم السابق. ومع ذلك، إذا ما قورنت بالأرقام الدولية، يمكن أن نرى الفجوة في الإحصاءات؛ من المؤكد أن هناك اختلاف. فالتوحد الآن، وفقاً للولايات المتحدة، يصيب أعدادا كبيرة من الأطفال، مقارنة بالأرقام المعلنة حاليا.
ولذلك، تخطط السلطنة لإطلاق منظومة فحص وطني أكثر انتشارًا، على مستويات عمرية مختلفة، حتى نتمكن من الخروج بنتائج أعمق من ذلك بكثير، ولا شك أن تباين الإحصاءات يؤكد أننا بحاجة إلى المزيد من العمل والبحث من أجل التطوير.