عروبة الإخباري – خلص اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارئ، المنعقد السبت في القاهرة، حول خطة السلام الأميركية إلى “رفض صفقة القرن الأميركية – الإسرائيلية”.
وجاء في قرار مجلس الجامعة المنعقد على مستوى وزراء الخارجية أنه تم “رفض صفقة القرن الأميركية – الإسرائيلية، باعتبار أنها لا تلبي الحد الأدنى من حقوق وطموحات الشعب الفلسطيني، وتخالف مرجعيات عملية السلام المستندة إلى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.
وكذلك شمل القرار، بحسب بيان الجامعة “تحذيراً من قيام اسرائيل بتنفيذ بنود الصفقة متجاهلة قرارات الشرعية الدولية (..) ودعوة المجتمع الدولي إلى التصدي لأي اجراءات تقوم بها حكومة الاحتلال على أرض الواقع”.
من جانبه أكد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن الفلسطينيين حصلوا في الجامعة العربية، على الدعم اللازم، لمواجهة ما يسمى بخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط المعروفة بـ”صفقة القرن”.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت امام اجتماع طارئ للجامعة العربية في القاهرة أنه أبلغ إسرائيل رسميا بـ “قطع كل العلاقات معها بما فيها الأمنية” وطلب منها “تحمل مسؤولياتها كقوة احتلال” للأراضي الفلسطينية.
كما أوضح عباس أنه كان قد قطع الاتصالات مع إدارة دونالد ترامب بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل عام 2017 الا أنه أبقى في ذلك الوقت “على العلاقات مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (ي أي ايه)” كونها تتعلق بالتعاون في “مكافحة الارهاب”.
وتلا عباس أمام الاجتماع العربي نص رسالة قال إنها سُلمت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أكد له فيها ان الخطة الأميركية للسلام تمثل “نقضا لاتفاقات” أوسلو الموقعة بين الفلسطينيين وإسرائيل عام 1993 وبالتالي “عليكم تحمل المسؤولية كقوة احتلال: من حقنا أن نواصل نضالنا المشروع بالوسائل السلمية من أجل إنهاء الاحتلال”.
وعدم قبوله بضم القدس لإسرائيل اطلاقا، مشيرا إلى قطع السلطة الفلسطينية التعامل مع الإدارة الأمريكية على خلفية سياستها تجاه فلسطين.
وقال عباس ، أمام الاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب برئاسة وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم في القاهرة اليوم:” لن أقبل بضم القدس لإسرائيل إطلاقا وأن يسجل في تاريخي أنني بعت القدس عاصمتنا الأبدية”.
وأضاف مخاطبا الاجتماع: ” نشكركم على الحضور على ضوء إعلان صفقة القرن لاطلاعكم على الموقف والقراءة الفلسطينية له واتخاذ القرارات وخطة التحرك”، مشيرا إلى طلبه الاجتماع لمواجهة مخاطر الخطة الأمريكية على القضية الفلسطينية ومنع ترسيمها كمرجعية دولية جديدة.
وأوضح عباس أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “لا يؤمن بالسلام” وأنه أمضى في رئاسة الحكومة الاسرائيلية أكثر من اي رئيس وزراء اسرائيلي آخر ومع ذلك لم يحصل هناك أي تقدم في عهده بعملية السلام.
وأشار الى أن “وعد بلفور لم يكن وعدا بريطانيا بحتا بل بريطانيا أمريكيا، لافتا إلى أنه كان هناك تنسيق كامل بين بريطانيا والولايات المتحدة على كل كلمة وردت بالوعد”.
وأكد عباس أن الولايات المتحدة هي “الراعي الأساسي لوعد بلفور”، مؤكدا أن أمريكا أصرت على أن يوضع وعد بلفور في ميثاق عصبة الأمم كما وضع “في صك الانتداب البريطاني على فلسطين”.
وقال: “ورد بالوعد نقطتان: إقامة وطن قومي لليهود، وأن يمنح هؤلاء السكان الموجودين في هذه الأرض حقوقا مدنية ودينية ولم يذكر من هم السكان”.
وتابع بالقول: “قبل دخول ( الرئيس الأمريكي دونالد ) ترامب للبيت الأبيض كان هناك قرار 2334 هو قرار تبناه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 23 كانون أول/ ديسمبر 2016، أمريكا صاغت القرار سرا بالاتفاق مع بريطانيا”.
وقال: “رفضنا استلام الصفقة منذ اللحظة الأولى من إعلانها”، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية “اتصلت بنا عقب الإعلان عن الصفقة ورفضنا استلامها لقراءتها”.
وتأتي الجلسة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية (وزراء الخارجية) لبحث سبل اتخاذ موقف عربي موحد إزاء خطة السلام في الشرق الأوسط التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
وقال عباس: “قررنا قطع العلاقات مع الإدارة الأمريكية والبيت الأبيض وأبقينا الاتصالات مع وكالة الاستخبارات لمحارية الإرهاب”.
وكشف سرا إلى وزراء الخارجية العرب، قائلا إن “وكالة الاستخبارات أيدته في طلباته بشأن حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية”، متهما رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعدم الإيمان بفكرة السلام.
وقال عباس: “نتنياهو لا يؤمن بالسلام على الرغم من أنه أكثر رئيس حكومة إسرائيلية بقى في المنصب”، متابعا: ” وجهت رسالة إلى الجانبين الأمريكي والإسرائيلي بأنه لن يكون هناك أي علاقة معهما بما فيها العلاقات الأمنية”.
ومن جهته أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن توقيت طرح الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط يثير الكثير من الأسئلة، واصفا المبادرة بأنها “مخيبة للآمال”، ودعا الفلسطينيين إلى إنهاء الانقسام الداخلي من أجل مواجهة التحديات.
وقال أبو الغيط أمام الاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب برئاسة وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم في القاهرة اليوم: “القضية الفلسطينية تهم العرب جميعا واجتماعنا اليوم هو وقفة تضامن مع الفلسطينيين شعبا وقيادة”.
وأضاف: “يفترض أن يتم التفاوض على أرضية يتفق عليها الطرفان أو على الحد الأدنى منها،” وشدد “نريد بلورة موقف عربي موحد إزاء خطة ترمب للسلام… ندرس كل ما يطرح علينا ومن حقنا أن نقبل أو نرفض”.
وأشار الأمين العام إلى أن “إسرائيل تفهم الخطة الأمريكية للسلام بمعنى الهبة، ولا يمكن العودة للتفاوض بناء على الحد الأدنى لحقوق الفلسطينيين” ، داعيا الفلسطينيين إلى “إنهاء الانقسام الداخلي لمواجهة التحديات”.
وتأتي الجلسة الطارئة لمجلس جامعة الدول العربية (وزراء الخارجية) لبحث سبل اتخاذ موقف عربي موحد إزاء خطة السلام في الشرق الأوسط التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.
كما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم السبت ثبات الموقف المصري تجاه حل القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها.
جاء ذلك فى بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية عقب استقبال السيسي بقصر الاتحادية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفق ما نشره التلفزيون المصري على موقعه الالكتروني .
وقال السيسي: “في نهاية المطاف لا بديل عن المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع حتى يمكن التوصل إلى تسوية يتم التوافق عليها في إطار شامل يضمن استدامة تلك التسوية، وينهي معاناة الشعب الفلسطيني باستعادة كامل حقوقه المشروعة، ويحافظ على حقوق كافة الأطراف في الحياة والعيش في أمن واستقرار وسلام”.
وشدد السيسي على أن “مصر كانت ومازالت في طليعة الدول الساعية لإحلال السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط،” مستشهدا بـ “تبنى مصر التعايش السلمي ونبذ العنف كنهج استراتيجي راسخ لسياستها على مدار أكثر من 40 عاماً”.
وقال الرئيس المصري: “كرست مصر خلالها جهودها لنشر تلك الثقافة في المنطقة كسبيل وحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار لشعوبها ولتغير واقعهم الي الأفضل”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، السبت، إن ثوابت بلاده إزاء القضية الفلسطينية لا تتغير ولا تتبدل، مشددًا على ضرورة الخروج بموقف عربي موحد إزاء “صفقة القرن” المزعومة.
جاء ذلك في كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، المنعقد في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، بطلب من فلسطين، لبحث “صفقة القرن” الأمريكية.
وأضاف الصفدي أن “تاريخية اللحظة تفرض أن يخرج من جامعتنا العربية اليوم موقف موحد أيضا، يؤكد ثوابت السلام العادل الذي لن تنعم المنطقة بالأمن والاستقرار والسلام الشامل من دون تحقيقه، على الأسس التي تضمن قبول الشعوب به”.
وأكد أن “حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات المعتمدة ومبادرة السلام العربية، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل”.
ولفت الصفدي إلى أن “إطلاق مفاوضات مباشرة فاعلة وجادة لتحقيق حل الدولتين (..) هدف يجب أن تتكاتف كل الجهود الدولية لتحقيقه”.
وحذر الوزير الأردني من “التبعات الكارثية” لأي خطوة إسرائيلية أحادية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض.
كما حذر من “العواقب الدمارية لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات بالقدس المحتلة”.
وشدد على أن المملكة ستظل بتوجيه مباشر من الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، الملك عبد الله الثاني، “تكرس كل إمكاناتها لحماية القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم، وحماية هويتها العربية الإسلامية والمسيحية”.
وأشار الصفدي أن “القدس، مدينة السلام، يجب أن تكون رمزا للسلام، لا ساحة للقهر والحرمان”.
وأكد أن المملكة ستظل “السند الذي لا يلين للأشقاء الفلسطينيين، في سعيهم للحصول على حقوقهم المشروعة، وستستمر في العمل معكم، ومع المجتمع الدولي، من أجل تحقيق السلام العادل الذي تقبله الشعوب”.
البيان الختامي لاجتماع الجامعة العربية يرفض “صفقة القرن”
6
المقالة السابقة