عروبة الإخباري – كسر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، اليوم الجمعة، قرار الاحتلال الإسرائيلي بمنعه من دخول المسجد الأقصى.
ودخل الشيخ صبري محمولا على أكتاف المصلين عنوة إلى المسجد الأقصى، وطافوا به في باحات المسجد الأقصى تحت المظلات رغم الأجواء الماطرة، وأدخلوه إلى المصلى القبلي في الأقصى.
ولاقت قضية الشيخ صبري تضامنا واسعا منذ قرار الاحتلال إبعاده.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد قررت، في 19 من الشهر الجاري، إبعاد رئيس الهيئة الإٍسلامية العليا وخطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري عن المسجد لمدة أسبوع، بتهمة “التحريض من خلال خطب الجمعة وتعريض المواطنين للخطر”، وفق زعم الاحتلال، على أن يحضر بتاريخ الخامس والعشرين من الشهر الجاري للتحقيق مجددا، لإمكانية إبعاده فترة أطول عن الأقصى.
وفي تصريح له للصحافيين، عقب صلاة الجمعة، قال الشيخ صبري: “أدينا صلاة الجمعة، لأن ذلك حقنا، وحق كل مسلم أن يصلي صلاة الجمعة، ومعروف بالدين الإسلامي الحنيف أن صلاة الجمعة هي فرض على المسلمين، وبالتالي نحن أدينا هذه الصلاة، لأن من حقنا ذلك، ولا يجوز لنا أن نمنع من هذه الصلاة، ولا يجوز أن نمنع من دخول الأقصى الذي هو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشرفين، ولا غنى عن الأقصى ولا تنازل عن ذرة تراب من الأقصى”.
وأكد أن منعه من دخول المسجد الأقصى “كان شفويا وليس خطيا”، وقال: “من حقي ألا أمنع، فلا يجوز المنع، لأن المنع إجراء باطل، ولا توجد دولة في العالم تمنع أحدا من دخول أماكن العبادة”.
وأوضح الشيخ صبري أن “القصد من عملية منعه دخول الأقصى هو إدخال الرعب والذعر في صفوف المسلمين حتى لا يأتوا إلى الأقصى، لكن المسلمين لن تثنيهم هذه الإجراءات، ونحن نؤكد تماما أن المسلمين يزدادون عددا ويزدادون تمسكا بالأقصى كلما أحاطت بالأقصى الأخطار”.
ووجه صبري رسالة خاطب فيها العرب والمسلمين قائلا: “إن الأقصى للمسلمين وحدهم، وعلى جميع العرب والمسلمين في العالم أن يتحملوا المسؤولية، لأن الأقصى أمانة في أعناقهم”.
بدوره، استبعد المحامي خالد زبارقة، من طاقم المحامين عن الشيخ عكرمة صبري، في حديث لـ”العربي الجديد”، اتخاذ الاحتلال إجراءات بحق الشيخ صبري، مؤكدا أن “ضابط شرطة الاحتلال الذي وُجد على باب الأسباط سمح للشيخ صبري بالدخول”، وقال: “نحن نتحدث عن شخصية لها رمزيتها ومكانتها، ومن حقه الدخول في كل الأوقات إلى الأقصى، والاحتلال رصد حجم التنديد بما جرى مع الشيخ صبري، والتفاعل مع قضيته، وتصدرت قضيته وسائل الإعلام العالمية. الآن الكرة بملعب السلطات الإسرائيلية، وهي تعلم أنه لم يقم بأية مخالفة للقانون”.
وشدد زبارقة على أن “الشيخ صبري يقوم بدوره المنوط به كشيخ وخطيب وكعالم من علماء المسلمين في المسجد الأقصى، والخطاب الذي ألقاه هو نفس الخطاب على مدار الـ40 سنة الماضية بصفته خطيبا في المسجد الأقصى المبارك، لذلك لا يوجد أي سبب لمنع الشيخ”.
وتابع: “نعتقد، كطاقم دفاع وقانونيين، أن منع الشيخ بخلفيات سياسية تتعلق بإجراءات الاحتلال وسياسته بتفريغ المسجد الأقصى من رموزه وخاصة الرموز القوية”.
وقال زبارقة “إن الذي يثير الشغب والتوتر في الأقصى ويخاطر بسلامة الجمهور هي الشرطة الإسرائيلية وممارساتها، فعليها أن تقوم بكبح جماح أفرادها الذين يقومون بجرائم بحق القدسيين المصلين الآمنين العزل الذين يأتون إلى الأقصى”.
وفي رد على سؤال إن كان كسر الشيخ صبري قرار منعه من دخول الأقصى سيفتح المجال أمام العشرات من المبعدين لكسر قرارات إبعادهم أيضا، قال زبارقة: “نحن نتحدث في سياق ملف الشيخ عكرمة صبري، وهذه أهمية دخول الشيخ اليوم كونه رمزا من رموز القدس ورمزا من رموز العالم الإسلامي، وأحد علماء المسلمين، فهنا تكمن أهمية دخول الشيخ إلى المسجد الأقصى اليوم”.
يذكر أن سلطات الاحتلال حققت مع الشيخ صبري وأبعدته أكثر من 10 مرات عن الأقصى لفترات متفاوتة.
وشارك الآلاف اليوم بصلاة الجمعة، في المسجد الأقصى، وكان خطيب الأقصى الشيخ يوسف أبو اسنينة، الذي ذكر المصلين بواجب أعمالهم في كل الأوقات، داعيا إلى نبذ الفرقة، ومنددا بإجراءات الاحتلال التي تستهدف المصلين والمرجعيات الدينية.