عروبة الإخباري – تسود حالة من القلق والترقب في العاصمة العراقية بغداد، عشية التظاهرة المرتقبة التي أعلن عنها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، للتنديد بالوجود الأجنبي في البلاد.
ودعا الصدر إلى تظاهرة مليونية موعدها اليوم الجمعة، للتنديد بالوجود الأمريكي في البلاد، وذلك عقب لقائه زعماء الفصائل المسلحة الأسبوع الماضي.
وبدت أجواء العاصمة متوترة، مع وصول بعض حافلات التظاهرات إلى منطقة الجادرية، حيث موقع التظاهرة، خاصة في ظل القطع الحاصل للطرق بين بغداد والمحافظات الجنوبية، وهو ما ينذر بصدام بين المتظاهرين.
وشهدت محافظات ذي قار، والنجف، والديوانية، يوم الخميس، قطعا للطرق مع العاصمة بغداد، منذ ساعات الصباح الأولى، عبر حرق الإطارات، في الشوارع، والانتشار المكثف للمتظاهرين، ومنع المارّة من اجتيازهم، وهو ما أثار تساؤلات عن كيفية عبور المحتجين الراغبين بالمشاركة في تظاهرة الصدر، يوم غد إلى بغداد.
الناشط في الاحتجاجات العراقية، محمد الركابي، قال إن ”اتفاقا جرى بين المعتصمين في أغلب المحافظات على ضرورة فتح الطرق يوم غد وتسهيل مرور المتظاهرين الذاهبين إلى بغداد، فهم يتظاهرون من أجل إنهاء الوجود الأجنبي في البلاد، وهو رغبة الجميع، لكن باختلاف الآليات والوسائل والتوقيت“.
وأضاف الركابي، خلال حديث لـ“إرم نيوز“؛ أن ”بعض الشباب المندفع المتحمس، ربما يرفضون فتح الطرق المغلقة، ويرفضون إزالة الإطارات المشتعلة، وهو ما يهدد باحتكاك أو صراع بين الطرفين، قد يمتد، لكننا في المجمل نعوّل على العقلاء من الجانبين، لتفادي أي احتكاك، فجمهور التيار الصدري هو مساند للاحتجاجات الشعبية، وليس هناك مشاكل معه، لكن بعض المتحمسين يعتبر جمهور الفصائل المسلحة يقف بالضد من الحركة الاحتجاجية“.
وما زاد حدة المخاوف، إعلان قادة الفصائل المسلحة، ترحيبهم بدعوة الصدر، حيث أعلن زعيم منظمة بدر هادي العامري، تأييده للتظاهرة، داعيا الشعب العراقي بكافة مكوناته للمشاركة بها و“إعلان رفضهم للاحتلال الأمريكي والأجنبي لتحقيق السيادة الوطنية الكاملة أرضا وسماء“، حسب بيان سابق.
مكتب الصدر يجري تفاهمات
من جهته، قال إبراهيم الجابري، مدير مكتب الصدر في العاصمة بغداد: ”أجرينا تفاهمات كبيرة وعلى مستويات عليا مع القائمين على التظاهرات، والمتظاهرين، بشأن انسيابية مرور السيارات التي تقل متظاهري الجمعة، وتسهيل مرورهم، وصولا إلى موقع التظاهرة“.
وأضاف الجابري، في حديث لموقع ”ناس“ المحلي، أن ”التظاهرات الحالية تطالب بإنهاء الفساد، وتظاهرات الغد، من أجل إنهاء الوجود الأجنبي، فنحن نتحد في الهدف، وليس كما يصور البعض بأننا فريقان، متضادان، بل الجميع هنا من أجل العراق فقط، فمن المفترض أن المتظاهرين عندما يرون قوافل إخوتهم قادمة من المحافظات الجنوبية، إفساح المجال لهم، وعدم اعتراضهم“.
وخلال السنوات الماضية، كان الصدر ينظر إلى تلك الميليشيات على أنها تابعة لإيران، وتنفذ أجندات خارجية، وكثيرا ما وصفها بـ“الميليشيات الوقحة“، وطالب بحلها وحصر السلاح بيد الدولة، لكنه بدأ بالتقرب منها شيئا فشيئا بعد مقتل سيلماني والمهندس.
بدوره، ذكر مصدر في وزارة الداخلية العراقية، بأن ”الوزير ياسين الياسري أصدر أوامر صارمة بشأن حماية التظاهرة يوم غد، خاصة في ظل الأنباء الواردة عن مشاركة شخصيات وقادة فصائل مسلحة، حيث تمثلت الخطة بنشر المئات من الجنود في موقع التظاهرة أمام جامعة بغداد، فضلا عن قوة أخرى لتفتيش المتظاهرين عند دخولهم إلى مكان التظاهر“.
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ“إرم نيوز“؛ أنه ”تم الاتفاق بين الداخلية واللجنة المشكلة من التيار الصدري والفصائل المسلحة، على عدم الاقتراب من السفارة الأمريكية، ومنع أي متظاهر من التوجه إليها، وضمان انسيابية الدخول والخروج لجميع المحتجين“.
منذ ساعات الصباح الأولى، من يوم الخميس، شددت السفارة الأمريكية، إجراءاتها في محيطها، وأجرت سلسلة تعديلات في معدات السلامة، والكتل الكونكريتية المحيطة بها.
كما علقت ملصقا تحذيريا على جدار اسمنتي يقع أمام مجمعها المحصن بشدة، يطالب بعدم اجتيازه، أو التعرض للخطر، وهو ما يشي بصدور أوامر ”صارمة“ للتعامل مع أي احتكاك أو محاولة دخول.
وجاء في التحذير:“ لا تتجاوز هذه النقطة. سنتخذ بحقك إجراءات رادعة في حالة محاولتك التجاوز“.
واقتحمت عناصر من الحشد الشعبي، مطلع العام الجاري، باحة السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، وأضرموا النيران فيها، ما زاد من حدة التوترات بين واشنطن، وطهران، أعقب ذلك مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.