عروبة الإخباري – – قال الملك عبدالله الثاني إن “القيادة أساسها التفكير العميق والحكمة والاستشراف”، محذرا من أن”المخاطر قد تفاقمت؛ إذ يستمر العنف، ويستمر بناء المستوطنات، ويستمر عدم احترام القانون الدولي”، متسائلا:” هل نملك ترف ترك شباب المنطقة يعيشون بلا أمل؟”.
وأضاف جلالته، خلال خطاب له أمام البرلمان الاوروبي اليوم إن “لا يمكن الوصول إلى عالم أكثر سلاما دون شرق أوسط مستقر. والاستقرار في الشرق الأوسط غير ممكن دون سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين”، مشيرا إلى ” أن ما يحدث في الشرق الأوسط يترك أثره على كل مكان حول العالم”.
وأضا “نحن المجتمعون هنا يجمعنا عاملان مشتركان. أولا، مسؤوليتنا تجاه هؤلاء الملايين الذين ائتمنونا على آمالهم ومخاوفهم. ثانيا، نحن محظوظون، فالحياة التي نقضيها في خدمة الآخرين هي أفضل حياة، إذا ما كنا عند مستوى توقعات ملايين الناس
وقال الملك: “لقد عبر الناس حول العالم عن رغباتهم وعن الوجهة التي يريدون الوصول إليها، لكنهم يتطلعون إلينا لإرشادهم إلى سبيل تحقيقها”.
وأضاف :”قبل خمس سنوات، وقفت في هذه القاعة وتحدثت عن مخاطر الفشل في المضي قدما نحو تحقيق السلام. واليوم، يجب أن أقولها بصراحة: إن المخاطر قد تفاقمت؛ إذ يستمر العنف، ويستمر بناء المستوطنات، ويستمر عدم احترام القانون الدولي”
وتساءل جلالته:”ماذا لو بقيت القدس المدينة العزيزة على قلبي شخصيا وذات الأهمية التاريخية الكبيرة لعائلتي موضع نزاع؟ هل يمكننا تحمل عواقب سلب المسلمين والمسيحيين على حد سواء من الروحانية والسلام والعيش المشترك التي ترمز إليها هذه المدينة والسماح لها بالانحدار إلى صراع سياسي؟”.
وقال “علمني والدي المغفور له بإذن الله، الملك الحسين أن صنع السلام هو دائما الطريق الأصعب ولكنه الطريق الأسمى. والسير على الطريق الصعب أفضل مع الأصدقاء، أصدقاء مثلكم ومثل الشعوب الأوروبية، حتى نتمكن من الوصول إلى المستقبل الذي تطمح له وتستحقه شعوبنا ويستحقه عالمنا”.
وبين الملك “نحن بحاجة إلى سياسة مبنية على الصبر والتأني؛ إذ تقع على عاتقنا مسؤولية حماية مصالح شعوبنا ورفاهيتهم، والاستجابة للأحداث المتسارعة بحذر وروية، لا بتهور وعجالة. لأن السياسة ليست لعبة يفوز بها الأسرع. ففي بعض الأحيان، كلما سارعنا، زاد بعدنا عن خط النهاية”.
وأكد الملك أن “العراق هو موطن لأكثر من 40 مليون شخص، عانوا من أربعة عقود من الحرب والعقوبات والاحتلال والصراع الطائفي وإرهاب داعش. اليوم، مستقبلهم يرتكز إلى سلام هش. وأنا، شخصيا، لن أتخلى عن إخوتنا وأخواتنا هناك”
وقال جلالته: “إيماني بالله يعزز تفاؤلي ويزيد من ثقتي في قوة ومنعة البشرية. أمامنا دوما الإمكانية لأن نكون أفضل وأكثر توحدا”.