عروبة الإخباري – وجهت وزارة الخارجية الليبية انتقاداً لأمين الجامعة العربية أحمد أبوالغيط، على خلفية تصريحاته التي فسرت معنى التدخل الخارجي في ليبيا واقتصاره على الأجنبي فقط، وتضمنت تفسيراً مغلوطاً ومخالفاً لميثاق الجامعة.
الخارجية الليبية أوضحت أنها » تجد نفسها ملزمة بتذكير أحمد أبوالغيط بنص المادة الثامنة من ميثاق الجامعة العربية التي تنص على احترام الشؤون الداخلية للدول وعدم التدخل فيها».
وتساءلت ما إذا كان يوجد تدخل لتغيير نظام الحكم في ليبيا أكبر «من قيام دول عربية بقصف جوي على العاصمة طرابلس لمساعدة ميليشيات خارجة على القانون للاستيلاء على السلطة وقلب نظام الحكم»، مضيفة أن من أولى مهام الأمين العام للجامعة العربية العمل على حل أي نزاعات عربية، في حين لم يقم أحمد أبوالغيط بأي مبادرات لوقف ما ادعته بالعدوان على طرابلس.
وكان صالح الشماخي، مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية، أتهم الأخيرة بأنها «تكيل بمكيالين» في الملف الليبي، مستنكراً استغلال مذكرة التفاهم حول المناطق البحرية مع تركيا «أسوأ استغلال».
وأعرب الشماخي خلال اجتماع طارئ على مستوى المندوبين حول ليبيا في مقر الجامعة بالقاهرة، الثلاثاء، عن «استغرابه الشديد» من «الاستجابة السريعة لطلب عقد الاجتماع، وفي نفس يوم التقدم بالطلب».
وأضاف: بينما «الجامعة العربية لم تستجب للطلب الذي تقدمت به ليبيا، منذ بداية العدوان الغاشم على العاصمة طرابلس، لعقد اجتماع طارئ لمجلسها، وتجاهلت الأمر تماماً، ولم يقم أمينها العام (المصري أحمد أبوالغيط) بأية مبادرات أو إرسال مبعوث، بل ولم نسجل له زيارة إلى ليبيا طوال السنوات الماضية، رغم إلحاحنا وطلبنا المتكرر».
مصر غاضبة من عدم شكرها
والخميس أعربت مصر عن «استغرابها» من تخصيص حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً شكرها لدول عربية دون أخرى إثر اجتماع ليبيا الطارئ الذي استضافته الجامعة العربية بالقاهرة، الثلاثاء 31 ديسمبر/كانون الأول 2019.
إذ تساءل المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، عبر حسابه الموثق بتويتر، في وقت متأخر من مساء الأربعاء الأول من يناير/كانون الثاني 2020، «أليس من الغريب أن تخص حكومة طرابلس بالشكر دولاً عربية دون أخرى لموقفها في اجتماع الجامعة أمس؟».
ثم تحدث عن دور مصر في إقامة الاجتماع الاستثنائي، وكتب: «الدعوة جاءت من مصر ومقترَح القرار جاء من مصر؛ والشكر موجَّه إلى كل الدول العربية على موقفها الموحد الرافض لأي تدخل خارجي والداعم للمواقف المبدئية التي طرحناها».
فيما لم يسم المتحدث باسم الخارجية المصرية الدول التي تجاهلت حكومة الوفاق تقديم الشكر لها.
هذا، ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من خارجية حكومة الوفاق.
غير أن وزارة خارجية حكومة الوفاق قالت، في وقت سابق الأربعاء، في تغريدة لها: «وزير الخارجية محمد سيالة يعرب عن تقديره لدولتي قطر والسودان ووزراء خارجية دول المغرب العربي على موقفهم الداعم لليبيا في اجتماع الجامعة العربية».
بينما لم يقدم المصدر الليبي تفاصيل أكثر عن ذلك الدعم، ومن المعروف أن دول المغرب العربي تضم بجانب ليبيا: تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا.
يذكر أن الاجتماع الطارئ الذي انعقد على مستوى المندوبين، انتهى إلى «التأكيد مجدداً على الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ولحمتها الوطنية»، ورفض ما وصفه بـ«التدخل الخارجي أياً كان نوعه».
كما أقر الاجتماع الذي تلا توقيع حكومة الوفاق المعترف بها دولياً اتفاقين مع أنقرة: الأول يتناول التعاون العسكري، والثاني محوره الترسيم البحري بين تركيا وليبيا، وأعرب عن «القلق الشديد من التصعيد العسكري الذي يفاقم الوضع المتأزم في ليبيا، ويهدد أمن واستقرار دول الجوار الليبي والمنطقة ككل، بما فيها المتوسط».
في حين أكد «ضرورة وقف الصراع العسكري، وأن التسوية السياسية هي الحل الوحيد لعودة الأمن والاستقرار في ليبيا والقضاء على الإرهاب». ودعا الاجتماع إلى إجراء اتصالات دولية لـ«منع أي تدخل عسكري خارجي في ليبيا».
ومنذ 4 أبريل/نيسان 2019، تشهد طرابلس، مقر حكومة الوفاق، وكذلك محيطها، معارك مسلحة، بعد أن شنت قوات حفتر هجوماً للسيطرة عليها، وسط استنفار للقوات الحكومية، ووسط تنديد دولي واسع، وفشل متكرر لحفتر، ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى حل سياسي للأزمة.