عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
في كلمته أمام ملتقى الأسرة العُمانية الرابع المنعقد في السلطنة تحت شعار “إعلامنا عهد يتجدد” ، كشف وزير الاعلام الدكتور عبد المنعم الحسنى أمام الملتقى وبحضور ورعاية وزير الداخلية السيد حمود بن سعيد، عن منجم كبير من المبادرات التي تحققت او التي هي في طور التحقيق، او تلك التي وعد بها والمنسجمة مع رؤية عمان وتوجيهات السلطان قابوس.
لا ينطق الاعلام العُماني من ارتجال أ طفرات او اندفاعات منفعلة، بل هو شجرة نابتة من تاريخ ورؤية ومستقبل يضيء خطا المسيرة ويترجمها، ويعمل على تفسيرها وربطها بأجيالها المتعاقبة، ويزودها بكل ما هو معرفي وانساني..
حرصت أن أكون قريبا من الرسائل الاعلامية العمانية متعددة المصادر والادوات، وأن أهتم بمضمونها وصيرورتها والاهداف المتوخى الوصول اليها.. فوجدت في ذلك خارطة طريق صاعدة في خدمة الاهداف الوطنية الجليلة التي شكل السلطان لها فريقا من حكومته ومنها وزاره الاعلام..
هدف الوزير ورغبته المستمرة ان يظل تلميذاً في مدرسة السلطان ونزوعه المستمر للتواضع، رغم ما ينجز ميدانياً من خلال اقترابه المستمر من الشباب، واعتبار نفسه منهم والأخذ بأيديهم وتطلعاتهم،هو ما جعله دائماً يحرص على انعقاد المنتديات والملتقيات التي يعبرون فيها عن امكانياتهم وعن شراكاتهم الوطنية وانخراطهم في الانجاز وتحقيق الطموح.
كنت استمع الى كلمة الوزير المركزة والموضوعية، وابرازها لجوانب هامة وتبشيرها بخطط وانجازات، وقد لفتني تعبير المؤتلف الانساني كمضمون للرسالة الاعلامية العُمانية، وكواحد من منطلقاتها يجري التركيز عليه لخدمة رسالة عُمان التاريخية والمتجددة، والتي اتخذت من البعد الانساني وتأكيده واحد من أبرز منطلقاتها.
لقد استطاعت وزارة الاعلام التي اتخذت نهجاً مهنياً بعيداً عن التسييس، والانحياز من صناعتها وأسرتها المتقاربة المنضوية لخدمة انجازات الوطن، وأن تُمكن هذه الأسرة من التنافسية والابداعية في اشتغال موصول متعدد الرسائل والوسائل، قوامه كما قال الوزير الكلمة الصادقة والخبر الصحيح والصورة المشرقة.
واستطاعت الوزارة التي تملك صيغة موحدة ان تربط الجهد المشترك بينها وبين هيئة الاذاعة والتلفزيون وجامعة السلطان قابوس في تناغم اوركسترالي يعزف للوطن ومصالحه..
نعم يرى المستمع والمشاهد والقارئ في الاعلام العُماني في سنواته الاخيرة، إعلاماً منفتحاً بمنطلقات انسانية قادرة على الحوار مع الآخر وفهمه، والتجسير مع القضايا العالمية الكبرى، والشراكة فيها، ولذا ظل هذا الاعلام وخاصة في زمن التلاطم في الاقليم، وفي زمن ما سمي بالربيع العربي الذي جعل بلادنا كـ”العصف المأكول”.. حرص الاعلام العُماني على الابتعاد عن التدافع وعن التحريض وعن التوظيف القسري وغير الموضوعي للمشاهد العديدة، كما ظل على نفس المسافة من الاختلافات العربية- العربية وصراعات الاقليم، يراقبها ولا يزج نفسه فيها، يقدم لحريقها الماء ووسائل المصالحة والنصح والتعقيم، ولا يستثمر في المشاكل وتعقيداتها.
لقد ظلت وزارة الاعلام العُمانية ومن خلال أسرتها الممتدة في كل المنتسبين للاعلام على مختلف مواقعهم، حريصة على ان تكون في مقدمة المؤسسات الاعلامية المستفيدة من ثورة المعلومات، ومن وتجليات الشبكة الالكترونية ووسائلها، ولذا نهجت إلى بناء المنصات ، فكانت المنصة الالكترونية الجديدة البوابة الاعلامية للسلطنة التي دعا الوزير إلى العبور من خلالها، كبوابة تفضي إلى عُمان المستقبل .. عُمان الواعدة لكل أبنائها والمبشرة في أمتها وأقليمها ومحيطها برسالة السلام والأخوة والوئام.
ولأنها تريد لغرسها أن يثمر وأن يطرح المزيد من الثمار، فقد جعلت المنصة وسيلتها أكثر من لغة، وبدأت بلغات ثلاث داعية الجميع من مؤسسات ودوائر حكومية وغيرها الى الإستفادة من هذه المنصة واشعاعها ودورها والأخذ بمضمون رسائلها ورفدها أيضا بالمحتوى الذي يهم المشاركين…
لقد عدد الوزير المنتجات الإعلامية العديدة الناتجة من التعاون المستمر مع وزارة الخارجية، وذكر بـ (12) الف مادة إعلامية، وربط ذلك برقم عدد الزوار الذين زادوا عن ربع مليون، وعن حلقات التواصل والانخراط السخي في العمل الذي استوجب مكافأة المميزين، ومن هنا جاء إعلان جائزة الإجادة الإعلامية والتي اتسعت لتحط على مبادرات شبابية، وخاصة ما يتعلق بانسنة الإعلام، وهو الموضوع المحبب للوزيرالحسني، والذي جعل منه صيغة عُمانية رائجة من خلال حرصه على خدمة هذا المنحى، وتأكيده بإستمرار وصناعة نماذج عُمانية له في الإعلام.
وقد رغبت الوزارة وهي تلتقي الأسرة الإعلامية على إبراز ما للإعلام الوطني من دور، في جعل الرسائل الإعلامية ذات دفق إنساني، وذات اهتمام باحتياجات المواطن وقضاياه اليومية والملحة، وأيضا قضاياه العالمية لإبراز إسهام العمانيين في تأصيل فرص السلام بوسائل إنسانية…
الوزارة الآن كما علمت من كلام وزيرها، تخفف من أعباء المراجعات المباشرة وضغط المراجعين بإحالة المهتمين الى بواباتها الإلكترونية وإلى الحزم المتوفرة وخاصة من البرامج التدريبية، فكان ان خفت الحمولة من المراجعات بنسبة 90% لتصبح الوسائل عالمية لكل المعنى، لتحمل رسائل عُمانية واضحة اهتم بها العمانيون ووسائل الإعلام العربية والعالمية من خلال شراكات عالمية مع اليونيسيف وغيرها من المنظمات التي احتفت وما زالت بالتأثير العماني ودوره وباعتدال رسائله واسهاماته في السلام…