عروبة الإخباري – عاشت أسطورة جمال كليوباترا الساحر لعدة قرون، إلا أنَّ أحد الخبراء كشف الآن أن تصورنا الحديث عنها قد يكون مستنداً إلى امرأة أخرى بالكامل.
وفي حين أن حسناوات مثل إليزابيث تايلور وصوفيا لورين جسَّدن شخصية ملكة مصر السابقة، ربما كنّ في الواقع يجسّدن عنخ إسن آمون، زوجة توت عنخ آمون، التي عاشت قبلها بأكثر من 1200 عام، حسب تقرير صحيفة The Daily Mail البريطانية.
يشير طارق العوضي (55 عاماً)، أمين معرض «توت عنخ آمون: كنوز الفرعون الذهبي»، الذي افتُتح للتو في غاليري ساتشي في لندن، إلى التمثال الذهبي لزوجة الملك توت، يصورها وهي ترتدي تاجاً على هيئة أفعى، وُجد على ضريح في قبره، وصورة لها على مقعد.
وفي حديث حصري مع قسم Femail، قال إنَّ هذه الصور هي التي ألهمت الأفلام الحديثة مثل فيلم كليوباترا، التي جسدتها إليزابيث تايلور عام 1963، وكليوباترا التي جسدتها فيفيان لي عام 1945.
رغم أننا لا نعرف الكثير عن شكل عنخ إسن آمون وراء الأقنعة الذهبية، التي ربما يكون النحاتون القدماء قد جعلوها أكثر جاذبية، يبدو أنها تصور امرأة أنيقة وجميلة.
وهذا بدوره ربما يكون قد أثّر على فَهمنا لكليوباترا، التي حكمت من عام 50 إلى عام 31 قبل الميلاد.
ملابس الملكة عنخ إسن آمون
وقال: «عندما تشاهد أفلام هوليوود، ترى أنهن جميعاً يرتدين مثل الملكة عنخ إسن آمون، زوجة توت عنخ آمون. وفي الأفلام، استلهموا هذه الأزياء من هذه الكنوز. أحب زيّ الملكة، فهو أنيق، وهذه الملابس الضيقة والشريطين حول الكتف، والمجوهرات المصورة رائعة. والطريقة التي تظهر بها على جسد الملكة والحرملة مع التاج الملكي، هذه الأشياء تأسر قلبي».
وتجدر الإشارة إلى أنه يوجد على الضريح الخشبي المذهب الموجود في بهو مقبرة الملك توت رسوماً للملكة وهي ترتدي تاجاً على شكل أفعى الكوبرا، وأوشحة فضفاضة، فيما تضع كحلاً كثيفاً حول عينيها أثناء وجودها مع زوجها.
وفي أحد الرسومات تظهر وهي جالسة إلى جانبه، أثناء جلوسه على العرش، وتظهر في رسم آخر وهي تعطيه بعض الزهور، وتظهر في رسم ثالث وهي تقدم له شيئاً.
وظهرت إليزابيث تايلور في فيلم هوليوود الملحمي Cleopatra، الذي عُرض عام 1963 وهي ترتدي التاج الذي يحمل أفعى الكوبرا في مقدمته، وتضع طبقات كثيفة من الكحل، يعتقد المؤرخون أن المصريين كانوا يستخدمونه لإظهار ولائهم للآلهة.
وفي فيلم The Mummy الذي عُرض عام 1932، كانت زيتا يوهان ترتدي أيضاً تاجاً في مقدمته أفعى الكوبرا، مثلما فعلت جوان كولينز في الفيلم الملحمي Land of the Pharaohs الذي عُرض عام 1955.
وظهرت أيضاً وهي ترتدي أساور في ذراعيها، تماماً مثل الأميرة التي تنتمي للأسرة الثامنة عشرة.
ولكن رغم أن حبيبة القيصر كانت غالباً ما تُصور على أنها بارعة الحسن، فقد يكون الواقع مختلفاً قليلاً.
كانت تحمل أنفاً بارزاً
إذ تُظهر العملات المعدنية التي تعود إلى تلك الفترة أنّ ملكة النيل كانت تحمل أنفاً بارزاً وجبهة ضيقة وشفتين رفيعتين وذقناً منخفضاً.
وبالمثل، كان القيصر، الذي أدى دوره ريكس هاريسون في فيلم عام 1963، يظهر على هذه العملات بعيون جاحظة وأنف معقوف وعنق ضخم.
وفضلاً عن ذلك، يُظهر تمثال لكليوباترا عُرض في المتحف البريطاني عام 2001، أنها عادية الشكل، وممتلئة الجسم، ولا يزيد طولها عن 152 سم.
ويُذكر أن كليوباترا، التي ولدت في الإسكندرية عام 69 قبل الميلاد في عائلة يونانية مقدونية حكمت مصر لثلاثة قرون، اعتلت العرش وهي في سن الـ17.
وبعد ثلاث سنوات أغوت يوليوس قيصر، وأنجبت منه قيصرون.
وبعد اغتيال قيصر تودَّدت إلى مارك أنطوني، قبل أن تُنهي حياتها بعد وفاته. وتقول الأسطورة إنها فعلت ذلك بوضع أفعى سامة على صدرها.
وأشار طارق -من بين الأشياء الأخرى التي يستخدمها عالم الموضة- إلى تمثال مصغر لجد توت عنخ آمون أمنحتب الثالث.
وقال: «لدينا هذا التمثال الصغير للغاية لجدّ توت، لكن ما زال بإمكانك رؤية ثوب الملك والتاج، وكذلك الأشياء التي يحملها في يده. كل هذه التفاصيل الدقيقة صنعت بدقة بالغة في هذه التماثيل متناهية الصغر، وهي واحدة من أشيائي المفضلة».