بات نجم المنتخب الوطني ونادي رين الفرنسي، موسى التعمري، عنوانا لمرحلة جديدة في مسيرته الأوروبية، بعدما أكد أن الموسم الحالي يحمل ملامح مختلفة على صعيدي الأداء والتأثير، تُوِّجت بحصوله على جائزة لاعب الشهر في صفوف فريقه، في اعتراف واضح بما يقدمه من مستويات استثنائية خلال الفترة الماضية.
وأعلن رين عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، تتويج التعمري بجائزة نجم الشهر، مشيرا إلى أن تألقه اللافت من حيث التسجيل والصناعة، إضافة إلى حضوره المؤثر داخل الملعب، كان العامل الحاسم في نيله هذا التقدير، في وقت أكد فيه النادي أن عزيمة اللاعب الأردني لا تتوقف عند حد، وأن طموحه يتجاوز الأرقام الفردية ليصب في مصلحة الفريق.
وشهد الموسم الحالي تحولا لافتا في أدوار التعمري داخل المستطيل الأخضر، إذ لعب خلال الفترة الماضية في مركز الظهير الأيسر، وهو المركز الذي بدأ منه مسيرته الكروية الأولى حين كان لاعبا في صفوف شباب الأردن والفئات العمرية. هذا التحول أتاح له تقديم مزيج متوازن من الواجبات الدفاعية والاندفاعات الهجومية، الأمر الذي نال استحسان جماهير رين، إلى جانب ثقة المدير الفني حبيب بيه، خاصة أن التعمري اعتاد الظهور في مركز الجناح الهجومي، قبل أن يثبت بمرونته التكتيكية أنه أحد أهم عناصر الفريق الباحث عن مكانة ثابتة بين الكبار في الدوري الفرنسي.
وعكست أرقام التعمري خلال الشهر الحالي حجم التطور في مستواه، بعدما صنع هدفين في مواجهة فريق ليس سابليس ضمن دور الـ64 من بطولة كأس فرنسا، وقبلها سجل هدفا وصنع آخر أمام بريست في الدوري الفرنسي، ليؤكد أن هذه المرحلة تُعد من أفضل فتراته منذ فترة طويلة، سواء على مستوى الثقة أو التأثير المباشر في النتائج.
ولم يقتصر الإشادة بالتعمري على الجماهير أو الأرقام، بل امتدت إلى الجهاز الفني، حيث حرص المدرب حبيب بيه على تهنئته علنا في مقطع مصور عقب مباراة بريست، مشيدا بالتطور اللافت في مستواه خلال الأشهر الستة الأخيرة. وقال له أمام زملائه: “سأقوم بشيء نادرا ما أفعله، موسى، لقد قلت لك شيئا قبل المباراة وقد نفذته، وأنا سعيد بذلك. المستوى الذي كنت عليه قبل ستة أشهر ليس هو المستوى الذي تقدمه اليوم”، في شهادة تعكس حجم القناعة الفنية بما وصل إليه اللاعب.
ويخوض التعمري موسمه الثامن في الملاعب الأوروبية، بعد سلسلة محطات متنوعة في أكثر من دولة، انتهت بتوقيعه مع رين مطلع العام الحالي بعقد يمتد حتى نهاية الموسم 2027-2028. ويأمل اللاعب البالغ من العمر 28 عاما أن يكون هذا الموسم مختلفا عن تجاربه السابقة في الدوري الفرنسي، من حيث الفاعلية الهجومية والمساهمة في تحسين موقع الفريق على سلم الترتيب، لا سيما أن رين يحتل المركز السادس قبل جولة واحدة من نهاية مرحلة الذهاب، في بطولة تعرف شراسة المنافسة ووجود أكثر من فريق يطمح للقمة.
وتكتسب الفترة المقبلة أهمية مضاعفة في مسيرة التعمري وبقية لاعبي المنتخب الوطني، كونها تسبق المشاركة التاريخية لـ”النشامى” في نهائيات كأس العالم صيف العام المقبل، ما يفرض على الجميع تقديم أفضل المستويات الممكنة، سواء لتعزيز الجاهزية الفنية أو لإقناع الجهاز الفني بأحقية أي لاعب محترف خارجيا بالانضمام إلى قائمة المونديال.
ويضع نجم المنتخب الوطني نصب عينيه موسما استثنائيا مع رين، بعد أن اكتفى في الموسم الماضي بتسجيل هدف وحيد في مرمى لوهافر خلال الجولة التاسعة والعشرين، في حين سجل هذا الموسم هدفين في الدوري، جاء الأول في شباك تولوز بالجولة العاشرة، والثاني أمام ستاد بريست في الجولة السادسة عشرة، إلى جانب مساهماته المتزايدة في صناعة الأهداف.
وتعود بداية رحلة التعمري الأوروبية إلى بالموسم 2018-2019، حين انتقل إلى أبويل نيقوسيا القبرصي ولعب معه موسمين ونصف، قبل أن يخوض تجربة ناجحة مع أود هيفرلي لوفين البلجيكي لمدة ثلاثة مواسم. وفي صيف 2023، انتقل إلى مونبيليه الفرنسي ليصبح أول لاعب أردني يشارك في الدوريات الخمس الكبرى، ومنه شد الرحال إلى رين مطلع العام الحالي.
وخلال مسيرته في الدوري الفرنسي، خاض التعمري 68 مباراة سجل خلالها 10 أهداف وصنع 8 أهداف، فيما لعب في الدوري البلجيكي 87 مباراة أحرز فيها 10 أهداف وصنع 6 أخرى، إضافة إلى 38 مباراة في الدوري القبرصي سجل خلالها 10 أهداف وصنع 7، أرقام تعكس مسيرة تصاعدية للاعب يواصل تثبيت اسمه كأحد أبرز المحترفين العرب في أوروبا.
