عروبة الإخباري –
شهدت الأسواق العالمية، الجمعة، تحركات لافتة في أسعار السلع الأساسية، حيث سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا مدفوعة بتصاعد المخاطر الجيوسياسية والضغوط الأميركية على صادرات النفط الفنزويلي، في حين قفزت أسعار الذهب والفضة إلى مستويات قياسية جديدة بدعم من الإقبال على الملاذات الآمنة وتزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية خلال العام المقبل.
ارتفعت أسعار النفط بشكل محدود في نهاية الأسبوع، إذ صعدت العقود الآجلة لخام برنت ستة سنتات أو ما يعادل 0.1% لتبلغ 62.30 دولارًا للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بالقيمة نفسها إلى 58.41 دولارًا للبرميل. وجاء هذا الارتفاع في ظل تكثيف الولايات المتحدة ضغوطها الاقتصادية على شحنات النفط الفنزويلي، إلى جانب تنفيذ ضربات جوية ضد مسلحي تنظيم داعش في شمال غرب نيجيريا بطلب من حكومة أبوجا، ما زاد من حدة المخاطر الجيوسياسية رغم أن حقول النفط النيجيرية تقع أساسًا في جنوب البلاد.
وفي هذا السياق، كلف البيت الأبيض القوات العسكرية الأميركية بالتركيز على فرض حظر فعلي على النفط الفنزويلي خلال الشهرين المقبلين على الأقل، في إشارة إلى اعتماد واشنطن على الأدوات الاقتصادية بدلًا من التصعيد العسكري. ومع ضعف السيولة في الأسواق بسبب عطلة عيد الميلاد، أشار محللون إلى أن اضطرابات جانب الإمدادات باتت المحرك الرئيسي لتحركات أسعار النفط في نهاية العام.
ورغم هذا الارتفاع الطفيف، تتجه أسعار النفط لتسجيل أكبر خسائر سنوية منذ عام 2020، إذ من المتوقع أن ينخفض خام برنت بنحو 16% وغرب تكساس الوسيط بحوالي 18% هذا العام، وسط مخاوف تتعلق بآفاق النمو الاقتصادي الأميركي وتوقعات بتجاوز الإمدادات الطلب في العام المقبل. وتترقب الأسواق صدور بيانات المخزونات الأميركية من إدارة معلومات الطاقة، التي قد تعطي مؤشرات أوضح حول الطلب في أكبر دولة مستهلكة للنفط عالميًا.
في المقابل، شهدت أسواق المعادن النفيسة موجة صعود قوية، حيث قفزت أسعار الذهب والفضة إلى مستويات قياسية جديدة. وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% إلى 4502.75 دولار للأوقية، بعدما سجل في وقت سابق من الجلسة مستوى تاريخيًا عند 4530.60 دولار، فيما صعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.7% لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا عند 4533.60 دولار للأوقية.
كما قفزت الفضة بنسبة 3.4% في المعاملات الفورية إلى 74.35 دولار للأوقية، قبل أن تسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 75.14 دولار. وجاء هذا الارتفاع في ظل تراجع الدولار قرب أدنى مستوى له في شهرين، ما عزز جاذبية المعادن المقومة بالعملة الأميركية.
وسجل الذهب أداءً استثنائيًا خلال عام 2025، إذ ارتفعت أسعاره بنحو 72% حتى الآن، مدعومة بخفض أسعار الفائدة الأميركية وتوقعات بمزيد من التيسير النقدي، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية والطلب القوي من البنوك المركزية الساعية لتنويع احتياطاتها بعيدًا عن الدولار، فضلًا عن زيادة الاستثمارات في صناديق المؤشرات المتداولة. أما الفضة، فقد تفوقت على الذهب مسجلة قفزة بنحو 158% منذ بداية العام، مدفوعة بنقص المعروض، وارتفاع الطلب الصناعي، وإدراجها ضمن قائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة.
وامتدت موجة الصعود إلى معادن أخرى، إذ قفز البلاتين بنسبة 8% ليصل إلى مستوى غير مسبوق عند 2413.62 دولار للأوقية، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 4.4% إلى 1757.25 دولار للأوقية. وفي ظل توقعات الأسواق بخفضين لأسعار الفائدة الأميركية العام المقبل، يظل الطلب قويًا على الأصول التي لا تدر عوائد، وفي مقدمتها الذهب، باعتبارها ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
