احتفلت أمانة عمّان الكبرى، ممثلة بمديرية تطوير أحياء عمّان القديمة، وبالتعاون مع ملتقى مبادرة درب الوئام الحضاري، والجامعة الهاشمية، والجامعة الأردنية، وجمعية الوسام الذهبي للثقافة والفنون والتراث، واتحاد المؤرخين في تراث القبائل، اليوم الاثنين الموافق 22/12/2025، بيوم الجبل العالمي، من خلال عقد مؤتمر بعنوان «ملتقى يوم الجبال الأردني – العالمي / جبل الرقيم»، وذلك على جبل الرقيم في شرق عمّان، بمنطقتي القويسمة وأبو علندا، حيث جرى خلاله الإعلان عن إطلاق مسار جبال عمّان التاريخية.
وشهد المؤتمر مشاركة واسعة من اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين، وجامعة آل البيت، وجمعية أدلاء السياح الأردنية، وعدد من جمعيات المجتمع المدني، إضافة إلى أكاديميين وهيئات ثقافية وطلبة، وموظفين من القطاعين العام والخاص، ومواطنين من المجتمع المحلي في القويسمة وأبو علندا، وذلك احتفاءً بيوم الجبال العالمي الذي أقرّته الأمم المتحدة عام 2003.
ورحّب المهندس محمد أبو زيتون بالمشاركين في احتفالية يوم الجبل العالمي، مؤكداً أهمية ترويج الإرث الحضاري والطبيعي في مدينة عمّان لتنشيط الحركة السياحية، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار، لما لذلك من أثر إيجابي في تطوير السياحة الطبيعية.
من جهته، نقل مندوب راعي المؤتمر المهندس محمد الفاعوري تحيات الراعي، مؤكداً الدور المحوري الذي تقوم به أمانة عمّان الكبرى في تطوير المدينة، من خلال الترويج والنشر العلمي، وإنشاء قواعد بيانات شاملة لمناطق عمّان، وإطلاق المسارات السياحية، واستشراف آفاق مستقبلية تعزز مكانة العاصمة في الحفاظ على تراثها الطبيعي والحضاري.
بدوره، أكد راعي مبادرات درب الوئام الحضاري، الوزير الأسبق طه الهباهبة، أهمية إقامة احتفالية يوم الجبل العالمي في منطقة جبل الرقيم، نظراً لخصوصيته الدينية والتاريخية وارتباطه بقصة أصحاب الكهف والرقيم، مشدداً على ضرورة الاستمرار في حماية الإرث الطبيعي والغطاء النباتي، والاستفادة من اقتصاده السياحي.
وأكد رئيس مبادرة درب الوئام الحضاري، العميد المتقاعد مناور الشخاترة، ضرورة إبراز دور الجبال في الثقافة والهوية الوطنية باعتبارها إرثاً طبيعياً وحضارياً نفخر بتقديمه للعالم.
وقدم رئيس اللجنة التنظيمية والعلمية للمؤتمر، الدكتور محمد وهيب من الجامعة الهاشمية، سردية تاريخية متكاملة لجبل الرقيم، مؤكداً أنه كنز عالمي يستوجب تطويره سياحياً وثقافياً، وإعادة تنظيمه وتقديمه بصورة حضارية ليصبح من أبرز الجبال على مستوى الإقليم، مثمناً دور أمانة عمّان ووزارة السياحة في الاهتمام المتزايد بكهف الرقيم، وإطلاق مسار الجبال العمانية الأردنية. وأشار إلى أن هذا الاحتفال يُعد الأول من نوعه في العاصمة عمّان، ويمثل انطلاقة للتعاون مع المجتمع المحلي لإصدار خريطة سياحية ودليل للزوار، وتعزيز النشر العلمي والإلكتروني، واستمرار كرنفال الرقيم الدولي.
من جانبها، أوضحت رئيس قسم المسارات السياحية في أمانة عمّان، ندى الحياري، أهمية المسارات السياحية التي تربط جبل الرقيم بمحيطه التراثي، والجهود المبذولة لإنشاء قواعد بيانات جغرافية متكاملة تعزز هوية عمّان السياحية.
وأشار الدكتور عبد الناصر الحموري إلى أهمية وضع استراتيجية علمية متكاملة لتطوير الجبال في عمّان والأردن، مؤكداً أن جبل الرقيم يمثل نموذجاً واعداً للاستثمار السياحي وخلق فرص العمل، داعياً إلى العمل بروح الفريق لإبرازه عالمياً.
وتناول عدد من الأكاديميين والباحثين المشاركين الأبعاد التاريخية، المعمارية، الأنثروبولوجية، العلاجية، والإعلامية للجبال الأردنية، مؤكدين أهمية جبل الرقيم ودوره الديني والتاريخي والاقتصادي، وضرورة إشراك طلبة الجامعات في إعداد سرديته التاريخية وتطويره.
وفي ختام الفعالية، شاركت الوفود في جولة ميدانية على جبل الرقيم، حيث أوصى المشاركون بضرورة إقامة الاحتفال سنوياً، وحماية مكونات الجبل الطبيعية، وتكثيف الدراسات والأبحاث، وترويجه سياحياً بما يحقق فائدة مباشرة للمجتمع المحلي.
كما قامت الوفود بزيارة إلى متحف الذاكرة على طريق المطار الدولي، حيث قدم مدير المتحف سمير أبو دهيس شرحاً حول دور المتحف في تعزيز الوعي الثقافي بالتراث الأردني والهوية الوطنية، ضمن جهود أمانة عمّان الكبرى بالتعاون مع مديرية المعلومات الجغرافية وبرنامج هوية عمّان.
