تدين الجبهة العربية الفلسطينية بأشد العبارات جريمة الاعتداء الوحشي التي نفذتها عصابات المستوطنين من مستوطنة “سوسيا” على منزل المواطن محمود الدغامين في منطقة واد اجحيش قرب بلدة السموع جنوب الخليل، في جريمة جديدة تضاف إلى السجل الأسود لإرهاب المستوطنين المنظم، والذي يجري برعاية مباشرة من دولة الاحتلال وأجهزتها العسكرية والأمنية.
إن اقتحام المنزل بعد منتصف الليل، والاعتداء بالضرب على أفراد العائلة، وإصابة ثلاثة مواطنين بينهم أطفال، وتحطيم الممتلكات، وتكسير المركبة، والاعتداء بالسكاكين على المواشي حتى نفوق بعضها، ليس حادثاً عابراً ولا فعلاً فردياً، بل هو سياسة تطهير عرقي ممنهجة تهدف إلى كسر صمود المواطنين الفلسطينيين ودفعهم قسراً إلى الرحيل عن أرضهم، في إطار مشروع استيطاني إحلالي متكامل.
وتؤكد الجبهة أن تكرار الاعتداءات على عائلة الدغامين يكشف بوضوح طبيعة المرحلة الراهنة في الضفة الغربية، حيث تحولت ميليشيات المستوطنين إلى أداة تنفيذ ميدانية لسياسات الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً وفاشية، في ظل صمت دولي مخزٍ، وتواطؤ فعلي مع جرائم حرب موصوفة.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نؤكد أن حماية المستوطنين وتشجيعهم على الاعتداء تعني أن حكومة الاحتلال هي الفاعل الحقيقي، وأن المستوطنين ليسوا سوى ذراع إجرامية لها. كما ندعو المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، إلى الخروج من دائرة البيانات الشكلية، والانتقال إلى محاسبة فعلية لقادة الاحتلال على جرائمهم بحق شعبنا.
نحيّي صمود أهلنا في السموع ومسافر يطا، ونؤكد أن هذه الجرائم لن تكسر إرادة البقاء، وأن الأرض التي تروى بالدم والوجع ستبقى فلسطينية، مهما تصاعد إرهاب المستوطنين وفاشية حكومتهم، ومهما طال زمن الإفلات من العقاب.
