عروبة الإخباري –
ليست كل الحلقات تُشاهَد… بعض الحلقات تُدوَّن، وليست كل الإطلالات تمرّ… بعضها يُحدث رجّة.
في “تحت الضوّ”، كانت ماري العلم حبشي في أعلى درجات التألّق: حضور قيادي، نَفَس طويل، وأسئلة تُصيب الهدف من أوّل طلقة. إعلامية لا تُجارِي الحدث بل تسبقه، ولا تلاحق الضيف بل تُمسك بزمام الحوار وتفرض إيقاعها بثقة الكبار وهيبة الشاشة.
وحضور، طوني بولس كصحافي من طراز نادر… عقل سياسي مشحون بالمعلومات، لسان حاد بلا تجريح، وجرأة لا تعرف المنطقة الرمادية. قال ما لا يُقال، وفتح ملفات يُفضّل كثيرون إبقاءها في الظل، فكشف، وسمّى، وواجه، بلا خوف ولا مساومة.
هنا لم يكن الحوار استعراضًا، بل مواجهة فكرية عالية السقف.
لم يكن الكلام رأيًا، بل معطيات من قلب المطبخ السياسي.
حلقة زلزال إعلامي بكل معنى الكلمة، لأنّها جمعت إعلامية استثنائية تعرف كيف تُخرج الحقيقة، وصحافيًا شرسًا يعرف كيف يقولها.
في حلقة لافتة من برنامج “تحت الضوّ”، قدّمت الإعلامية المتألّقة ماري العلم حبشي حوارًا غنيًا بالمواقف والمعلومات، استضافت فيه الصحافي والمحلّل السياسي طوني بولس، عبر أثير صوت كل لبنان، وموقعي أخبار البلد و VTV، في حلقة وُصفت بأنّها من الأكثر جرأة ووضوحًا في مقاربة الملفات الإقليمية الحسّاسة.
منذ الدقائق الأولى، نجحت ماري العلم حبشي في إدارة النقاش باحتراف وهدوء، فارضة إيقاعًا ذكيًا سمح لضيفها بكشف معطيات سياسية واقتصادية دقيقة، بعيدًا عن الشعارات، وقريبًا من الوقائع.
منطقة ترامب الاقتصادية… ما خلف الكواليس؟
طوني بولس كشف خلال الحلقة ما سمّاه “سرّ منطقة ترامب الاقتصادية”، معتبرًا أنّها ليست مجرّد مشروع استثماري أو طرح نظري، بل جزء من رؤية جيوسياسية أوسع، تحمل انعكاسات مباشرة على جنوب لبنان، سواء من حيث التوازنات الاقتصادية أو إعادة رسم خرائط النفوذ في المنطقة.
وأشار إلى أنّ أي مقاربة لهذا المشروع من دون قراءة إقليمية شاملة ستكون قراءة ناقصة، محذّرًا من الاستهانة بتداعياته المستقبلية.
جنوب لبنان بين الاقتصاد والسياسة
وتوقّف بولس عند التأثيرات المحتملة لهذه المنطقة الاقتصادية على الجنوب اللبناني، لافتًا إلى أنّ الجنوب سيكون في قلب أي تحوّل اقتصادي أو أمني ناتج عن هذه المشاريع، ما يستدعي نقاشًا وطنيًا جديًا بعيدًا عن الاصطفافات الضيّقة.
فؤاد مخزومي ورئاسة الحكومة
وفي الشأن الداخلي، تطرّق الحوار إلى اسم النائب فؤاد مخزومي كمرشّح محتمل لرئاسة الحكومة المقبلة، حيث طُرح السؤال:
ما هو القانون الأوّل الذي سيعمل عليه في حال نجاحه في الانتخابات النيابية؟
نقاش فتح الباب أمام مقاربة إصلاحية، وربط بين العمل التشريعي والإنقاذ الاقتصادي، في ظل الانهيار الذي يعيشه لبنان.
مواقف صريحة بلا مواربة
ومن أكثر العبارات التي أثارت التفاعل، قول طوني بولس: “أحترم الشيخ نعيم أكثر من الرماديين والانتهازيين”، في موقف عكس وضوحًا سياسيًا وانتقادًا مباشرًا لثقافة المواقف الملتبسة، معتبرًا أنّ الصراحة – حتى في الاختلاف – تبقى أكثر احترامًا من الرمادية السياسية.
حلقة من العيار الثقيل
حلقة “تحت الضوّ” هذه أكّدت مجددًا حضور ماري العلم حبشي كإعلامية تعرف كيف تُدير الحوار وتستخرج العناوين، وحضور طوني بولس كصحافي لا يتردّد في الذهاب إلى عمق الملفات الشائكة.
حلقة “فخمة وقوية” بكل المقاييس، فتحت نقاشًا واسعًا حول الاقتصاد والسياسة والمرحلة المقبلة في لبنان والمنطقة.
