عروبة الإخباري –
في لحظةٍ يقرّر فيها البعض الانتظار، اختار شربل أن يبدأ، لم يكن الطريق واضحًا، ولا المعايير منصفة، لكن ما كان ثابتًا هو الإيمان بفكرة رفضت أن تبقى حبيسة الخيال، من ذهن شاب لا يعترف بالقوالب الجاهزة، وُلدت رؤية أرادت للجمال أن يكون موقفًا، لا مظهرًا، وصوتًا، لا مجرّد صدى.
لم تكن Charbel Raai Beauty محاولة لإضافة اسم جديد إلى السوق، بل إعلان تمرّد على التشابه. علامة تشكّلت من إحساس، وصُنعت بجرأة، وتحمل في تفاصيلها روحًا لا تساوم: أن يكون الجمال تعبيرًا حرًّا، لا تعريفًا مفروضًا. كل لون، كل ملمس، وكل انعكاس ضوء، خُلق ليُشعِر، لا ليُقلَّد.
أن تطلق علامة في سنٍّ صغيرة يعني أن تُحاكَم قبل أن تُفهم، وأن تُختبر قبل أن تُمنَح الفرصة. ومع ذلك، اختار شربل أن يجعل العمل لغته، والنتائج توقيعه. فبنى هوية تتقدّم بثقة، وتكبر دون أن تفقد روحها الأولى: الصدق، الجرأة، والجودة.
هذه ليست قصة نجاح تقليدية، بل حكاية شاب قرر أن يكون نموذجًا لا نسخة، وأن يثبت أن الطموح حين يُؤمَن به يتحوّل إلى حضور، وإلى أثر لا يمكن تجاهله. هنا، لا يُقاس الجمال بالعمر، ولا تُحدَّد القيمة بالتوقعات، بل تُصنع الأسطورة خطوة بعد خطوة.

لم تعد فكرة إطلاق علامة التجميل Charbel Raai Beauty مجرد حلم أو هواية عابرة بالنسبة لشربل؛ بل تحولت إلى شغف يومي، إلى دفتر أفكار مليء بالتصاميم، وإلى رؤية واضحة لمنتجات يمكن لمسها واستخدامها على أرض الواقع. أدرك حينها أنه لم يعد قادرًا على تجاهل الفكرة، فكانت البداية الأولى لرحلة ستصنع الأسطورة.
جاءت الفكرة من إحساس بسيط: أن كثيرًا من علامات التجميل متشابهة، وأن السوق يفتقر إلى شخصية قوية وحضور لا يُنسى. كان الهدف أكثر من مجرد منتجات جميلة شكليًا؛ أراد أن يكون الجمال تعبيرًا حقيقيًا عن الشخصية، وأن يشعر كل شخص بأن المنتج يعكس هويته، لا يفرض عليه شكلًا معيّنًا.
لكن إطلاق علامة تجميل في سن صغيرة لم يكن سهلاً. صادف شربل تحدي الحكم عليه من عمره قبل النظر إلى جودة عمله، وشعر أحيانًا أن البعض لا يأخذه بجدية. ومع ذلك، اختار أن يترك المنتجات والهوية والنتائج تتحدث عنه، معتقدًا أن النجاح هو الرد الأفضل، وأن الثقة بالنفس تُبنى بالعمل لا بالانتظار.
أفكار الألوان والمنتجات تأتيه من الإحساس نفسه، أحيانًا من الضوء، وأحيانًا من مزاج معيّن، وأحيانًا من فكرة يريد أن يراها تتحقق على الوجه. ويميز منتجاته دائمًا معيارًا واحدًا: هل يعطي المنتج شعورًا؟ إذا لم يكن كذلك، فلا مكان له ضمن المجموعة. والمنتج الأقرب إليه شخصيًا هو الهايلايتر، لأنه يلفت النظر فورًا ويمنح ثقة لا تُقاوم.
شربل يوجه رسالة لكل شاب صغير يحمل حلمًا كبيرًا: لا تنتظر أن تكون “جاهزًا”؛ لو انتظرت، قد لا تبدأ أبدًا. ورؤيته لعلامته واضحة: أن تُرى كعلامة تقول للناس كن نفسك، واظهر كما أنت، مع الحفاظ على القيم التي لا تتغير مهما كبرت العلامة: الصدق، الجرأة، والجودة.
وفي المستقبل، يرى شربل Charbel Raai Beauty أكبر وأكثر شهرة، لكن بنفس الروح التي بدأت بها. وكل تعاون يحلم به يجب أن يكون حقيقيًا، لا مجرد اسم كبير. ومن أكثر الدروس التي تمنّى لو عرفها قبل البداية: أن القلق طبيعي، وليس علامة فشل.
ختامًا، يختصر شربل رحلته في جملة واحدة: “بدأت بفكرة صغيرة، وآمنت بها، وما زلت أعمل عليها كل يوم.”
هذه ليست مجرد قصة نجاح، بل أسطورة تُبنى بخطوات ثابتة، وطموح يُترجم إلى هوية، ورؤية لا تعرف الانتظار.
