عروبة الإخباري –
في بلادٍ اعتادت أن تكتب مجدها على وجوه نسائها، خرجت أمال فقيه من بين ضوءٍ وظلّ، كأنها بطلة أسطورية نهضت من قلب الحكاية، لا تمشي… بل تتقدّم. لم تأتِ بحثًا عن تاج، ولم تنتظر أن يُفتح لها الطريق؛ فهي الطريق، وهي الوهج الذي تعلّم المسرح كيف يلتفت إليه حين يمرّ.
جاءت يومها لتقدّم الحفل، فإذا بالحفل يقدّمها إلى نفسها؛ إلى تلك الملكة المستترة في أعماقها. كانت تقف خلف الكواليس بدور المقدّمة، فإذا بالقدر يغيّر ملامح الليلة ويقلب موازينها. لم تكن مشتركة، لكن حضورها كان أقوى من الشروط، وأجمل من التوقعات، حتى بدا وكأن التاج نفسه يبحث عمّن يعلن ولادته عليه. وحين نادى الجمهور باسمها، ارتفع الصوت كأنه جوقة من الأساطير تستدعي ملكتها من بين الصفوف.
منذ تلك اللحظة، لم تعد أمال مجرد اسمٍ يعبر الذاكرة، بل وميض قدرٍ اهتزّ له الضوء قبل التصفيق. حضورها صار أشبه بنسمةٍ تتوشّح الهيبة، وصوتٍ يمرّ على الأرواح كما تمرّ الأغنية الأولى على القلب. امرأة تصنع حضورها كما تُصنع الأساطير: لا بعاصفة من الجلبة، بل بخطوات ثابتة، وشغف يتّقد من الداخل، وثقة تكتب اسمها على الزمن بالذهب لا بالحبر.
كبرت أحلامها معها، فصارت كل إطلالة لها وعدًا بالجمال، وكل كلمة امتدادًا لروحٍ تعرف كيف تجمع الرصانة بالعذوبة، والقوة بالنعومة. لم يكن التتويج تتويجًا لجمال وجه، بل اعترافًا بجمال روح… بامرأة اختارت أن تمشي نحو حلمها مهما التوت الطرق أمامها.
هذه ليست قصة نجاح…
هذه ملحمة أمال فقيه — امرأةٌ إذا تقدّمت، تقدّم معها الضوء.
تاليا نص المقابلة كاملة
كيف تصفين مشاعركِ في اللحظة التي تُوّجتِ فيها ملكة جمال الجنوب؟
كانت مشاعري في ذلك اليوم مختلطة للغاية بين الفرح والحزن. فأنا لم أكن من المشتركات أساسًا، بل كانت مهمتي تقديم الحفل. إلا أن أعضاء لجنة التحكيم ورئيس المهرجان، الأستاذ جان شاهين، أصرّوا على مشاركتي مؤكدين أنني أمتلك المواصفات اللازمة وأنني سأكون على الأقل الوصيفة الأولى أو الثانية.
وعندما أُعلن عن الوصيفتين شعرتُ بالأسف وقلت في نفسي: ليتني بقيت في دوري كمقدمة للحفل. لكن المفاجأة جاءت حين اختارني الحضور ولجنة التحكيم معًا للفوز باللقب، فكانت لحظة فرح كبيرة لا تُنسى.
ما هي اللحظة الأكثر رسوخًا في ذاكرتك من أيام المسابقات؟
من أجمل اللحظات تلك التي جاء فيها الجمهور للتعرّف عليّ شخصيًا. فقد تفاجأ الكثيرون عندما اكتشفوا أنني أنا الملكة، وكانت ردود أفعالهم مليئة بالدعم والمحبّة.

ما الذي أشعل شرارة دخولك عالم الإعلام؟
الدافع الأساسي كان الشغف. أحببت هذه المهنة منذ طفولتي، ولا أزال حتى اليوم أعمل فيها بكل حماس وإخلاص ومن دون أي شعور بالملل.
من هم الأشخاص الذين قدّموا لكِ الدعم الأكبر في مسيرتك؟
أعتبر أن لعمي وصديقي العزيز، عميد الإعلاميين فاروق درزي، فضلًا كبيرًا في مسيرتي، فهو دائمًا داعم ومساند لي. كذلك أقدّر كثيرًا دعم الصحافي والكاتب فؤاد كيالي، فقد عشنا معًا أجمل اللحظات خلال فترة عملي في “راديو ميوزيك باور”. ولا يمكنني أن أنسى دعم الإعلامية نضال الأحمدية التي كان لها دور مهم في مسيرتي الإعلامية.
هل ترك لقب ملكة جمال الجنوب أثرًا على حياتك؟
بالتأكيد، فقد كان للقب أثر جميل وكبير. رغم أن تلك الفترة لم تشهد وجود وسائل التواصل الاجتماعي ولا المحطات التلفزيونية الكثيرة كما الآن، إلا أنّ الضجة الإعلامية التي رافقت فوزي كانت لافتة. وما زال اللقب يرافقني أينما ذهبت، وهذا أمر أعتز به كثيرًا.

