عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
لا بد من تنشيط السياحة العلاجة بشكل أفضل، وعلى الذين يتصدون لذلك أن ينشطوا أو يفسحوا المجال لغيرهم لوضع خطط أفضل والقدرة على تنفيذها.
كنت في مطار عمان في طريقي الى فينا، أجلس لأخذ فنجان قهوة في المطار، كانت الى جانب طاولتي عائلة يمنية رجل وامرأة ومعه طفلان.
كانت السيدة تعاني من شرب قهوتها وهي تحاول ان تدخل الفنجان من تحت النقاب، فقد كانت يدها تتعثر لدرجة اندلاق القهوة على ملابسها وقد استدارت لتلوم زوجها الذي بدأ وكأنه أمرها أن تحذر كشف شيء من وجهها ولا حتى فمها.
لاحظت ذلك بالصدفة حين ارتفعت اصواتهما، وقد لاحظ الرجل أني رأيت شيئاً من ذلك، فتوجه الي يسأل أين أجد هذا المستشفى، ومد أليّ ورقة مطوية صغيرة، ففتحتها، وقرأت مستشفى عبد الهادي، وقال هل تعرف هذا، قلت نعم، قال لكنه جديد، قلت نعم أصبح جديدا، قال أخذت الأسم من جار لي في اليمن كان جاء وقد ذكر لي أن المستشفى قد أعيد من جديد باضافات، وفيه أقسام جديدة عديدة وأنا أريد المراجعة والعلاج لي ولزوجتي.
قلت تستطيع فالأمر سهل، هل لديك حجز أو مكان تذهب اليه، فقال لا، لكني سأذهب الى فندق قريب حتى استأجر بعد ذلك شقة، قلت كيف كانت رحلتك الى هنا، قال جئت من عدن عن طريق الكويت وهي رحلة شاقة وقد لفظها باليمنية.
شعرت أن الرجل الذي يأتي الى عمان لأول مرة وبحاجة الى المساعدة، فاعطيته تلفون الزميل حمادة فراعنة، الذي كنت اكلمه قبل أن اتحدث مع الرجل وقلت هذا صديق يستطيع مساعدتك إن اردت وحين تصل المستشفى اتصل وستجد أن أمورك ميسرة فلا تقلق.
قال كم تكلفني أجرة التاكسي للوصول الى المستشفى، قلت حوالي عشرين دينار وربما اكثر من ذلك بقليل إن كان لديك امتعة.
قال هل هناك مستشفيات أخرى تنصح بها، قلت هذا المستشفى جديد ومن افضل المستشفيات وفيه كافة التخصصات والوصول اليه سهل حين تعطي العنوان للتاكسي الذي بالتأكيد يعرف، وجدته مستعجلا لم يكمل شرب قهوته، وقد دعى زوجته للمغادرة، قلت لا تستعجل المسافة لا تزيد من هذا المطار الى هناك نصف ساعة الى أربعين دقيقة وما زال الوقت مبكراً، فجلس قليلاً ثم ودعني ومشى وقد شعر بارتياح المعرفة.
ما أردت قوله بعد هذه التجربة البسيطة أن السياحة العالجية بحاجة الى خدمات افضل في المطاروأنه لا بد أن يكون هنا لومكتب استقبال للاستفسار على الاسئلة وان يكون مزود باسماء بالمستشفيات وأماكنها وعناوينها وحتى ارقام الهواتف والادارات ومعلومات تتعلق بموقع المستشفى وبعده عن الأماكم التي يقصدها زواره حين يصلون وحتى عن أجور المواصلات وامكانية توفر شقق سكينة ونبذة معقولة عن الأسعارالأولية وعن مراحل حصول المريض على الأوراق المطلوبة من تأشيرة دخول ومن تسجيل في الشرطة واقامة وامكانية أن تقوم جهات من جانب المستشفى بذلك على أن يحتسب ذلك على المريض وبأسعار معقولة، حتى لا تتكرر اخطاء ديون المستشفيات العالية التي كانت تتراكم قبل سنوات على المرضى الليبين واليمنيين والعرب الآخرين وكانت الأسعار تضاعف ولم تفلح المستشفيات حين كانت تراجع قوائمها بعد امتناع الجهات المستفيدة من الدفع التلقائي من الحصول على ما تريد، وهناك أمثلة على مستشفيات كادت أن تفلس لانها فعلت ذلك ومنها مستشفى الاستقلال ومستشفى الاسراء وغيرها،
وهناك قصص يمكن أن تنشر إذا لزم الأمر في الطريقة التي كانت تستعمل أمام سكوت جمعية السياحة العلاجية التي لا يجوز أن تكون مستفيداً مباشراً يقبل الخطأ أو يسكت عنه، فلو كانت الأمور تصلح أو تستدرك لما وصلنا اليه ولما تعطلت تدفقات علاجية سياحية هامة خاصة من مصادر أجنبية حين رغبت بعض الجهات الأجنبية أن ترسل مرضاها عن طريق صناديق ضمانها الاجتماعي وخاصة من المتقاعدين للعلاج في الأردن، ولكن تضارب التعرفة واضطراب السوق وتعكيره والصيد فيه من جهات غيرمسؤولة ابتدأ من التاكسي ومروراً بالشقق المفروشة وغيرها وصولاً الى الأطباء شوه الصورة، واضاع فرصاً عديدة، نأمل أن تعود وأن تجري رقابة منظمة تمنع العبث في هذا السوق والاساءة اليه.
أضع هذه الشكاوي وغيرها كثير بين يدي المعنين واعتقد أن وزير الصحة سيكون معنياً وكذلك جهات رقابية اخرى لا بد من تفعيلها، وتبقى جميعة السياجة العلاجية هي المعنية حيث لابد ان تفصل ما بين مصالح بعض اعضائها وبين شفافية التعامل وعروض السوق وطلباته
حتى لا يظل المريض الوافد حائراً
12
