عروبة الإخباري –
لقد أصبحت سُبُل الحل بين لبنان وإسرائيل مسدودة، فلا حزب الله يوافق على تسليم السلاح في شمال الليطاني قبل انسحاب إسرائيل، ولا إسرائيل تقبل بوقف قصفها للبنان، والانسحاب من الأراضي المحتلة، قبل استكمال الجيش نزع سلاح الحزب.
هذه الوضعية المعقدة، بات من الصعب حلها، دون جولة تصعيد جديدة، تهدد بها إسرائيل، وتبدو حتمية وفق ما نقله عدد من المبعوثين الذين زاروا لبنان والمنطقة مؤخراً، خاصة الأمريكيين.
البعض ينصح الدولة اللبنانية بالاستجابة إلى المطالب الاسرائيلية، لان إسرائيل تحظى بغطاء أمريكي كامل، ويقول هؤلاء أن هذا هو أفضل الخيارات المتاحة أمام لبنان، لأن الخيارات الأخرى ستعرّض البلد لمزيد من الدمار والخراب والقتل والتهجير، وفي نهاية المطاف سيتم فرض اتفاق جديد على لبنان، سيكون أسوأ من الاتفاق الحالي بالنسبة للبنان، وسيتم نزع سلاح حزب الله بالقوة.
لا مؤشرات حتى الآن على أن حزب الله سيوافق على نزع سلاحه، لأن المسألة بالنسبة له مسألة وجودية، وهو يعلم أن هدف إسرائيل وامريكا هو القضاء على المقاومة بكافة أشكالها، ويعتقد نتنياهو أن الفرصة سانحة الآن لاستخدام القوة المفرطة ضد الحزب، خاصة بعد قطع طرق الإمداد من سوريا وايران، والانقسام الحاصل في الداخل اللبناني.
وفقاً لتقديرات المخابرات الاسرائيلية لا يوجود أي مؤشرات على أن ايران ستدخل الحرب للدفاع عن حزب الله، فبعد الضربة الأخيرة التي تلقتها ايران، ما زالت تلملم الجراح، وتستعد للدفاع عن نفسها، وهي لم تستكمل إجراءاتها بعد.
فلا الطائرات الحديثة مثل SU-35 الروسية وصلت، ولا صفقة طائرات J-10 الصينية استُكملت، ولا الدفاعات الجوية باتت جاهزة لتواجه الطائرات الاسرائيلية والامريكية، التي استباحت أجواء طهران طيلة حرب الإثني عشر يوماً، فمسألة شراء منظومات S-400 تحتاج الى وقت ولم يتم تأكيدها بعد، وكذلك منظومات الدفاع الجوي الصينية HQ-9 لم يتم تأكيد تسليمها لإيران بعد.
وضع الجيش الاسرائيلي ثلاثة سيناريوهات للحرب المقبلة على لبنان، ستختار حكومة نتنياهو واحداً منها، بعد زيارة رئيس اركان الجيش الاسرائيلي أيال زامير إلى الولايات المتحدة الأمريكية الأسبوع المقبل، ولقائه مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال دان كين، وكبار ضباط البنتاغون.
لكن هذا السيناريو سيستدعي طبعاً رداً من حزب الله، وكما قال الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب سيخوض معركة كربلائية لمواجهة أي عدوان أو قرار بنزع سلاحه بالقوة.
وبالرغم من إعادة تنظيم إسرائيل لدفاعاتها الجوية، لكن ما زال الحزب قادراً على إيصال مسيرات وصواريخ إلى قلب إسرائيل، وفي حال قرر استهداف المدن والمستوطنات الإسرائيلية، فهذا يعني موجة نزوح جديدة في إسرائيل، وإرباكاً للجبهة الداخلية، خاصة في حال تلقّى الحزب دعماً من اليمن ودول أُخرى.
وبالرغم من كل شيء وخلافاً لكل التقديرات، قد لا تبقى إيران بعيدة عن تلك الحرب، وهذا سيعقّد الأمور كثيراً، ففي حال تدخلت إيران، قد تنجر الولايات المتحدة الأمريكية مجدداً إلى الحرب للدفاع عن إسرائيل، وإذا كان هذا يخدم طموحات نتنياهو بإشعال المواجهة وتوجيه ضربة جديدة لإيران، لكنه يتعارض مع رغبة ترامب بالاتفاق مع إيران، وجهود المملكة العربية السعودية للتهدئة في المنطقة.
وفق هذه الوضعية قد تتحول الحرب إلى مسألة استنزاف وعض أصابع، وقد لا ينجح الإسرائيلي بتحقيق أهدافه، ولذلك فإن هذا السيناريو يُنظر إليه كخيار ثانوي، ولا يأتي في المرتبة الأولى لدى الأمريكيين والإسرائيليين.
أمّا السيناريو الثاني، فهو أن تقوم إسرائيل بشن عملية برية، تصل من خلالها إلى مجرى نهر الليطاني، أو ربما إلى نهر الأولي، إضافة إلى التفاف من جهة الشرق، من داخل الأراضي السورية، خاصة بعد أن وصلت القوات الإسرائيلية إلى مشارف رخلة وبيت جن، وسيكون من السهل عليها الالتفاف على المقاومة، وقطع الطريق بين البقاع والجنوب.
هذا الخيار يخدم مشروع نتنياهو التوسعي، فهو لم يكن يوافق على الإطلاق، على سحب الجيش الإسرائيلي من لبنان عام
2000، ويرى أن السيطرة على الجنوب السوري وجنوب لبنان وتهجير السكان، ضرورة عسكرية واستراتيجية، لمشروع إسرائيل الكبرى.
لكن هذا الخيار سيكون مكلفاً لإسرائيل، وسيعيد إلى الأذهان تجربة اجتياح
1982 وفشل شارون في تحقيق أهداف الحرب، والتسبب بخلق مقاومة شرسة في لبنان، تعاظمت قدرتها شيئاً فشيئاً حتى نجحت في طرد الاحتلال من لبنان، وفرض معادلة ردع جديدة على إسرائيل.
ويُشاع أن هذا الخيار لا يلقى موافقة من قبل عدد كبير من ضباط الجيش الإسرائيلي، خاصة رئيس الأركان، الذي يفضل استخدام القوة الجوية، ويعارض الدخول البري وزج الجيش في عمليات قتال، سوف تكبده خسائر مادية، ومقتل وجرح العديد من جنوده.
الخيار الثالث: الذي وضعته إسرائيل، هو يأتي بين الخيارين الأولين، وهو يقضي بأن يقوم الجيش الاسرائيلي بتكثيف غاراته وضرباته لحزب الله، على أن تبقى ضمن سقف محدد، لا يستدعي رداً كبيراً من الحزب، ولا العودة إلى الحرب المفتوحة، ولكن سيتم توجيه انذارات للسكان باخلاء المنازل والقرى، مما سيتسبب بموجة تهجير جديدة للشيعة في لبنان، في ظروف شتوية صعبة، وعجز الدولة اللبنانية عن تحمل الاعباء.
سيترافق الضغط الميداني الاسرائيلي، بتهديدات بتوسيع رقعة العمليات، وحركة نشطة لموفدين دوليين، وضغط أمريكي ودولي كبير على الحكومة اللبنانية وحزب الله لتسليم السلاح.
أن هذا الخيار وفق بعض التسريبات، يأتي بالمرتبة الاولى لدى الحكومة الاسرائيلية، لأنها ستفرض ما تريد دون التعرض لأي خسائر، ودون الدخول في مواجهة مع ادارة الرئيس ترامب، الذي يعمل على مشروع تهدئة في المنطقة، يسمح بانجاز الخطط الأمريكية المستقبلية، التي تراعي مصالح كل من السعودية وتركيا وإيران.
✍️يرى البعض أن الخيار الوحيد المتاح أمام لبنان، هو الخضوع للشروط الإسرائيلية، ونزع سلاح حزب الله في المهلة المحددة، أو مواجهة العواقب.
🛑وأمام هذا الواقع الصعب، تقف الحكومة اللبنانية عاجزة، وتنتظر الوساطات الخارجية، لعلها تُفلح في اقناع الامريكيين بتمديد مهلة نزع السلاح، واجبار إسرائيل على تقديم بعض التنازلات.
⏳وفي الانتظار، يبقى مصير لبنان وشعبه، معلقاً على كلمة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قرر أن يفعل كل شيء بالقوة، ويستخدم العصا الاسرائيلية والإرهاب لترهيب دول الشرق الأوسط.
🌏فبعد قصفه لإيران، ها هو يُغلق أجواء فنزويلا، ويُنذر مادورو بالرحيل أو الموت، وبات على شعوب دول عديدة في العالم أن تختار بين المنية أو الدّنيّة، وخاصة شعوب منطقة الشرق الأوسط، التي باتت تعيش في فوضى، ودولها مفككة وتنهار واحدة تلو الأخرى.
🔹 أبرز النقاط:✍️حزب الله لن يسلم سلاحه قبل انسحاب إسرائيل.
✍️إسرائيل لا تقبل بوقف قصف لبنان إلا بعد نزع سلاح الحزب.
✍️السيناريو الأول: قصف جوي واسع النطاق على أهداف لبنانية، مع تهجير السكان.
✍️السيناريو الثاني: عملية برية إسرائيلية نحو نهر الليطاني وربما نهر الأولي.
✍️السيناريو الثالث: تكثيف الضربات ضمن سقف محدد وتهجير السكان دون مواجهة كاملة.
✍️الخيار الإسرائيلي الأول يحظى بأولوية لدى الحكومة الإسرائيلية لتفادي الخسائر المباشرة.
✍️إيران غير مستعدة للتدخل المباشر في لبنان حالياً.
✍️الوضع اللبناني الداخلي معقد، والحكومة عاجزة عن اتخاذ قرارات فعالة دون ضغوط خارجية.
✍️الخيار الوحيد المتاح أمام لبنان قد يكون الخضوع للشروط الإسرائيلية أو مواجهة العواقب.
