عروبة الإخباري – كتب : اشرف محمد حسن
عقب القضاء على الدولة العباسية وافنائها على يد المغول وما تبعها من عمليات قتل جماعية في ذلك الزمان وصلت الى اذلال للعرب سمعنا عنها احدى القصص والتي اعتقدت انه مبالغ فيه كثراً وعن احدى صور عمليات الاذلال والاستسلام وهي انه اذا ما حدث خصام آنذاك بين شخص من المغول او امرأة مغولية وعربي او حتى مجموعة من العرب آنذاك كان المغولي سواء كان رجل او امرأة يأمر العربي او مجموعة الرجال العرب الذين تخاصم او اختلف معهم بان يبقوا في اماكنهم لكي يقوم بالذهاب لاحضار سلاح ليقوم بقتلهم وهم يعرفون ذلك وبسبب حجم الرعب والمهانة والذل الذي كانوا فيه لم يكن يتجرأ احد منهم حتى على مغادرة مكانه بانتظار الموت او العفو من ذلك المغولي مستسلمين تماماً، سمعنا القصة من افواه بعض الرجال الاميين من اسلافنا وكنا نظن انها قصص مفبركة مليئة بالمبالغات من ناس بسيطة .
واليوم وبعد وجهت الولايات المتحدة الأميركية طلبا عاجلا إلى الحكومة اللبنانية لإعادة قنبلة “جي بي يو 39″، كانت قوات الاحتلال الصهيونية قد أطلقتها على بيروت ولكنها لم تنفجر، وفقا لوسائل إعلام عبرية حيث نشرت صحيفة جيروزالم بوست تقريرا ذكرت فيه أن القنبلة غير المنفجرة تم استخدامها قبل أيام من قبل الجيش الإسرائيلي في عملية اغتيال القائد العسكري هيثم علي الطبطبائي، ولكنها لم تنفجر ونقلت عن تقارير لبنانية أن المسؤولين الأميركيين يخشون من سقوط القنبلة في أيدي الروس أو الصينيين من جهتها، نقلت صحيفة معاريف العبرية، عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن الحديث يدور عن قنبلة انزلاقية ذكية من طراز “جي بي يو- 39 بي” تصنّعها شركة بوينغ الأميركية، استخدمها سلاح الجو الصهيوني بالغارة التي استهدفت هيثم علي طبطبائي شهر تشرين الثاني/نوفمبر/2025 م ، الذي عرف باعتباره رئيس أركان حزب الله، داخل معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت وأضافت الصحيفة نقلاً عن وكالة الأناضول أن القنبلة، وعلى الرغم من إطلاقها في إطار عملية الاغتيال، لم تنفجر لسبب لم يتضح بعد، وبقيت سليمة نسبيا في موقع الهجوم، مما أثار قلقا في واشنطن من أن تتمكن أطراف أخرى، وعلى رأسها “روسيا او الصين” حسب ما اشيع من الوصول إليها ودراسة تكنولوجيتها ، وأود التذكير هنا ببعض مجريات معركة طوفان الأقصى حيث كانت الكثير من الذخائر اللواتي لم تكن تنفجر يقومون مهندسي حماس بإعادة تصنيعها بطريقة الهندسة العكسية كما اسماها المحلل العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري أي استفلالها لتفجيرها بقوات الاحتلال الصهيونية كما حدث ولعدة مرات في قطاع غزة ولعل هذا ما تخشاه الولايات المتحدة الصهيونية .
ان عقلي البسيط لم يكن يتصور ان القصص التي ذكرناها في البداية قد تكون قد حدثت بالفعل كما سردوها لنا وانها مبالغ فيها الّا ان هذا الطلب العاجل الصهيوامريكي من قيادة بلد عربي هو استسخاف تام لكافة العرب فهو تماماً كطلب المغولي سابقاً من العربي بان ينتظر الموت منه بينما يحضر سلاحه ويهيئ نفسه ويستعد للقيام بإعادة الغارات مجددا لقتل المزيد من ابناء لبنان وحتى قياداته ويمنع على العربي أي كان دينه او جنسيته حتى الفرار ممن سيقوم بقتله فهل وصلنا الى هذا الحد من المذلة والهوان والاستسخاف بان يقدم الينا مثل هذا الطلب الذي يحمل الاستخفاف بنا واستسخاف بعقولنا.
استخفاف واستسخاف
19
المقالة السابقة
