في حفل تكريمه الطلبة الأردنيين الفائزين بـ«منحة السفير الصيني الدارسية» في عدد من الجامعات الأردنية، في دورة عام 2025، حثّ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الأردن (قوه وي)، الشباب الأردني على المثابرة ومتابعة الطموح، مؤكدًا أنّ المنحة تفتح للطلبة آفاقًا أكبر، وتعبّر عن العلاقات المتميزة بين الأردن والصين.
وقال في كلمة قرأها باللغة العربية، إنّ توسيعًا جرى على المنحة لهذا العام لتبلغ ثلاثين مقعدًا، كما أنّ الصين تعمل على تعزيز قدرتها على استقطاب الكفاءات العالمية وتطويرها.
وقال السفير قوه وي «منذ أن باشرت مهامي في الأردن الكريم، ووطئت أرضًا يختزن ترابها عبق التاريخ ووهج الحضارة، شعرتُ بسحر خاص لهذه البلاد العريقة، وها أنا اليوم بين نخبة من شبابها المتألقين؛ أرى في عيونكم نور الفتوة، وفي طموحاتكم إشراقة الغد، فأستعيد معكم روح الشباب، وأستشرف آفاقًا رحبة لبدايات جديدة، ومسارات واحدة».
وأضاف أنّ برنامج «منحة السفير الصيني الدراسية» نما خلال الأعوام الثلاثة الماضية من بذرة صغيرة إلى علامة بارزة في مسيرة التعاون التعليمي بين الصين والأردن، وقد توسّعت المنح هذا العام لتبلغ 30 مقعدًا، وهو ما يعكس تقدير الجانبين، وحرصهما المشترك على رعاية الشباب ودعمهم.
وأعرب (قوه وي) بعن شكره لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة التربية والتعليم، ومؤسسة ولي العهد، ولا سيما وزارة التعليم العالي، على دعمها المستمر، كما توجه بتحية تقدير لأولياء الأمور الكرام؛ الذين يشهد معهم لحظة يفخر بها أبناؤهم ويفخر بها الآباء.
وأكّد السفير الصيني أنّ التعليم هو الركن الراسخ لنهضة الأمم وتجدد الشعوب، مبيّنًا على المستوى الصيني أنّ الدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، أولت أهمية كبرى لمبدأ «التكامل بين التعليم والعلوم والتكنولوجيا وبناء الكفاءات»، وجعلته ركيزة أساسية في خطة الصين للسنوات الخمس المقبلة.
وقال إنّه في الوقت الذي تواصل فيه الصين تطوير منظومة تعليمها، فإنها تعمل أيضًا على تعزيز قدرتها على استقطاب الكفاءات العالمية وتطويرها، وتوسيع التعاون الأكاديمي، ودفع الشراكات البحثية، وبناء منصات دولية مثل المؤتمر العالمي للتعليم الرقمي ومؤتمر تطوير التعليم المهني.
ورأى السفير (قوه وي) أنّ الأردن ماضٍ بخطى ثابتة نحو تحديث التعليم وتمكين شبابه وبناء مستقبل يليق بطموحاتهم، وقال إنّ الرؤى المتناغمة والأهداف المتطابقة بين الصين والأردن، تجعلنا ننظر بتفاؤل بالغ إلى آفاق التعاون المقبل، لافتًا إلى انعقاد الاجتماع السنوي لآلية تبادل تحالف الجامعات الصينية- العربية ومؤتمر «الجامعة والذكاء الاصطناعي» في عمان هذا العام، وما شكّله كمحطة مميزة للتعاون بين الجامعات الصينية والعربية، ولا سيما الصينية- الأردنية، في ظلّ شراكة تعليمية ترتقي إلى مستويات جديدة، الشباب شهود عليها، وجزء منها.
وتمثّل السفير الصيني، في حديثه عن مواهب الطلبة الأردنيين المتقدة، وطموحاتهم العالية، بقول الشاعر المتنبي: «وما نيل المطالب بالتمني/ ولكن تؤخذ الدنيا غلابا»، مفسّرًا أنّ النجاح لا يتحقق بالأمنيات، وإنما بالاجتهاد والعزم والإقدام، كما قال شاعر الصين تانغ لي خه » إنّ فتى الشباب يجب أن يطاول حلمه عنان السماء»، وقال: »..أنتم في أجمل سنوات العمر وأقواها اندفاعًا، دعوا أحلامكم تحلّق بأجنحة الشجاعة واثبتوا على طريقها بعزم وإصرار، وأتمنى أن تحافظوا على الفضول وحب التعلّم، وأن تترسّخوا في ثقافتكم الأصيلة، وفي الوقت نفسه تتجرأوا على استكشاف العالم، ضعوا نصب أعينكم طموح التميز ولا تنسوا أن يكون التعاون والشراكة جزءًا من مسيرتكم».
وأكّد السفير (قوة وي) الدعم الصيني للشباب الأردني، بقوله «إنّ سفارة الصين ستظل صديقتكم وداعمتكم ورفيقة مسيرتكم، وسنحرص على إشراككم في الفعاليات الثقافية والتعليمية والشبابية المختلفة، لنوفر لكم مزيدًا من الفرص للتعرف على الصين عن قرب وفهم حضارتها والشعور بنبض نهضتها، كما أتطلع لرؤيتكم وأنتم تواصلون تعليمكم العالي في الصين، لتلمسوا بأنفسكم عمق حضارتها وعصرنة حاضرها. وفي الختام أتقدم بخالص التهنئة للطلبة الأردنيين الفائزين متمنيًا لكم مستقبلًا مشرقًا، وللصداقة الصينية الأردنية دوام الازدهار والبقاء».
