عروبة الإخباري – سكينة الفالحي –
فاش كتدخلي الثلاثين ومازال سيليباطير،
كتولي خبيرة فالعلاقات من كثرة اللي شفتي وسمعتي، ولكن فالأخير السؤال الوحيد اللي كيبقى كيتعاود هو: “نتي علاش مازال؟” وكأن الوعي ما كيجيش حتى تطيحي فالفخ بحالهم… لكن هيهات 😂. ومن وسط هاد المشهد، كتلقاي راسك حتى فالخدمة محاطة بمفارقات غريبة. معايا مثلاً واحد السيد، من نهار شفتو وأنا كنحس بالروح المرحة والبهجة، ومن نهار عرف واحد الخطأ اللي كنت درتو فحق نفسي وهو كيتنمر عليا بطريقتو، كيقولي: “المهم هو حلاوة الروح واللسان”. تحياتي للأخ بهاء، حيت حتى التنمّر إلا كان بخفّة دم كيبان الفرق.
وبمناسبة الخدمة والأطر اللي معاك، سبحان الله كل واحد ومعامن كيطيحو ربي: يا بيئة زوينة كتخليك تخدم طرونكيل، يا بيئة كتخرجك من الملة وكتخليك تعيد التفكير فكلشي، وكتعرف أن اليهود ماشي كاملين فإسرائيل. كتدخل للخدمة وكتلقى راسك وسط مفارقة عجيبة: ناس ما عندها لا كفاءة، لا تكوين، لا اجتهاد، ولكن عندها ثقة خارقة مبنية غير على الجبهة والهدرة. ما كيخدموش ولكن كيبغيو يتشافو، ما كيطوّروش راسهم ولكن كيحسو بالتهديد من أي واحد خدام فصمت. هنا كيبدا التشنّج، حيث الإنسان اللي ناقص فالمحتوى كيشوف أي واحد عامر من الداخل خطر شخصي. وزيدي عليهم بنات دارين استثمار كامل فالمقارنة عوض التطوير: كل نجاح عندك استفزاز، وكل احترام كتخديه ظلم، ما كيسولوْش “شنو خاصني نزيد؟” كيسولو غير “علاش هي؟”. منافسة ماشي مهنية، نفسية، لأن الاعتراف بالنقص أصعب بزاف من النميمة.
والمشكل ماشي فقلة القراية بوحدها، المشكل فقلة الوعي. كاين اللي ما قراش وكيخدم على راسو، وكاين اللي قرا وما دار والو، ولكن أخطرهم هو اللي لا قرا لا خدم وباغي يكون مرجع. هادو هما اللي كيشعلو جوّ الخدمة، ماشي بالعمل ولكن بالغيرة، بالمقارنة، وبمحاولات إسقاط أي واحد كيذكّرهم بلي المشكلة ماشي فالظروف… المشكلة فالكسل المغلّف بالغرور.
إلا البطلة طبعا وسط هاد السيرك كتكون ببساطة امرأة عاملة، واعية، عارفة قيمتها، وما محتاجة لا تبرّر راسها ولا تبرهن شي حاجة. وجودها كيحرج، حيث كيشوفو فيها سؤال صامت: “إلى هي قادرة تكون مرتاحة وناجحة بلا ضجيج، أنا علاش لا؟” وهاد السؤال كيتحوّل لعاصفة ديال الغيرة، المنافسة، والعداوة بلا سبب.
ومع هاد المفارقات العجيبة، وسط نفسنة البنات مع بعضياتهم، كتلقى حتى رجال طاغية عليهم طاقة الأنوثة، وفيهم سمّ العيالات: كيحسو بالتهديد من أي واحد واثق فالقدرات ديالو، كيغاروا من أي نجاح بلا ضجيج، وكيحاولو يقلّلو بلا ما يبان. الخدمة كتولي مسرح طاقات، كل واحد كيلعب دورو بين الغيرة، المقارنة، والنميمة، إلا البطلة… كتضحك، ساكتة، واعية، وهاد الهدوء بوحدو كيشعل العاصفة عند اللي ما عندهم لا كفاءة لا وعي، غير جبهة وسمّ العيالات.
وفالأخير، ما تعوّليش على اللسان اللي كيضحك، راه بزاف كيهضرو مزيان غير حيث ما كيعرفوش يكونو… وهنا كتسدّ الستارة وكتبان الحكاية الحقيقية.
وفي الحلقة الجاية، غادي نحيدو القناع على حلاوة اللسان عند الراجل: كيفاش الكلام الزوين كيغطّي الفراغ، وكيزيّن الخصاص، وكيحوّل النقص لجاذبية مؤقتة، وشنو كيوقع ملي المرأة كتصدّق الهدرة أكثر من السلوك. وغادي نرجعو نحقّقو المقولة اللي كتوجع فـالحلقة الاولى ل سيليباطير فوق الثلاثين:
“كم من جميلة أحبّت وحشاً… ماشي حيث كان زوين، ولكن حيث كان كيهدَر مزيان.
