الدكتورة الجامعية، علا قنطار، ليست مجرّد اسمٍ يمرّ في عناوين الصحف، بل لحنُ حضورٍ ينساب في ذاكرة الضوء.
حين تَدخلُ المكان، يصمتُ الضجيج احترامًا، كأنَّ في هدوئها حكمةَ جبلٍ، وفي ابتسامتها وعدَ فجرٍ جديد.
الدكتورة علا القنطار… امرأةٌ لا تمشي على الأرض، بل تُحلّق على جناح الفكر والجمال، تجمع في قلبها أنوثةَ الورد وصرامةَ الباحث، وتُعيدُ إلى الحرف بهاءَه حين تكتبه بحبرٍ من إيمانٍ وعزم.
هي ابنة المتين… تلك البلدة التي صاغت من هوائها نكهة الكبرياء، ومن ترابها نبتَ الحنين.
هناك تتفتّح روحها مثل ياسمينةٍ على شرفةِ الوطن، تغمر الناس بحبّها كما تغمر الشمسُ التلال دفئًا وحنانًا.
وحين حملت القلم، لم تكتفِ بالكلمات، بل حمَلت معها رسالةً، فكان كتابها “إرادة، إصرار وتغيير” مرآةً لامرأةٍ آمنت أن الإرادة ليست شعارًا بل قدرًا يُصنع بالوعي.
كان توقيعه مهرجانًا للفرح، حيث امتزجت الدموع بالتصفيق، فلم يكن الحضور جمهورًا… بل قلوبًا تمشي نحوها كما يُساق الضوء إلى الشمعة.
ثمّ أطلقت فيلمها “عودوا يا مغتربين”، فكانت الصورة قصيدة، والعدسة قلبًا ينبض شوقًا، تُنادي أبناء الوطن من أقصى المنافي، وتقول: “عودوا، فلبنان لا يزال ينتظركم عند أول غيمة حب.”
يا علا القنطار، ما أبهى أن تكوني امرأةً تصنع من التعليم رسالة، ومن الجمال موقفًا، ومن الحلم طريقًا.
تتحدّثين عن التحوّل الرقمي وكأنك تُنصتين للمستقبل في رحم الوقت، وتكتبين عن تمكين المرأة بلغةٍ تجمع بين الحرير والحديد، كمن يعرف أن القوة ليست في الصوت العالي، بل في الجوهر الذي لا يُهزم.
هي أنيقة الحضور كقصيدةٍ متأنّقةٍ على فم الغيم، صوتها ينساب كالموسيقى، وحروفها تشبه الضوء حين يمرّ على صفحة ماء.
فيها من الرقيّ ما يجعل العلم يبدو أكثر سحرًا، ومن الحنان ما يجعل القيادة فعلَ أمٍّ تحتضنُ الجيل القادم.
وفي المتين، حيث جذورها وعطرها، تُزهر باسمها الأحاديث، ويُروى عنها القول الجميل، فهي ابنة الأرض والمحبّة، تُعيد إلى المكان ملامحه النبيلة، وتزرع في كل زاوية أثرًا يشبه قلبها: نقيّ، رحيم، ومضيء.
سلامٌ على روحها حين تكتب، وسلامٌ على حضورها حين تبتسم، وسلامٌ على كل فكرةٍ تولد من فكرها، لتقول للعالم: إن في لبنان امرأةً تُعلّم الضوءَ كيف يكون إنسانًا.
