تحت شعار «أعطونا الطفولة»، ووسط حضورٍ مؤثر لأطفالٍ من غزة يتلقون العلاج في مركز الحسين للسرطان، أعلنت سمو الأميرة ريم علي انطلاق فعاليات مهرجان الطفل في الزرقاء بدورته الخامسة، من على المسرح الرئيسي في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي. المهرجان تنظمه جمعية نادي الطفل الثقافي بمشاركة ثماني دول عربية، ويتضمن عروضًا مسرحية وورش عمل ولجنة تحكيم متخصصة.
وجالت سموها في معرض للكتاب أقامته وزارة الثقافة، إلى جانب معرض للفن التشكيلي ضم أعمالًا فنية للأطفال المشاركين في الدورات التي تنظمها مديرية ثقافة الزرقاء، كما توقفت عند ورشة «مسرح الطفل» التي تقدمها مدارس أرض العز، وجناح جمعية قصر شبيب. واستمتعت الأميرة ريم بعزفٍ مميز على آلة الكمان للطالبة العراقية مريم أحمد إسماعيل، نال إعجابها وتقدير الحضور.
تضمن حفل الافتتاح، الذي شهد حضور سمو الشريفة بدور بنت عبدالإله آل ربيعان، والأمين العام لوزارة الثقافة نضال الأحمد العياصرة، ومحافظ الزرقاء الدكتور فراس أبو قاعود، ومدير ثقافة الزرقاء محمد الزعبي، عرض فيلم وثائقي تناول مسيرة سمو الأميرة ريم علي، وآخر استعرض فعاليات المهرجان والعروض المسرحية المشاركة من الأردن، العراق، فلسطين، سوريا، السعودية، عُمان، والجزائر، إلى جانب حضور ممثلين عن هيئة شباب كلنا الأردن، ونخبة من الفنانين والمثقفين وجمهور واسع من الأطفال وأسرهم.
وقد كرّمت سمو الأميرة ريم علي، سمو الشريفة بدور بنت عبدالإله آل ربيعان،والمخرج وصفي الطويل، والفنان صلاح الحوراني«لم يحضر» والوفود المشاركة وعددًا من الشخصيات الداعمة للمهرجان والمؤسسات الحكومية والخاصة، كما تم تكريم الفنانة عايدة الأمريكاني ضيف شرف الدورة الخامسة، والطفلة ميرا السعيد التي نالت بطولات في التايكواندو والشطرنج، وشهد الحفل تسليم درع المهرجان إلى سمو الأميرة تقديرًا لدعمها المتواصل لأنشطة الأطفال الثقافية والفنية.
في كلمتها خلال الافتتاح، أكدت رئيسة اللجنة العليا للمهرجان الفنانة قمر الصفدي أن المسرح، رغم هيمنة العالم الرقمي وتسارع الحياة العصرية، ما يزال فضاءً حيًا نابضًا بالروح الإنسانية، يفتح أمام الطفل نوافذ التعبير الحر، ويمنحه فرصة اللقاء مع الخيال والإبداع. وشددت على أن المهرجان يهدف إلى غرس القيم الجمالية والإنسانية في نفوس النشء، وترسيخ حب الوطن والانتماء لديهم من خلال الفنون والثقافة.
والقى أمين عام وزارة الثقافة نضال العياصرة كلمة اكد من خلالها، على أهمية المسرح في حياتنا، وقال» في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة، داخل عالم افتراضي، متزاحم بالصور، يبقى المسرح فضاء رحب للجمال، ومزج الخيال بالواقع، ولذلك نلتقي هذا اليوم في مهرجان يجدد رؤية عميقة لبناء جيل مسكون بالجمال والمعرفة، حيث يضم عروضا عربية محملة برؤى ورسائل فنية راقية، تغرس قيم المحبة والصدق،ويتعلم منها الطفل كيف يفكر ويبدع، ومن هنا حرصنا على ان يكون مسرح الطفل احد روافد المعرفة،التي تساهم في بناء شخصية واعية ومتماسكة.
من جانبه، رحب مدير المهرجان سامي المجالي براعية المهرجان وبالوفود المشاركة، مشيرًا إلى تنوع فعاليات الافتتاح بين عروضٍ مسرحية وغنائية راقصة ولوحاتٍ فنية جسدت أحلام الأطفال وآمالهم في مستقبل أكثر إشراقًا. وتخلل الحفل عروضٌ قصيرة جمعت بين التعليم والترفيه، وفقرات موسيقية تفاعلية أضفت على الأجواء روحًا من الفرح والبهجة، لتتحول قاعات المركز إلى لوحة نابضة بالحياة تعكس قوة الخيال الطفولي وعظمة الإبداع الإنساني، وشكر وزارة الثقافة وكل الجهات الداعمة للمهرجان، مؤكدا على ان هذه الدورة تحمل رسائل محبة وقيم جميلة، من خلال العروض المتنوعة،وماتطرحه من سواء على مستوى الشكل او المضمون، كما وجه التحية الى اطفال غزة الذين عانوا الكثير حت الاحتلال والحصار والقتل والتهديم.
وقد ألقى «ظاهر العمرو» كلمة باسم الداعمين»، أشار فيها الى وجود 10 أطفال من غزة بيننا، وهم من بين الأطفال الذين استضافهم الملك عبدالله الثاني للعلاج، وهم من الناجين من الاجرام الصهيوني، ونحن في الاردن فخورون بما قدمه الأردن من أجل الطفولة.
وقدمت مدارس فيلادلفيا الوطنية وصلة غنائية، من بينها ميدلي لاغاني اردنية «بالله تصبوا هالقهوه، ووين ع رام الله، ويازرف الطول، ووما احلى الدار والديرة»، وختمت بمقطع من «بكتب اسمك يابلادي، كما قدمت الفرقة الشيشانية لوحات فيها الرشاقة والجمال، ثم قدمت الفنانة عايدة الامريكاني وصلة غنائية، بداتها بواحدة من اغاني الاطفال «كان ياما كان» من كلمات الراحل محمد الظاهر، وألحان الياس حنضل، بمرافقة فيديو من رؤية المخرج محمد دراج.
ويشارك في المسابقة الرسمية عدد من العروض المسرحية، من بينها «وادي الزهور» للمخرج زيان بلال من الجزائر، و«كوميديا الأرنب والشتاء» للمخرجة مريم أحمد من العراق، و«عودة السلاحف» للمخرج أسعد العلائلي من السعودية، و«مملكة المهن العظيمة» للمخرج محمد بن حيدر من سلطنة عُمان، و«الساحر والفأرة» للمخرج خالد أبو علي من فلسطين، إلى جانب عرضين أردنيين هما «زهرة الأقحوان» للمخرج محمد سميرات و«أرض المحبة» للمخرج عمران العنوز.
وتتنافس العروض على جوائز تشمل أفضل إخراج، نص مسرحي، سينوغرافيا، ممثل وممثلة في الدورين الأول والثاني، أفضل طفلة ممثلة، وأفضل عمل متكامل. كما تُقام خلال أيام المهرجان ورشة «خيال الظل» بإشراف الفنانة السورية روجينا رحمون، وندوة بعنوان «أدب ومسرح الطفل وتطوره».
ويأتي المهرجان هذا العام بإشراف المخرج نعيم الزريقي كمنسق عام، وبتنظيم لجان متخصصة في العلاقات العامة والاستقبال والتنسيق وإدارة المسرح، ليؤكد في نسخته الخامسة على رسالةٍ ثقافية وإنسانية سامية مفادها أن بناء المستقبل يبدأ من بناء الطفولة، وأن الفنون والثقافة تظل لغةً عالمية توحّد القلوب وتغرس في الأجيال الناشئة روح الإبداع والانتماء.
