5
عروبة الإخباري – باسكال حرب
أردتُ قلبي ربيعًا يورقُ الودَّ
يهبُ النسيمَ ويبقى للفلا مددًا
عشْتُ أبني سكونًا مثلُ أغنيةٍ، حتى إذا
ما طعنوه، غيرتْهُ صخبًا
لكنْ جرحًا إذا ما نالَ من ثقتي،
أيْقظَ في داخلي بركانًا وقد غضِبا
سيدركُ القومُ أني حينَ أرتفعُ يصغرُ
البرجُ مهما طالَ وارتمسا
سيعلمونَ أنني نارٌ وملحًا
جرحٌ ينزفُ وحلمٌ يرفعُ البشرَ
غدًا يعلمون أنَّ مسعايَ ليسَ خطى، إنما
دربٌ بسرّه كانَ لهم وَطَنا
أنا السِياجُ على دربٍ يمرُّ بهم، وأنا الندى
حينَ يظمأ قلبُهم عطشا
أنا الصدى في صدور الكائناتِ إذا
ضجَّت، يهدأُ الكونُ مرهفًا وهنا
فإن وقفتُ توارى الليلُ وانحسرتْ
ظُلماؤه، وانثنى فجرٌ بنا انبثقا.

