في زمن يتسارع فيه التحول الرقمي وتتغير فيه معايير المنافسة في سوق العمل، يبرز القائد الوطني صاحب الرؤية الثاقبة، الذي لا يكتفي برؤية المستقبل بل يسعى لتجسيده على أرض الواقع، ومن بين هؤلاء القادة، يظهر النائب الدكتور أيمن أبو هنية، الذي أطلق مبادرة وطنية رائدة تحت عنوان “الجيل الرقمي الأردني 2030″، لتكون خارطة طريق حقيقية نحو تمكين الشباب الأردني وتهيئته لمواكبة اقتصاد المعرفة العالمي.
مبادرة الدكتور أبو هنية، تميّزت بجرأتها وشموليتها، حيث لا تقتصر على تدريب الشباب على المهارات الرقمية المتقدمة فحسب، بل تمتد لتوفير فرص عمل فعلية، ودعم المشاريع الريادية، وتعزيز المشاركة في صناعة القرار الوطني. المبادرة تهدف إلى تدريب 100,000 شاب وشابة، وتأمين 50,000 وظيفة رقمية ومباشرة، وتمويل 5,000 مشروع ريادي، وإشراك 20,000 شاب في الحوارات الوطنية، ما يعكس وضوح الرؤية وعمق الطموح في صياغة مستقبل الأردن الرقمي.
وتعتمد المبادرة على ركائز استراتيجية قوية تشمل التشريعات العصرية، صندوق وطني للابتكار والتوظيف، حاضنات للمواهب الشابة، حرم رقمي شبابي في الجامعات والمحافظات، ومنصة وطنية للوظائف المستقبلية. هذه الركائز لا تقتصر على تطوير المهارات، بل تهدف إلى بناء بيئة مستدامة للإبداع والابتكار وريادة الأعمال، وتوفير فرص حقيقية للشباب للانخراط في الاقتصاد الرقمي العالمي.
ما يميز الدكتور أبو هنية، ليس فقط الطموح الكبير، بل أيضاً القدرة على تحويل الرؤية إلى خطة عملية قابلة للتنفيذ، تبدأ بمرحلة تجريبية في محافظات محددة، ثم تعميم التجربة على مستوى الوطن، وصولاً إلى تحويلها إلى سياسة وطنية دائمة، فهذه الرؤية الاستراتيجية تعكس إدراكه العميق لأهمية الاستدامة وقياس الأثر، ما يجعل المبادرة نموذجاً يحتذى به في صياغة سياسات وطنية مبتكرة.
إن مبادرة “الجيل الرقمي الأردني 2030” تمثل قفزة نوعية في تمكين الشباب الأردني، وتجسيداً حقيقياً للجهود الملكية السامية في دعم الشباب وتمكينهم.
يثبت الدكتور أيمن أبو هنية أن القيادة الحقيقية تتطلب فيه التحديات الوطنية رؤية ثاقبة وجرأة في المبادرة، وقدرة على تحويل الأفكار الطموحة إلى واقع ملموس يخدم الوطن والمواطن، وبأن الأردن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى قادة من هذا الطراز، رجال ونساء يمتلكون رؤية واضحة، وعزيمة صلبة، وإرادة حقيقية لتمكين الشباب وفتح آفاق المستقبل الرقمي والاقتصادي. فكم نحن بحاجة إلى المزيد من القيادات الشابة والمتمرسة التي تتسم بنفس شجاعة الفكر، ونفس عمق الالتزام، ليصنعوا معاً الأردن الذي نحلم به: وطن الإبداع، وطن الفرص، ووطن الطموح المتجدد.
