ضمن البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب 2025، عُقدت ندوة بعنوان “كيف ينظر الأردنيون إلى ماضيهم؟” أدارها الدكتور هاني البدري، وشارك فيها وزير الاتصال الحكومي الأسبق الدكتور مهند المبيضين.
وأكد المبيضين في مداخلته أنه يرفض مقولة وجود “أزمة هوية وطنية أردنية”، معتبراً أن هذه الأزمة لا يروّج لها إلا من “يريد أن يعتاش عليها”، مشدداً على أن “السردية الوحيدة عند الأردنيين هي سردية الدولة”.
وأوضح أن الدولة شكّلت الإطار الجامع الذي وحّد الأردنيين بمختلف أصولهم (الشامي، القدسي، الشركسي)، وأن أبرز ما حققته القيادة والشعب هو ترسيخ مفهوم الدولة أولاً وأخيراً، بوصفها المؤسسة الضامنة للعدالة والاستقامة والمساواة بين المواطنين.
وانتقد المبيضين حالة الحنين المبالغ فيه إلى الماضي واستدعاء الشخصيات التاريخية مثل وصفي التل، مبيناً أن الواقع الثقافي والديمغرافي للأردنيين اليوم قد تغيّر كثيراً، وأن استحضار الأبطال من الماضي يرتبط غالباً بمحاولة مواجهة التحديات أو الإخفاقات السياسية.
كما حذّر مما وصفه بـ”الهزيمة البالغة في موضوع الهوية” عندما يُربط الأردنيون المعاصرون بعصور قديمة كالمؤابيين أو العمونيين، مقترحاً بدلاً من ذلك العودة إلى أزمنة الأمة كالغساسنة، إن كان لا بد من ذلك. وانتقد بشدة ما اعتبره “كارثة” في منح أرقام إيداع لمشجرات أنساب مخترعة وغير دقيقة.
وعبّر المبيضين عن تحفظه على استخدام مصطلح “السردية”، مفضلاً “الرواية” التي تسمح بتعدد وجهات النظر. كما أقرّ بوجود فجوة مع الجيل الجديد الذي وصفه بـ”فاقد البوصلة”، مشيراً إلى أن هذا الجيل لا يتابع إلا المحتوى القصير مثل مقاطع الريلز، وهو ما يشكّل تحدياً في نقل الذاكرة الوطنية. كما اعترف بفشل لجنة المناهج في إقناع المؤسسات التعليمية بتبني مناهج عصرية تبتعد عن القوالب القديمة.
وكان البدري قد افتتح الندوة مشيداً بمعرض عمان للكتاب بوصفه “فعالية وطنية وعربية عظيمة”، مؤكداً أنه “من إنجازات الحاضر لا الماضي”.
وفي ختام الندوة، كرّم رئيس اللجنة الثقافية للمعرض جعفر العقيلي المشاركين بدرع معرض عمان الدولي للكتاب
