في توقيت حساس يزداد فيه لبنان رهينة الأزمات الداخلية والضغوط الإقليمية والدولية، صعد رئيس الجمهورية إلى منبر الأمم المتحدة ليقدم صورة الدولة اللبنانية الطامحة إلى الاستقرار واستعادة حضورها على الساحة الدولية، لكن السؤال الأبرز يبقى: هل يمكن لهذا الخطاب أن يتحوّل إلى خطوات عملية تحقق الإنقاذ، أم سيظل حبيس الإطار الدبلوماسي؟
في هذا الحوار، يقدّم ناشر ورئيس تحرير صحيفة وطن، الصحافي سماح مطر، قراءة متأنية لمضمون الخطاب، ومستقبل لبنان بين تحديات الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية والأزمات المعيشية التي يرزح تحتها المواطنون.
كيف تقرأ خطاب رئيس الجمهورية من على منبر الأمم المتحدة؟
الخطاب جاء في توقيت حساس للغاية. حاول الرئيس أن يرسم صورة جديدة للبنان كدولة تسعى إلى تثبيت الاستقرار واستعادة حضورها، لكن تبقى الإشكالية في ما إذا كان هذا الكلام سيجد طريقه للتنفيذ أم سيبقى محصورًا في الإطار الدبلوماسي.
برأيك، هل يمكن ترجمة هذا الخطاب إلى خطوات عملية؟
التجربة اللبنانية تؤكد أن المسافة بين الأقوال والأفعال كبيرة. التطبيق يتطلب قرارًا وطنيًا جامعًا وقدرة على مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية، وهذا ما لم يظهر بعد بشكل واضح.
أين يقف لبنان اليوم في ظل هذه الأوضاع؟
لبنان يقف عند مفترق طرق. إما أن يتهاوى تحت ضغط الانقسامات والتجاذبات، وإما أن ينهض كدولة قوية تفرض هيبتها على الجميع. المسار لم يُحسم بعد، لكنّ عامل الوقت بات ضاغطًا.
ما دور الخارج في هذه المعادلة؟
لا يمكن فصل الأزمة اللبنانية عن التدخلات الإقليمية والدولية. كل طرف خارجي يسعى إلى توظيف الساحة اللبنانية لصالحه، ما يجعل أي مبادرة محلية تصطدم بمصالح كبرى، وغالبًا ما نشهد شعارات برّاقة عن السيادة فيما الممارسة الفعلية تعكس عكس ذلك.
ماذا عن الأزمات المعيشية والمالية التي يرزح تحتها اللبنانيون؟
هذه الأزمات تضاعف التحدي. أموال المودعين ورواتب الموظفين في مهب الريح، وهناك طروحات خطيرة تتعلق بشطب ديون الدولة من حساباتهم، وهو ما يشكّل جريمة اقتصادية ويقضي على أي ثقة مستقبلية بالقطاع المصرفي.
هل ترى أن خطاب الرئيس يمكن أن يكون نقطة تحول؟
يمكن أن يكون كذلك إذا تحوّل إلى فعل، وإذا استطاعت الدولة أن تفرض نفسها داخليًا وتتعامل مع الخارج بندّية. أما إذا بقي مجرّد إعلان نوايا، فسيظل لبنان عالقًا بين حلم الاستقرار وكابوس الانهيار
