انطلقت، الثلاثاء، في العاصمة الأردنية عمّان أعمال ورشة العمل المتخصصة في الأمن السيبراني ضمن سياق شبكات الهاتف المتنقل، والتي تنظمها هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بالتعاون مع الرابطة الدولية لمشغلي الهواتف المتنقلة (GSMA)، بمشاركة عدد من الجهات المحلية والعربية ذات العلاقة، إلى جانب مختصين من الهيئة.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد المهندس أيمن الدرايسة، عضو مجلس مفوضي الهيئة، أن جلالة الملك عبدالله الثاني شدد على أهمية الاستثمار في التكنولوجيا وبناء القدرات الوطنية، باعتبارها ركيزة أساسية لدفع عجلة الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة الأردن في المشهد الرقمي العالمي. وأوضح أن هذه الورشة تأتي تجسيداً للرؤية الملكية السامية في تمكين الموارد البشرية وتزويدها بالمعرفة والخبرة.
وأشار الدرايسة إلى أن التهديدات السيبرانية باتت أكثر تعقيداً وخطورة في ظل التطور المتسارع للتقنيات الحديثة، كالحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن هذه التهديدات لا تقتصر على الأفراد فحسب، بل تمس مجمل منظومة التكنولوجيا، بما فيها البنية التحتية للاتصالات والخدمات الرقمية وخصوصية المستخدمين.
وأكد الدرايسة أن مواجهة هذه التحديات تتطلب رفع الجاهزية الوطنية، وبناء بيئة رقمية آمنة عبر تعزيز المعرفة والعمل الاستباقي، مشيراً إلى حرص الهيئة على تعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتبادل الخبرات وتطوير الأطر التنظيمية، بما يضمن حماية قطاع الاتصالات الوطني وفق المعايير الدولية.
وتتناول الورشة، التي تستمر على مدار يومين، عدداً من المحاور المتخصصة، من أبرزها: المفاهيم الأساسية للأمن في شبكات الاتصالات المتنقلة، حماية الخصوصية وأمن المستخدمين، الأطر التنظيمية لبيئة اتصالات آمنة، واستشراف التحديات المستقبلية التي يفرضها التطور التكنولوجي.
من جهته، أعرب ممثل الرابطة الدولية لمشغلي الهواتف المتنقلة، نيل ماجنس، عن تقديره لجهود الهيئة في تطوير قدرات الكوادر العاملة في القطاع، مشيداً بحرصها على تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية، بما يفتح المجال لتبادل الخبرات والمعارف المتخصصة في مجالي الأمن السيبراني والاتصالات.
وأكد ماجنس استعداد الرابطة لمواصلة التعاون والتنسيق مع الهيئة، بما يعزز استفادة جميع الأطراف المعنية من الخبرات المتوفرة، ويسهم في بناء منظومة اتصالات أكثر أماناً وموثوقية.
