أكد خبير الطاقة هاشم عقل أن أسعار المشتقات النفطية شهدت خلال الشهر الحالي ارتفاعاً طفيفاً للغاية، حيث ارتفع سعر البنزين 90 والبنزين 95 والديزل بمقدار خمسة فلسات فقط لكل لتر، مشيراً إلى أن هذا الارتفاع المحدود قد يبقي الأسعار ثابتة للشهر المقبل، وهو الاحتمال الأقوى ما لم تشهد الأسواق تطورات دراماتيكية مفاجئة.
وأضاف عقل أن خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 17 أيلول 2025 لم ينعكس بانخفاض ملموس على أسعار النفط، إذ بقيت مستقرة نسبياً أو سجلت تراجعاً طفيفاً. وأوضح أن عدة عوامل أساسية حالت دون حدوث التأثير الإيجابي المتوقع، أبرزها وفرة العرض العالمي نتيجة إعلان “أوبك+” عن تقليص تخفيضات الإنتاج، واستمرار صادرات النفط الروسي من دون تأثر كبير بالعقوبات، إلى جانب ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط الأمريكية، ما يشير إلى وجود فائض محتمل في الإمدادات.
كما لفت إلى أن المخاوف من ضعف الطلب بسبب تباطؤ الاقتصاد الأمريكي لعبت دوراً مهماً، إذ أظهرت البيانات الأخيرة تراجعاً في سوق العمل، وانخفاض بناء المنازل الفردية إلى أدنى مستوى في عامين ونصف، فضلاً عن ارتفاع مخزونات الوقود، وهو ما يعكس تراجعاً في الاستهلاك مع اقتراب موسم صيانة المصافي الذي يقلل الطلب على الخام.
وأشار عقل إلى أن إشارات الفائدة الحذرة أسهمت أيضاً في تقليص أثر الخفض، إذ كان متوقعاً مسبقاً وترافق مع توقعات بخفضين إضافيين فقط حتى نهاية العام، ما لم يوفر التحفيز القوي الذي يُعزز الطلب على النفط. كما أن هذه التخفيضات قد تُضعف الدولار، وهو ما يجعل أسعار النفط أكثر كلفة على المشترين الدوليين، مؤكداً أن الأمر يحتاج إلى خفض أكبر ليترك أثراً ملموساً في تحفيز الاقتصاد.
وبحسب عقل، فقد دفعت هذه العوامل مجتمعة المضاربين إلى التركيز على المخاطر السلبية بدلاً من الإيجابيات، وهو ما أبقى أسعار النفط تدور في نطاق يتراوح بين 60 و63 دولاراً للبرميل.
