عروبة الإخباري –
“النهار – د. ليليان قربان عقل” –
تبرز أهمية إقرار قانون إعلام يكفل حرية التعبير، ويضمن حماية الحقوق، ويعزز ثقافة الشفافية ومحاربة الفساد والفاسدين وضرورة محاسبتهم.
يقوم الدور الرئيسي للإعلام في محاربة الفساد على الالتزام بمبادئه وأخلاقياته وأهدافه، في صناعة معرفة نافعة تحمي المجتمع وتمنع استغلال الموظف لموقعه.
من هنا، تبرز أهمية إقرار قانون إعلام يكفل حرية التعبير، ويضمن حماية الحقوق، ويعزز ثقافة الشفافية ومحاربة الفساد والفاسدين وضرورة محاسبتهم، مع تقديم الحماية المعرفية والرسمية للمواطنين، من خلال إعلام مسؤول يقوم بالتوعية المجتمعية لضمان الحقوق ضمن استراتيجية منقذة من الأخطار، لإعادة تأسيس مفهوم الإدارة النظيفة على ركيزتين أساسيتين:
– حماية الحق بإنجاز المعاملات دون إكراميات أو منافع متبادلة بين الراشي والمرتشي.
– التزام الإعلامي بالقانون والأخلاق والدور الوطني والمهني في الرصد والنقد بشفافية ونزاهة ومسؤولية.
إن الوظيفة الرئيسية للإعلام، كمدّعٍ عام مساعد، تقتضي التأثير على المسار الوطني والاجتماعي، لأنه يبعث روح النقد البنّاء، وينمّي الحس بالمسؤولية لدى الناس، ويحرّكهم للمساهمة في بناء وطن أكثر نقاءً وتماسكًا وعدالة وشفافية.
من هنا، تبرز ضرورة إنشاء مرصد إعلامي لمواكبة حركة المجتمع في ظل تنامي الفساد وتفشي التفلت من القوانين وانتشار ظواهر الرشوة والابتزاز، وابتكار وسائل للهروب من الملاحقة والعقاب ، يقتضي رصد مظاهر الفساد واخطاره باطلاق حملة توعوية تنبيهية تهتم برصد حالات الفساد ومحاولات الافساد والاعتداء على حقوق المواطنين وكرامة الوطن والتي من أبرز مهامها محاربة مظاهر الفساد ،والتحذير من انتشاره ، وكشف اخطاره على المستويات المعيشية والادارية والاقتصادية والمالية وكل ما يتعلّق بحياة الناس وضرورة توعيتهم انطلاقاً من مبادئ خلقية ووطنية واصلاحية والاستناد الى تحقيقات استقصائية ذات الاستراتيجيات المحكمة والقواعد العلمية الصلبة التي من شأنها أن تتلمّس علامات الفساد وترصد مظاهره وتلاحق تطوره وتعمل على محاربته وتفضح أفعاله وفق منهجية اصلاحية تحمي المجتمع من التداعيات الخطيرة التي تهدده من مختلف النواحي وتكون الغاية من هذا المرصد الاعلامي:
مراقبة ومتابعة وكشف وملاحقة وفضح كل تجاوز للقانون، بما يساعد القضاء في رسالته، ويُنير الرأي العام حول ما يجب القيام به لتحصين المجتمع، وإبعاد شبح الفساد عن أفراده، والعمل على إعادة ثقة المواطنين بدولتهم، يكون الاعلام الاصلاحي فيها ركيزة استراتيجية عمل احترافية ومسؤولية مطلقة، تتصف باحترام المصلحة الوطنية والاجتماعية العامة والتقيّد بالاخلاق الاعلامية واحترام شرف المهنة وقواعدها بما يتوافق ومصلحة الوطن والمواطنين والمجتمع عامة.
