ليست القمة الأولى لرؤساء الدول العربية والاسلامية، التي تنعقد للرد على الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على الشعوب والدول العربية. هذه الاعتداءات التي لم تتوقف منذ أن بدأتها عصابات الهاغانا، برعاية بريطانية في عام 1936 تحت حجة حماية المصالح البريطانية، فقتلت وقمعت الثوار الفلسطينين المطالبين بالاستقلال، ثم ارتكبت المجازر ودمرت اكثر من خمسمئة مدينة وقرية فلسطينية، وهجّرت سكانها.
عندما عُقدت القمة في السعودية بعد الحرب على غزة، خاطب نتنياهو الرؤساء المجتمعين هناك بكلمتين: “أدينوا حماس أو اصمتوا”.
ولم يصدر عن القمة أي مواقف رادعة لإسرائيل، فاستمرت حرب الابادة على الشعب الفلسطيني، التي قتلت وجرحت وشردت معظم سكان قطاع غزة.
ثم قصفت إسرائيل العاصمة اللبنانية بيروت، مستهدفة المدنيين بشكل متعمّد ودمرت القرى الحدودية، حتى بعد أن دخلت إليها، كل ذلك تحت شعار مجرم الحرب نتنياهو: “تدفيعهم الثمن الباهض”، وبهدف تهجير السكان، ومنع عودتهم إلى بيوتهم.
وأمعنت إسرائيل في تدمير كل الأسلحة التي تركها الجيش السوري، بهدف منع قيام جيش مجدداً في سوريا، ولابقائها ضعيفة، تمهيداً لإثارة النزاعات العرقية والمذهبية، بغية تفتيتها وتقسيمها. وها هي اليوم تحتل مرتفعات جبل الشيخ (اللبنانية والسورية منها) وباتت على بعد اقل من عشرين كلم عن العاصمة دمشق، والطريق الذي يربطها ببيروت، وهي تعرض على سوريا اتفاق استسلام واذعان وتنازل عن السيادة.
ثم تجرأ نتنياهو على إيران، ومع صديقه ترامب نفذ مغامرة عسكرية، فضرب في قلب طهران، لكن الضربة فشلت في تحقيق هدفها، وبات واضحاً اليوم أنها ستجعل إيران أكثر قوة وصلابة مما كانت عليه سابقاً لأن في إيران شعب ينتفض لكرامته.
حذر الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان دول المنطقة من جنون إسرائيل، وضرورة وضع خطة لمواجهة عدوانها، فلم يستجب له أحد، واعتقد بعض العرب أن إسرائيل باتت صديقاً لهم، ولن تعتدي عليهم، ليتبيّن أن لا أصدقاء لإسرائيل، ولا أحد في مأمن من غدر الصهاينة، فجاءت الضربة على دولة قطر، المحمية نظرياً بأكبر قاعدة عسكرية امريكية في الشرق الأوسط، دُفعت تكاليفها من أموال العرب ، دون أن تتحرك تلك القاعدة، لمواجهة صواريخ إسرائيل، التي ضربت في قلب الدوحة.
في جولة واحدة على دول الخليج، حصل ترامب على ما يقارب خمسة آلاف مليار دولار .
هذا المبلغ كفيل بتحويل الدول العربية إلى جنة، فيما لو تم استثماره في خدمة شعوب ودول المنطقة، لكن مع الأسف المال العربي موظف في خدمة أمريكا، وترامب يعلم جيداً كيف يبتز الزعماء العرب الخائفين على مناصبهم، فالتأمين على الحياة والبقاء في الحكم، يكلف قادة الدول العربية مبالغ طائلة، وكل من يتخلف عن الدفع، يغامر بأن يتعرض لحادث واهتزازات تزيحه عن العرش.
إنها أكبر شركة تأمين في العالم لصاحبها ترامب الكبير!!!
الثقة مفقودة بين القادة العرب وشعوبهم، حتى أن غالبيتهم يخشى أقرب المقربين من أخوة وأولاد عمومة، فيعمد إلى قتلهم أو سجنهم أو ابعادهم، حفاظاً على كرسي يعتقد أنه سيدوم له إلى ابد الدهر.
إنها شهوة السلطة والمال لدى بعض الحكام العرب، التي جعلت منهم عبيداً لدى الأمريكي، الذي يستبيح المنطقة ويهدد دولها وشعوبها، والأنكى أن كل هذا السلاح والقنابل الاسرائيلية، التي تقتل الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والعراقيين واليمنيين والقطريين وغيرهم، هي ممولة بأموال عربية تقدم للأمريكيين، الذين يتحدثون عن صداقتهم مع العرب، فيما يضمرون لهم كل الاحتقار والكراهية، ولا يرون فيهم أكثر من عبيد وجهلة أذلاء خانعين.
لقد أنهى ترامب كل ما كان يُسمّى قانون دولي ومؤسسات دولية، بدءاً من تعطيل مجلس الأمن، والهجوم على الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، ونسف كل قواعد العلاقات الدبلوماسية واحترام للسيادة بين الدول، ولم يعد يسود سوى قانون واحد وهو قانون القوة.
فالمعادلة ليست بين حق وباطل، أو عدل وظلم، بل بين قوة وضعف.
أمريكا القوية والأقوى في العالم كما يراها ترامب، تستطيع أن تفرض كل شيء بالقوة، حتى على الدول الكبرى. وبالنسبة لترامب لا يوجد حلفاء سوى بالاسم، أما بالحقيقة فعلى زعماء الدول أن يختاروا، بين أن يكونوا اتباعاً ينفذون الأوامر والتعليمات، ويدفعون الجزية، أو اعداء سيتم قتلهم ومعاقبتهم.
عندما سُئل ترامب عن اجتماعه بقادة الدول السبع، أجاب بكل لطف: “لقد سمحت لهم بابداء رأيهم”. مما يعني أنه تنازل (برأيه) وقبل أن يسمع رأيهم، الذي لا يهمه في شيء، ولا يغير في قرارته شيء.
ثم يهدد روسيا ويقول أن صبره على بوتين بات ينفذ، ويهدد الصين والهند وكندا وكل دول العالم، متفاخراً بأنه يملك أقوى جيش في العالم.
من يجرؤ على مواجهة ترامب؟؟؟!!!
لقد تجرأ الأفغان واليمنيون وقبلهم الفيتناميون وكوريا على مواجهة أمريكا وانتصروا لقضيتهم، لكن اليوم لم يعد هناك من يتجرأ على مواجهة ترامب، الذي لا يعرف حدوداً للعنجهية، ولا يقيم وزناً لدول او حكام أو علاقات دولية.
صحيح أن القانون الدولي، ومعاهدة روما تفرض على الدول الأعضاء مقاطعة أي دولة ترتكب الابادة الجماعية، أو جرائم ضد الانسانية.
لكن لم يتجرأ أحد على مقاطعة إسرائيل، لأن أمريكا تحميها، ولن تتأخر في معاقبة أي زعيم يحاول انتقاد إسرائيل، فسوف يُتّهم فوراً بمعاداة السامية، ويتم تجريمه بدعم الارهاب.
يتناسى العالم أن إسرائيل هي مغتصبة لأرض فلسطين، وأن الشعب الفلسطيني يعيش في هذه الأرض منذ آلاف السنين، وأن من حقه الدفاع عن حقه في البقاء وتقرير المصير.
كل ما يراه العالم ويصدّقه هو الكذب الأمريكي، وهذه الدعاية المضللة، والتي يروج لها مع الأسف بعض الاعلام العربي المتأمرك والمتآمر على العرب والعروبة، ليقول بأن إسرائيل ضحية ويعتدى عليها، فيتحول المقاوم الفلسطيني الشريف الى ارهابي في نظر الغرب والعالم، والمغتصب الاسرائيلي الإرهابي القادم من شتى اصقاع الأرض، إلى مواطن حقيقي يدافع عن نفسه.
كان يمكن أن نلوم القادة العرب والدول الاسلامية، أنهم لم يلجأوا إلى مقاطعة أمريكا وإسرائيل، وكل الدول الداعمة لها، وتنفيذ أحكام اتفاقية روما، ولم يتخذوا قرارات رادعة لأمريكا وإسرائيل!!!
لكن هل يلام العبد على طاعة سيده؟؟؟!!!
قال مظفر النواب يوماً :
قمم قمم قمم
معزى على غنم
جلالة الكبش
على سمو نعجةٍ
على حمارٍ بالقِدم
وتبدأ الجلسة
لا ولن ولم
وتنتهي فدا خصاكم سيدي
والدفع كم؟
ويفشخ البغل على الحضور حافريهِ
لا … نعم
وينزل المولود
نصف عورةٍ ونصف فم
مبارك … مبارك
وبالرفاه والبنين
اطرقوا لهيئة الأمم
أمّا قمم
كمب على كمب
ألا كمباتكم
على أبيكم
جائفين
تغلق الأنوف منكم الرمم.
وعنزةٌ
مصابةٌ برعشةٍ
في وسط القاعة بالت نفسها
فأعجب الحضور…
صفقوا وحلقوا
بالت لهم ثانية
واستعر الهتاف
كيف بالت هكذا..!!
وحدثوا وحلو وأجلوا ومحصوا ومصمصوا
وشخت الذمم.
وأهبلتكم أمهاتكم
هذا دمٌ أم ليس دمْ؟؟!
يا قمة الأزياء يا قمة الأزياء
سُوّدت وجوهكم من قمةٍ.
ما أقبح الكروش من أمامكم
وأقبح الكروش من ورائكم
ومن يشابه كرشه فما ظَلَم
قممْ .. قممْ .. قممْ .. قمم
معزى على غنم
مضرطةٌ لها نغم
تنعقد القمة
لا تنعقد القمة
لا … تنعقد القمة
أي تفو على أول من فيها
إلى أخر من فيها
من الملوك .. والشيوخ .. والخدم.
