تحمل هذه الزيارة عدّة دلالات مهمّة، خاصةً في التوقيت الراهن وعلى الصعيدين الإقليمي والعربي، أهمها البدء بتنسيق المواقف بعد القمة الطارئة في الدوحة خاصة وأنها تأتي مباشرة بعد القمة التي دانت الاعتداءات الإسرائيلية. ومن المتوقع أن تبحث الأردن وقطر كيف يمكن تحويل القرارات والتصريحات إلى مواقف عملية ملموسة سواء عبر الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي أو عبر اتصالات مع العواصم العالمية.
كما من المتوقع أن يأتي الملف الفلسطيني في صدارة جدول الأعمال على رأسها القضية الفلسطينية التي تبرز كأولوية خاصة الوضع في غزة والتوتر في الضفة الغربية والقدس. وتلعب قطر دوراً وساطياً هامّاً مع حركة حماس ومع أطراف دولية، بينما الأردن لديه آثار مباشرة لهذه الأزمات ويسعى لموقف فاعل في دعم الفلسطينيين.
على صعيد أخر يُتوقع أن تُبحث ملفات استثمارية واقتصادية بين البلدين، مثل البنية التحتية، السياحة، والطاقة المتجددة. وهناك احتمال أن تدفع قطر بمبادرات لدعم الأردن اقتصادياً، سواء من خلال استثمارات، مشاريع أو مساعدات مالية، لأن الأردن يعاني من ضغوط اقتصادية كبيرة.
لكن الأهم في هذه الزيارة أنها تحمل رسالة إلى الداخل العربي بأن هناك التزاماً من القيادات السياسية لتعزيز التضامن والتنسيق في مواجهة التحديات المشتركة، فالأردن وقطر تُظهِران من خلال هذه الزيارة أن المواقف الجماعية لا تبقى مجرد بيانات، بل يجب أن يكون هناك عمل مشترك، مع ملاحظة توقيت الزيارة الذي أتى في لحظة تتصاعد فيها التوترات وتحتد فيها الأزمات الإقليمية، مما يجعل التنسيق بين الدول العربية ضروري أكثر من أي وقت مضى، ولولا الدور والثقل الدولي للأردن بفضل حنكة وسياسة جلالة الملك عبدالله الثاني لما كانت الزيارة الأولى للشيخ تميم أمير قطر بعد القمة الى الأردن تحديداً، فأهلاً وسهلاً بأمير قطر في بلده الثاني. والله الموفق.
