عروبة الإخباري –
في زوايا الزمن المنسي، حيث تختبئ قصص الأجيال وعبق الأيام الخالدة، يظهر المهندس محمد خلف العساف، كحارس أمين لذاكرة تلاع العلي، يحمل شعلة الماضي وينير بها حاضرنا. هو من يعيد للأعين والقلوب مشاهد لم تندثر، ويجعل من الصور القديمة بوابات تعبر بنا إلى عالمٍ حيٍّ ينبض بالذكريات، عالمٍ يروي تفاصيل حياة الأحياء، شوارعها، منازلها، ومقابرها التي تحمل عبق الأجداد.
من خلال توثيقاته النادرة على صفحة “أميرة آخر المقاتلين – أرشيف تلاع العلي وما حولها”، لا يقتصر عمله على جمع الصور والقصص، بل يحيي الماضي ويعيد له الحياة، ليصبح حاضرنا أكثر عمقًا، وأيامنا أكثر غنىً وجمالًا.
هذه الصور والقصص ليست مجرد ذكريات؛ إنها بوابة مفتوحة على الماضي، تعيد إلى الأذهان تفاصيل حياة الأحياء والشوارع والمباني التي شكّلت تاريخ تلاع العلي. من منازل العائلات العريقة، مرورًا بالمجمعات التي كانت تنبض بالحياة اليومية، إلى شوارع شهدت خطوات آلاف الأجيال، ومقابر تحمل ذكريات الأجداد… كل زاوية وكل مبنى يبوح بسر من أسرار الماضي، فتتراقص أمام أعيننا ألوان الذكريات وكأن الزمن يعود إلى مكانه الصحيح.
جهود المهندس العساف تتجاوز مجرد التوثيق؛ فهو يحيي الماضي ويقربه منا، ويمنحنا شعورًا عميقًا بالانتماء، ويعيد إلينا دفء الأيام الخالدة التي شكلت وجداننا وتراثنا المحلي. بفضله، لم يعد الماضي مجرد صفحة في كتاب التاريخ، بل صار حاضرًا حيًا يلامس وجدان كل من يعشق تلاع العلي ويرى فيها جزءًا من ذاته وطفولته.
إنه ليس مجرد مؤرخ للصور، بل حارس شجون الذكريات ومفتاح عبق الماضي، الذي يفتح لنا أبوابًا على أيامٍ مضت لكنها لم تغب عن قلوبنا، لتظل تلاع العلي نابضة بالحياة، كما كانت وستظل، عبر ذاكرة يحفظها من لا ينسى.
كل الشكر والامتنان للمهندس محمد جميل العساف، الذي يثبت أن التاريخ الحقيقي ليس ما يُكتب فقط، بل ما يُحيا في ذاكرة الأجيال.
