الذهب هذه الأيّام يمرّ بأفضل حالاته عبر التاريخ، ويوم أمس الجمعة اتّجه سعر الذهب نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع مدعوماً بتوقعات خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة الأميركية، ووسط تدفقات متزايدة إلى صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.. وقد تجاوز سعر الذهب مستوى 3650 دولاراً للأونصة.
أسعار الذهب قفزت بنسبة 39 % منذ بداية العام، فأصبح من بين أفضل السلع أداءً، متقدماً على مؤشرات السوق الأخرى.
لن أدخل في هذا المقال بتفاصيل أسباب ذلك الارتفاع التاريخي والمكاسب التي يواصل الذهب تحقيقها، وإن كان في مقدمتها:
تزايد مشتريات البنوك المركزية في الدول الكبرى للذهب، وتحديداً الصين، وانعدام اليقين الجيوسياسي، إلى جانب التدفقات إلى صناديق المؤشرات المتداولة.
أسوق هذه المقدمة لأتحدث عن فرص استثمار الذهب في الأردن، خصوصاً بعد توقيع أول اتفاقية لاستغلال خامات الذهب في الأردن – منذ يومين – ضمن مشروع أبو خشيبة وجبال أبو رقة والبراق، وعلى مساحة 66 كيلومتراً مربعاً (منها 48 كيلومتراً مخصصة للتنقيب عن النحاس وفقاً لاتفاقية تم توقيعها سابقاً مع الشركة).
التنقيب عن الذهب في الأردن حلم طال انتظاره لسنوات خلت، كان الحديث يتجدد بين حين وآخر فيما إذا كان لدينا ذهب أم لا، ومدى الجدوى الاقتصادية للتنقيب عن الذهب في الأردن.
اليوم، خطا الأردن خطوة جبارة عملية وتنفيذية لاستكشاف المعادن وفي مقدمتها الذهب والنحاس، والجميل في الموضوع أنّ ما لم يكن ممكناً ومجدياً في السنوات السابقة، صار اليوم أكثر جدوى، خصوصاً مع الارتفاع المتواصل في أسعار المعدن النفيس، وظهور شواهد معدنية مشجعة لنظام متعدد المعادن يضم الذهب والنحاس في الأردن بنسب قابلة للتطوير في صخور بركانية ورسوبية – بحسب الدراسات.
مثل هذه المشاريع تأتي في صلب مستهدفات «رؤية التحديث الاقتصادي» في قطاع التعدين، من خلال استغلال الثروات المعدنية وتعظيم مردودها على الاقتصاد الوطني.
مثل هذه المشاريع تخلق استثمارات جديدة تساهم برفع معدلات النمو وخلق مزيد من الوظائف الدائمة.
وحين نتحدث عن الوظائف في قطاع الذهب والمجوهرات لا بد من كشف الحقائق التالية:
1 – قطاع الذهب والمجوهرات في المملكة يضم نحو 250 مصنعاً ومشغلاً متخصصاً في صياغة الذهب والمجوهرات.
2 – القطاع يوفّر نحو 10 آلاف فرصة عمل.
3 – صادرات القطاع في العام 2023 بلغت نحو 825 مليون دينار.
4 – قيمة الفرص غير المستغلة للمملكة في قطاع الذهب والمجوهرات تبلغ نحو 451 مليون دولار لمختلف الأسواق.
إشارة أخيرة لا بد من ذكرها ونحن نتحدث عن الذهب الذي تزداد أهميته في هذه المرحلة والمرحلة المقبلة، بحسب معظم الخبراء والاختصاصيين، ومراكز دراسات تؤكد بأن أسعار المعدن الأصفر ماضية في الارتفاع، خصوصاً وأن أهم مسببات تواصل الارتفاع باقية بل وتتزايد، وفي مقدمتها الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، وتزايد التوترات العالمية جرّاء استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وحرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل على غزة وإصرارها على توسيع رقعة الحرب في المنطقة، إضافة إلى استمرار حالة عدم اليقين في ظل قرارات الرئيس الأميركي ترامب الفجائية وأثرها على الأسواق العالمية.. الأمر الذي يعني بأن اللجوء إلى الذهب – كملاذ آمن – سيتواصل طوال فترة رئاسة ترامب – على الأقل.
*باختصار:
أ)- كما ذكرت في المقدمة.. فإن الذهب في أفضل أوقاته التاريخية، والإقبال على شرائه متواصل من قبل البنوك المركزية العالمية.
ب)- هذا الوقت هو الأفضل للمشاريع الجديدة للتنقيب عن الذهب لأن من أسباب ارتفاع أسعار المعدن الأصفر أيضاً شح الإنتاج في مناجم التنقيب.
ج)- في الأردن لدينا فرص للاستثمار بالذهب في (التنقيب – التشغيل – والتصدير).
د)- حتى موجودات البنك المركزي الأردني من الذهب ارتفعت، ووصلت إلى مستوى قياسي مسجلة 8.042 مليار دولار حتى نهاية آب الماضي (وبلغ حجم احتياطيات البنك من الذهب قرابة 2.332 مليون أونصة حتى نهاية آب الحالي).
