بعد ثلاثة أشهر من إعلان مجلة “بيزنس إنسايدر” خطتها لشطب نحو ثلث وظائفها في ظل تزايد الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، اضطرت المجلة المملوكة لدار النشر الألمانية “أكسيل سبرنجر” إلى حذف مقالات تبين أنها كُتبت بواسطة نفس التقنية.
ووفقاً لصحيفة “برس غازيت” البريطانية المتخصصة في شؤون الإعلام، فإن مطبوعتين أخريين هما مجلة “وايرد” المتخصصة في التكنولوجيا، وموقع منظمة “إندكس أون سينسورشيب” المعنية بحرية التعبير، اضطرتا أيضاً إلى حذف مقالات نُشرت باسم ماراجو بلانشارد، بعد اكتشاف احتوائها على تلفيقات، مثل اختلاق أسماء بلدات وشركات، لم ينتبه إليها المحررون قبل نشرها.
وأثارت صحيفة “ديسباتش” البريطانية القضية بعدما طلبت من بلانشارد تزويدها بمعلومات تخص مقالاً عن بلدة تعدين وهمية في ولاية كولورادو، قبل أن تحول الأمر إلى صحيفة “برس غازيت”، ليُكشف لاحقاً حجم الانتحال في المواد المنشورة.
وكانت مجلة “وايرد” قد نشرت مقالاً لبلانشارد عن أزواج يعقدون زيجات افتراضية عبر الإنترنت باستخدام منصات مثل “ماينكرافت” و”روبلوكس”.
وبعد افتضاح الأمر، نشرت المجلة في أغسطس (آب) 2025، مقال اعتذار أوضحت فيه أنها تعرضت للاحتيال من جانب كاتب مستقل استخدم الذكاء الاصطناعي في إعداد النص بالكامل، مؤكدة أن هذا الأمر شكّل خيبة أمل خاصة لكونها مؤسسة تكنولوجية كان من المتوقع أن تكشف مثل هذا التضليل.
المجلة الاقتصادية نشرت أيضاً مقالين لبلانشارد في أبريل (نيسان) الماضي، تناول الأول تجربة العمل عن بُعد باعتباره إيجابياً للآباء وسلبياً على المستوى الشخصي، فيما تناول الآخر تجربة إنجاب طفل في سن الخامسة والأربعين، لكن بعد التحقق، حُذفت المقالات واستُبدلت برسالة تؤكد أنها لم تستوفِ معايير النشر في “بيزنس إنسايدر”.
ويمثل هذا التطور ضربة لجهود المؤسسات الإعلامية التي تحاول خفض التكاليف وزيادة الإنتاجية بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وسط مخاوف من تزايد حالات التضليل وفقدان المصداقية.
وأظهرت دراستان أُجريتا في مارس (آذار) وأغسطس (آب) من العام الجاري أن نحو نصف الصحفيين في العالم يستخدمون بالفعل تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المواد الصحفية، وهو ما يعكس تسارعاً في تبني هذه الأدوات، رغم المخاطر المرتبطة بها على معايير المهنة.
