عروبة الإخباري –
في عالمٍ يزدحم بالأسماء، تبقى بعض الأسماء أيقونات مضيئة، لا تكتفي بالمرور بل تترك أثرًا يشبه العطر في ذاكرة الزمن. ومن بين تلك الأسماء يسطع اسم جيسي مراد، الشاعرة التي غزت القلوب بالحرف، والإعلامية التي خطّت حضورها بأناقة الفكر وقوة الصوت.
لكن وراء هذا النجاح قصة أخرى تستحق أن تُروى… قصة دفء عائلة جعلت من الحلم حقيقة، ومن الموهبة جناحين. فجيسي لم تكن وحدها يومًا؛ كانت تسير وخلفها ظلّان من حب… والدها الذي يؤمن أن الكلمة نور، ووالدتها التي تهمس في أذنها دائمًا: “كوني كما تحلمين… أكبر من القيود، وأبهى من الصمت”.
شاعرة تكتب بمداد الروح
منذ طفولتها، حملت القلم كما تحمل الطفلة لعبتها الأولى، وكانت الكلمات لها وطنًا قبل أن تعرف الخرائط. كتبت الحب كما لو أنها عاشقٌ ألفيّ، وكتبت الحنين كما لو أن قلبها ذاق كل الفقد. قصائدها لا تُقرأ على عجل… بل تُقرأ ببطء، كما تُرتشف القهوة في صباحٍ ممطر.
إعلامية تصنع من الحوار فنًّا
حين تجلس جيسي أمام ضيفها، لا تسأله فقط، بل تفتحه كما تُفتح النوافذ على نسيم البحر. هي الإعلامية التي تملك سرّ الإنصات، وسحر البوح، وفنّ جعل الحقيقة تتحدث بلا خوف.
في حضورها، تشعر أن الشاشة صارت أكثر دفئًا، وأكثر صدقًا… لأن جيسي لا تتقمّص الدور، بل تعيشه، وتُضيف إليه من قلبها ما يجعل الحوار لوحة نابضة.
سرّ القوة… عائلة من نور
لا تُثمر الشجرة إن لم تُروَ بالماء النقي، وجيسي شجرة وارفة، سُقيت منذ الطفولة بماء الحنان والفكر. والدها، ذاك السند الذي يرى في كل قصيدة تكتبها ابنته تاجًا فوق رأسه. والدتها، التي تُمسك بيدها في كل خطوة، تهمس لها أن الطريق طويل، لكن قلبها أطول.
هذا الدعم ليس مجرد حُب أبوي، بل إيمان عميق بأن هذه الفتاة لم تُخلق لتكون عابرة… بل لتترك أثرًا، لتكتب اسمها بحروف من نور في سجلّ الإبداع.
جيسي مراد… الحلم الذي كبر على كتفَي الحنان
من رحم هذا الدفء خرجت جيسي، تحمل في عينيها يقينًا لا يتزعزع، وفي قلبها رسالة لا تتوقف عند حدود الشاشة ولا صفحات الدواوين. إنها ابنة بيتٍ يعرف أن الكلمة ليست ترفًا، بل حياة… وأن الفن حين يلتقي بالصدق، يصنع المعجزات.
جيسي مراد، هي فصلٌ من فصول الحب، كتبته عائلة آمنت بها قبل أن يعرفها العالم، فكانت القصيدة الأجمل التي خطّها أب وأم بأحرف من الحنان، ليهديانا اليوم امرأة تليق بها كل التحية والإجلال.
