إن ما يجري في قطاع غزة من مجازر يومية وحرب إبادة شاملة لم يعد يحتمل الصمت ولا التبريرات ولا لغة القلق الدولية الباهتة. مدينة غزة تُباد على مرأى العالم، وأكثر من مئة شهيد يومياً يسقطون تحت آلة القتل الإسرائيلية، إلى جانب مئات الجرحى والمشردين والجوعى، حتى باتت حياة الإنسان الفلسطيني تختزل في أرقام باردة لا تحرك ضميرا ولا تهز وجداناً.
إن الاحتلال، وبشراكة مطلقة ودعم سياسي وعسكري ومالي من الإدارة الأمريكية، يواصل حربه المفتوحة على شعبنا في غزة والضفة الغربية والقدس، في سياق مشروع واضح يستهدف تصفية القضية الفلسطينية بالكامل. هذه الحرب لم تعد مجرد اعتداءات عسكرية، بل هي حرب وجودية تنذر بمحو مدننا وتهجير أهلنا، فيما العالم يكتفي باستعراضات إعلامية تحت مسمى “المواقف” أو “البيانات”، التي لا تعدو كونها غسلاً للعار عن أيد ملوثة بالشراكة أو بالتواطؤ أو بالصمت.
إننا في الجبهة العربية الفلسطينية نؤكد أن شعبنا لن يستسلم ولن ينكسر أمام هذه الإبادة، وأن الوقت لم يعد يحتمل هذه المواقف الرمادية الباهتة، التي تساوي بين الضحية والجلاد وتمنح الاحتلال المزيد من الوقت لارتكاب جرائمه. ونحمل المجتمع الدولي، ومؤسساته، ودوله كافة، المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الجرائم، ونطالب بتحرك سياسي وقانوني عاجل يوقف هذه الحرب فورا، ويفرض على الاحتلال الانصياع لإرادة الشرعية الدولية وحق شعبنا في الحرية والاستقلال.
كما نتوجه بنداء إلى شعوب العالم الحرة أن تكثف تحركاتها، وأن ترفع صوتها عالياً ضد هذه الإبادة، وأن تضغط على حكوماتها لإجبارها على التخلي عن صمتها وتواطؤها، والوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني. فالرأي العام العالمي هو اليوم أداة قادرة على تصويب البوصلة، في ظل عجز المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية عن وقف الجريمة أو حماية شعبنا من آلة القتل الإسرائيلية
