عروبة الإخباري –
حين تكتب عبير العربي، تتفتح الحكايات كزهورٍ نادرة في حدائق الروح.
وحين تتحدث، يصير للكلمة ظلّ من حضور، وللصوت نغمة من صدق.
ليست فقط إعلاميةً أو روائيةً، بل أنثى تعرف تمامًا كيف تُلبس الحرف عباءة من نبض،
وكيف تُمسك بالقلم كما تُمسك الأم بيد طفلها في درب الحياة: بحنان، وثقة، ويقين.
في عالمٍ يزدحم بالصوت المرتفع والكلمات العابرة،
تسير عبير العربي بخُطا واثقة، تبني مجدها بهدوء،
وتنثر أثرها في كل سطرٍ تكتبه، وكل رواية تنسجها، وكل قضية تتبناها.
هي امرأة من نور الحرف… ومن وهج الموقف.
ثلاثية أدبية ناجحة: من “مدام بنوت” إلى “ونس سلف”
أحدثت الكاتبة ضجة إيجابية في الأوساط الأدبية من خلال ثلاث روايات متتابعة لاقت إعجاب النقاد والقراء على حد سواء:
“مدام بنوت”: عمل روائي جريء يتناول قضايا المرأة والهوية بأسلوب رمزي مشوق، يعكس خلفية عبير العربي الثقافية ونظرتها الإنسانية العميقة.
“سبق سري”: رواية تتقاطع فيها الحقائق بالخيال، وتستعرض خبايا المهنة الصحفية في أجواء تشويقية تنبض بالتفاصيل الواقعية.
“ونس سلف”: الأحدث ضمن هذه السلسلة، عمل أدبي رفيع يعالج قضايا الونس النفسي في زمن الوحدة، ويُبرز البعد الصوفي والاجتماعي للعلاقات الإنسانية.
وقد تمكنت عبير العربي من خلال هذه الثلاثية أن تصنع لنفسها بصمة خاصة في عالم السرد، حيث تتكئ كتاباتها على خبرتها الحياتية والمهنية، وصدق صوتها الإبداعي.
انفرادات صحفية… توقيع عبير العربي
لم يقتصر تألق عبير العربي على الجانب الأدبي، بل امتد أيضًا إلى ميادين الصحافة والإعلام. فهي صاحبة عدد من الانفرادات الصحفية اللافتة، التي عكست احترافها العالي، ومصداقيتها، وقدرتها على الوصول إلى مصادرها بثقة ومهارة.
تتناول تقاريرها وبرامجها الإعلامية ملفات حساسة ترتبط بقضايا الأمن القومي، وتمكين المرأة، والتراث الثقافي المصري، بأسلوب رصين يجمع بين الدقة والإنسانية.
إشادة مستحقة
إن المتابع لمسيرة عبير العربي لا يملك إلا أن يثمّن هذا التوازن بين الإبداع الأدبي والاحتراف الإعلامي. فهي نموذج عصري يجمع بين صوت القلم وجرأة الموقف، ويعكس صورة مشرقة للمرأة العربية المثقفة والمسؤولة.
من بين عدد قليل من الأسماء، تبرز عبير العربي كصوت لا يُشبه سواه: صادق، واعٍ، ومُلهم.